تعد لوحة "درس التشريح" لرامبرانت التي أنجزها عام 1632 من اللوحات الزيتية ذات القيمة الأثرية والتاريخية والفنية، حيث تظهر اللوحة البروفيسور نيكولاس تولب وهو يشرح لسبعة اشخاص من الأكاديمين والأطباء على إحدى الجثث محاضرة في علم التشريح.
هذه الجثة هي لـ "أريس كندت" الذي أعدم في وقت مبكر من يوم 12 يناير من عام .1632
وفي حين أعطيت اللوحة أعظم عبارات التمجيد لجمالية "واقعيتها" ودقتها فإن في ذلك ابتعاد عما يُرى بوضوح فيها، فاليد التي وقعت عليها عملية التشريح تبدو أطول من، وغير متناسبة مع، رفيقتها الأخرى بالرغم من أن اليد اليمنى (والغير مشرحة) هي الأقرب لنا، أي أن تصوير رامبراندت لطول اليدين بهذا الشكل لا يتوافق مع القوانين الطبيعية والفيزيائية، حيث الجزء من الجسم المنظور الأقرب لعين الناظر يفترض أن يبدو هو الأكبر، وليس العكس!
ويظهر في اللوحة اهتمام رامبرانت بجزئية الظلال والنور التي طالما اهتم بها في لوحاته حيث نرى الضوء يسطع على الوجوه والياقات المضاءة كلها وتتركز كثافة الضوء على الجثة الممدة في كادر اللوحة.
والجانب الأهم وما فوق القيمة الفنية للوحة هو أنها كانت نقطة تحول في حياة صاحبها رامبرانت حيث مهدت لدخوله للأجواء البرجوازية كفنان كبير في ذلك الحين.
ساحة النقاش