يبدو أن الألم لا يريد أن يفارق قلوبنا فمن أحداث 28 يناير مرورا بأحداث ماسبيروا وشارع محمد محمود ، وأخيرًا أحداث بور سعيد المؤسفة ، والتي سارع معظم المحللين إلي إلقاء التهم علي الفلول وأتباع النظام السابق، ويبدو لي أن الموضوع له جوانب متععدة ومتداخلة فيما بينها ؛ فمن التسرع وعدم الموضوعية إلقاء الذنب علي الفلول وأتباع النظام وحدهم ، ومن غير المنطقي الصاق التهمة للأيادي الخفية ؛ فنظرية المؤامرة هي - في معظمها - وهم كبير قمنا باختراعه وجعلناه مبررا لأخطائنا وفشلنا واخفاقاتنا المتكررة ، فعندما نفشل في معالجة البطالة ونخفق مجال الصناعة ، ونفشل في سياستنا الخارجية ، نجد دائمًا المبرر وهو أن هناك أيادٍ خفية لا تريد لنا النجاح ( نظرية المؤامرة ) إن الكارثة التي حدثت في بور سعيد أمس هي نتيجة لعدة عوامل متداخلة ، أبرزها الآتي :
1- جهل وتعصب مترسخ في تفكيرنا منذ القدم .
2- شرطة متخاذلة ومتقاعسة عن أداء واجباتها .
3- محاكمات هزلية لأشخاص يعلم الجميع أنهم أفسدوا وسرقوا ونهبوا .
4- تنامي مشاعر اليأس والأحباط والغضب لدي الشباب ، والذي تطور إلي تمرد .
بكل مشاعر الحزن والأسي نتقدم لأهالي القتلي والمصابين بخالص العزاء ، ونتمني أن يكون هناك محاسبة لكل من تقاعس عن أداء واجبه وتسبب بشكل مباشر أو غير مباشر في الأحداث ، ونأمل أن تسود دولة القانون ، وأن يتقن كل منا عمله ويؤديه علي أكمل وجه ، فلو كان هناك اهتمام حقيقي من المسئولين كل في مكانه ما كانت تلك المذبحة لتحدث . علينا أن نستخلص الدروس من هذه التجربة القاسية ونضع آليات لعدم تكرارها في المستقبل إذا كنا نريد أن نبني حياة جديدة في وطن يتلمس طريقه بين الضباب .