مغامرات عدنان ولينا .
- الارض الملعونه –
مغامرات عدنان ولينا
تاليف : كامل الباشا وجورجينا عصفور .
لاخذ الاذن بالنشر او الانتاج الرجاء مراسلتي على بريدي الالكتروني
المكان : بيت حنينا البلد ، الواد الموصل الى طريق رموت ، قرب شجرة الزيتون .
الوقت : مساءا .
الشخصيات :
· عدنان : في الاربعين .
· لينا : في الثلاثين .
· الطفله .
المشهد الاول
( عدنان يقود السياره ، لينا بجانبه ، الطفله تجلس في المقعد الخلفي )
عدنان : ( يغني )
احنا جينا على القدس حتى نغني للاطفال
نغني نقول القدس عربيه نقولها نقولها وما بنهاب
نغني نقول القدس عربيه ، القدس القدس القدس لنا
هادا جبل الزيتون تحت اشجاره منزرعون
احنا وياه صامدون ايش ما عملو المحتلون
يلا نغني القدس عربيه ، القدس القدس القدس لنا
أي ، حتى مطبات زي العالم ما عنا ، وين ما كان المطب ابتطلعي عليه وبتنزلي بدون ما تشعري ( مطب ) اما عنا ( مطب ) شوارع محفره لا الها رصيف ولا عليها زفته ....
لينا : هادي الطريق اللي بتخوف ؟
عدنان : مش كتير ، مقطوعه وملانه كلاب متوحشه وحراميه وقتالين قتلا وتجار مخدرات ،
يعني اذا انسرق منك اشي ابتقدري تشتريه من هون وبيراعوكي بالسعر .
لينا : اه !!!!
عدنان : كمان شوي ابنوصل الزتونات اللي بتوقف تحتهم دورية الجيش .
لينا : خايف ؟
عدنان : من الجيش !؟ لا بالمره ... ايش هادا ؟ شو اللي عم بيصير ؟! امشي يا بنت الكلب
يلعن ... خرا خرا خرا على هيك عيشه ... يلعن مذهبك ! بنزين فل ، وزيت ملان
، وبوجيات جديده ، وطقم فلاتر وبدكيش تمشي ليش !! ليش ليش ليش ....
لينا : بركي حميت ؟
عدنان : ما صارلنا عشر دقايق طالعين من الدار .
لينا : اطفيها شوي خلي الماطور يرتاح .
عدنان : حاضر .
( صمت )
عدنان : ( يعطي بلفونه لجينا ) اتصلي بنضال .
لينا : حاضر .... الخط مشغول .
عدنان : دخيل الله شو بيكروا عالتلفون ... انا شو جابني من هالطريق الزفته ؟! مش لو رحنا
طريق قلنديا ! عالقليله الطريق هناك سهله مش زي هاي ؛ نزول عالواد وطلوع من
الواد وكوربات وجور وزفت .
لينا : انت ابتعرف اني بقدرش امرق من قلنديا !
عدنان : بعرف ، ابتقدريش لانه معاكي جواز سفر اسرائيلي واذ وصلتي الحاجز ...
لينا : ابتدفع خمس تلاف شيكل وبروح عالمحكمه ، معاك تدفع خمس تلاف شيكل ؟
عدنان : لأ .
( صمت )
لينا : لو عنا سياره جديده ..
عدنان : ايوه !!!!؟
لينا : عشرين مره قلتلك بدنا سياره جديده ، هاي السياره ابتخرب ، هاي السياره ابتقطعنا ،
هاي السياره ابتلعن تاريخنا ، اتفضل طلعنا من هون .
عدنان : كل السيارات ابتخرب ، نسيتي لما جبتي سيارة ابوكي من حيفا عالقدس ؟! مش
كشنطت وانحرق الماطور ؟!
لينا : هديك خربت مره واحده ، هاي كل يوم ابتخرب .
عدنان : الف مره قلتلك المصاري اللي معنا حطيناهم في البيت .
لينا : عشان نعيش جنب امك وابوك ، هينا بعد ما اتعودوا علينا سحبنا حالنا وتركناهم .
عدنان : كان لازم اضل جنبهم ، بركي احتاجوا اشي ، بركي حدا منهم مرض ... شو قصته
نضال ليش ما اتصل ( يحاول الاتصال ) يحرق عرضك انت التاني بدك اتضلك تطفي
لينا : قلتلك بدك تلفون جديد .
عدنان : بعرف ، بدي تلفون جديد ، وبدي سياره جديده ، وبدي بيت جديد واواعي جداد ،
وبدي بنت جديده و.....
لينا : وبدك مره جديده ، مش هيك ؟
( صمت )
لينا : اصلا السياره مش خربانه ، انت اللي ابتعرفش تسوق .
عدنان : شو قصدك .
لينا : قصدي انه احنا النسوان ابنعمل كل اشي احسن منكم ، حتى سواقة السياره .
عدنان : ليش ؟
لينا : لانه احنا مدى الرؤيا عنا كتير اوسع ، انتوا بتشوفوش ابعد من منخاركم ، قلتلك ميت
مره ؛ يا عدنان لازم ننقل لانه الجدار راح يسكر علينا ، لاني ممنوع اعيش في الضفه ، لما سكروا طريق الرام قلتلك : سكروا طريق الرام يا عمر . لما فتحوا الشارع بين
رام الله وبير نبالا قلتلك : فتحولنا شارع جديد ، لما حطوا الحاجز على مدخل بير نبالا
عملت حالك مش شايفه لحد ما علقنا هون لانه حضرتك بتحلش المشكله قبل ما توقع .
عدنان : اصلا لو البنت ما مرضت كان عمري ما فكرت اطلع من بيتنا .
لينا : يعني مفكرتش فيّ ، مفكرتش اني راح انحشر جوه ؟!
عدنان : زيك زي العالم ، انتي احسن من تلاته مليون فلسطيني محشورين ؟!
لينا : خلص خلص احسن اسكت .
عدنان : اذا كان عشان اهلك ، زيك زي أي واحده عايشه في الاردن او مصر ابتقدري تعملي
تصريح وتزوري اهلك كل سنه .
لينا : هادا بيصير في كل دول العالم بس مش في اسرائيل ، لانه فش حدا يعطيني تصريح
( صمت )
لينا : قوم خليني اسوق .
عدنان : ايش ؟!
لينا : ايش شو ؟ اول مره بسوق السياره ؟
عدنان : لأ مش اول مره ، بس السياره مش ماشيه ... اه .. بركي اذا فرجيتيها بسبورك
الاسرائيلي ! السياره المانيه ويمكن يمكن ...
( يتبادلا المقاعد ، لينا تحاول تسيير السياره )
عدنان : ارفعي اجرك عن الكلتش .
لينا : افففف ..
عدنان : تزريش عالماطور شوي شوي ..
لينا : هو انا اللي بسوق ولاّ انت ؟
عدنان : انتي بس ... تحرقيش الماطور .
لينا : مهي خربانه خربانه ..... السياره خربانه .
عدنان : وين اللوكس ؟
لينا : ورا في الصندوق .
عدنان : نفسي مره اسالك عن اشي وتقوليلي بالزبط وين هو .
لينا : قلتلك ورا في الصندوق .
عدنان : اف ، الله يلعن ابو اليوم اللي ...
لينا : تسبش قدام البنت .
( عدنان خلف السياره يبحث عن المصباح ، ضوء مصباح داخل السياره )
ــــــــــــــــــ
المشهد الثاني
لينا : ماما انتي ابتعرفي انه ما بيصرش انسب ونصرخ هيك ، بس انا والبابا تعبانين
ومتوترين وخايفين .. انتي كمان خايفه ؟ تخافيش ، هلأ بنصلح السياره او عمو
نضال بييجي ياخدنا ، طيب ؟ انتي ابتعرفي انه بيصرش نحكي هيك ... لأ ماما
خبي اللعبه هاي ، الضو تبعها قوي هلأ بيفكرونا حاملين باروده ، ملان جيش
وحراميه ، بيطخونا ، خبيها ماما خبيها ...
عدنان : اللوكس مش ... ايش هادا ؟ يلعن ابو اليوم ...
لينا : تحكيش هيك مع البنت .
عدنان : بابا ما بيصير نضوي هيك بعدين الجيش بيطخونا .
لينا : البنت صغيره شو بيفهمها !؟
عدنان : طب هاتي اللعبه مدامها بتضوي ... افتحي الغطا .
لينا :غطا ايش ؟
عدنان : غطا راسي !... غطا الماطور .
لينا : هو من وين بفتح ؟
عدنان : يا حبيبي ! مش عارفه من وين !؟ عالحساب بتسوقي احسن مني ! .... هيو عند
الباب عالشمال ، لجوه شوي ... افتحي ... عشر سنين معها رخصه ومش عارفه
تفتح الماطور ... السياره فش فيها اشي ... خليني احكي مع نضال ... الو ... ايوه
يا نضال ، وين انت يا زلمه ؟ ليه ما اتصلت ؟ حكيت معاك مرتين مطلعش عندك
( mised call ) ؟ شو ؟! مش قلتلك خليني انقل بالاول وبعد يومين بساعدك . ليه
تنقل هلق يا زلمه ؟ ( جينا تغادر السياره ) طيب اسمع ! انا انقطعت ، الزفته السياره قطعتني بنص الطريق ، طريق بيت حنينا القديمه ، اللي كان يستعملها الجيش الاردني ، يا اخي انت مالك ومالي بديش اروح طريق قلنديا ... قلنديا البلد ؟ سكروها ، حطوا كوام تراب ، وطريق الرام صارلها اسبوعين مسكره بالجدار ، انت وين هلّق ؟ اسمع ... من عند السوبرماركت بتضلك ماشي دغري لحد ما توصل الفران ، مش فرن زهران لأ ... الفرن التاني اللي عالشمال
لينا : لأ يا عمر مش صح الطريق ! حتى الطريق مش عارف تشرحها ؟! هات التلفون انا
بشرحله ... اه نضال ! ايوه ، وين الفرن التاني ؟ مش زهران اللي بعده ، ايوه ، في
دخلتين وحده عالشمال ووحده عاليمين ، اللي عاليمين تدخلهاش لانه سكروها ببلوكات
باطون ، بتروح من الشمال كانك طالع من بير نبالا وبعد شي ميت متر دغري في
نزول قوي ، ايوه ..
عدنان : لحد ما توصل لقاع الواد ... متاسف .
لينا : ايوه نضال ، الطريق المكسره القديمه ، شو بدنا نعمل ؟ مفيش طريق غيرها ، بتضلك
بالنزول واول طلوع في شجرتين زتون ..
عدنان : عند بيوت البدو .... متاسف .
لينا : احنا بالزبط عند الزتونات .
عدنان : خليه يجيب حبل ... عشان نسحب السياره .
لينا : اه ! عرفت بالزبط وين ؟
عدنان : بقلك خليه يجيب حبل .
لينا : وجيب حبل معاك ... قديش بدك لتوصل ؟
عدنان : قوليله يستعجل .
لينا : احنا ابنستناك ، استعجل ... اتفضل .
( تعطيه البلفون ، تجلس خلف المقود ، عدنان يطلب منها الانتقال ويجلس مكانها ، صمت ..
عدنان : سيجاره ؟
لينا : ( ترفض ) .
عدنان : وانا كمان بلاش ادخن ، السياره مسكره وبنخنق البنت .
( صمت )
ـــــــــ
المشهد الثالث
عدنان : شو نعمل ؟ ابنستنى .
لينا : يا عذراء !
عدنان : لا اله الا الله محمد رسول الله .
لينا : يا يسوع نجينا من هالورطه !
عدنان : يخلف عليها اوسلو ، ويا سلام عالسلام !
لينا : ليش هيك بيصير معي ؟ انا كتير ضحيت عشان اعيش سعيده .
عدنان : وين ما نروح مسكره بوجهنا .
لينا : تقاتلت مع الكل ، مع امي وابوي واخوتي عشان اتجوزه .
عدنان : يعني كان لازم اتجوز ؟ العزابي بيضل خفيف لا مره ولا ولاد .
لينا : امي قطعت حالها من البكا : بلاش تتجوزي مسلم .
عدنان : هي والله منيحه يما ، بس لو انها مش مسيحيه .
لينا : ابوي : يابا بكره المسلم بيحجبك وبيحشرك في الدار ، هدول المسلمين متخلفين .
عدنان : بقتلك وبقتل بنتي وبقتل حالي .
لينا : اختي : هدول تبعون القدس زي تبعون الضفه ، تحت الاحتلال ، بيكرهونا عشان
معنا جوازات سفر اسرائيليه .
عدنان : صحتين يابا هلق بطلعلك بزبورط اسرائيلي ، لعبتها صح .
لينا : ما كلنا فلسطينيه ، وراح انضل فلسطينيه .
عدنان : شو هالشعب اللي بيركض ورا الاحتلال ؛ تامين وطني وصحي وشيخوخه وكله من
جيوبنا .
لينا : كله فراطه ، مسيحيه ، مسلمين ويهود ، هاي مش الارض المقدسه هاي الارض
الملعونه .
عدنان : المسيحيه همه اللي جابو اليهود وسلموهم البلاد ...
لينا : شو بتحكي ؟
عدنان : ها ! المسيحيه همه اللي جابو اليهود وسلموهم البلاد ، اه ، مش بريطانيا مسيحيه ؟
وامريكا مسيحيه ؟ والطيارات والدبابات اللي بتقصف فينا والمليارات اللي بتبني
الجدار مسيحيه ؟ ...
لينا : انت من ايمتا بتحكي هيك ؟
عدنان : لما البني ادم يلاقي حاله محشور ومفش عنده منفس بيصير يخابط ، بيبطل يميز بين
الصح والغلط والمسيحيه همه اللي ...
لينا : عالحساب انت مثقف وفاهم وبتعرف الفرق بين المسيحيه والصهيونيه ، بريطانيا
وامريكا وبوش هدول مش المسيحيه ، احنا اهل البلد المسيحيه ، اقولك ؛ اطلع بره
السياره ، انا مش طايقتك ، مش طايقتك بالمره ، اطلع بره ...
( عدنان يقف خلف السياره ويشعل سيجاره )
ـــــــــــــــ
المشهد الرابع
لينا :
انا تعبت ... طول عمري بحلم اني اعيش حياه مستقره سعيده مع الانسان اللي بحبه ... لو اني اتجوزت المحامي اللي اتقدم لي بحيفا كان انا هلق جنب اهلي ، بعيده انا وولادي عن كل هالقصص ، عن القصف والاجتياح والاغلاق والتوتر والخوف والجدار والقرف ... اشي بيزهق ، انا شو اللي خلاني اتجوزه .. واحد كسلان ، مماطل ، بيفكرش بالمستقبل ... ماما ابوكي بيفكر حاله بيفهم كل اشي وهو لا بيفهم ولا بيسخم ... ابتعرفي ؟ لما شفته بالمستشفى وانتي مريضه كنت بدي اقتله ... بدي احط ايديّ برقبته واخنقه ... غلطه ؟ يمكن ... زهقته ؟ يمكن ... انا حلمي كان حلو ، حياه مريحه ، سعيده ، بس الواقع غير الحلم ... عن جد ماما ... الحلم باي مكان في الدنيا كتير احلى من انك تكوني فيه بالواقع ... زي الزواج والحب . انا اتحديت اهلي والمجتمع والكنيسه واتجوزت مسلم ، تركت بيئتي وجيت عالضفه ع فلسطين ، عالحلم .
الواحد بيناطح وبتحدى الكل وبيفكر انه الوصول هوه المتعه الكبرى ، بس لما يوصل بيعرف انه الحلم بالوصول احلى من الوصول نفسه .... الحلم ...
ماما وانا صغيره هيك قدك سافرت عباريس علشان نمثل اطفال فلسطين ، وفيوم العصريات كنا بالباص ومرقنا جنب جسر عليه تماثيل من ذهب ، هيه مطليه بمية ذهب ... بس مع اشعة الشمس العصريات كان المنظر بيجنن ، هذا المنظر كان بالنسبه الي باريس مدينة الانوار والحريه ، وضليتني احلم واحلم بهادا المنظر لحد قبل سنتين ، رحت عباريس وضليتني اسال عن هادا الجسر اللي عليه تماثيل مذهبه ، اخدوني هناك وكانت الدنيا عصريه بالزبط زي قبل 15 / 16 سنه ... لما شفته ، المنظر مكانش نفس الشي ، الحلم اللي براسي كان كتير احلى من الواقع ... يمكن لانه واحنا صغار بنشوف الدنيا غير ... احلى واوسع واقرب ... يا ريت ارجع بنت صغيره .... ايش ماما ؟ جوعانه ؟ هلق بجيبلك اكل .
( تخرج من السياره تتجه للصندوق )
ـــــــــــــــ
المشهد الخامس
عدنان : شو بدك ؟
لينا : البنت جوعانه .
عدنان : خليني اساعدك .
لينا : انا بدورلها ، خلص انا بدور .
( يحاول الاقتراب منها ، تصده ، """ ياخذ تفاحه ويدخل الى السياره يعطيها للطفله """" ، لينا تشعل سيجاره )
ـــــــــــــ
المشهد السادس
عدنان :
مجنونه ، مره مجنونه ، انا شو قلي عقلي اتجوزها ، بكفيش لا بيعجبها العجب ولا الصيام في رجب ، اخ بس لو اني اتجوزت واحده زيي ، كان ما تعبت كل هالتعب ، كان ضليت في بيتي جنب امي وابوي ، لو اتجوزت انسانه بسيطه كان عشت ولا هارون الرشيد ... شو اللي خلاني ارد عليها واستاجر بيت في القدس ، ويا ريته بيت زي العالم ، خزق فار ... كله من تحت راسها ... هي بس لو انها البنت ما مرضت ... كان ضليت اماطل لحد ما ... ملعون ، انت ملعون ، كنت ناوي تضل تقولها بعدين بعدين لما تصير المشكله بنحلها وشوي شوي ابتتعود وبتنسى ، انت بدك اشي والله بدو اشي تاني ، " اذا تسكر علينا الجدار ومرضت البنت وين بدنا نروح فيها ؟ لا مستشفيات ولا ادويه ولا دكاتره زي العالم " ... لما شفتك ممدده قدامي حسيت بالعجز ، كان جسمك احمر وكانه الدم بدو يفط منه ، دبلانه ، مش قادره تتحركي : " بابا بابا انا مريضه " ... معرفتش شو اعمل ، احملك بوسخك عالمستشفى ولاّ انضفك بالاول ، وقفت قبالك مسطول والصور تتقلب في راسي ، تغسيل وتكفين وجنازه وعزا وصراخ ... مديرة المدرسه كانت اسرع مني كالعاده ، كل الناس اسرع مني ، زاحتني عجنب وغيرتلك اواعيكي ولبستك اواعي من المدرسه وانا واقف عالباب والمعلمات يتطلعوا علي باستغراب ؛ في ايش كانوا يفكروا ؟ ماما معها حق ؛ احنا الرجال عاجزين عن عمل أي شيء ، لازم نسلم الامور للنسوان ، خليهم يجربوا بلكي قدروا يعملوا اشي ، بلكي قدروا يغيروا الواقع اللي احنا عايشينه .... حملتك وحطيتك بالسياره وطيران عالمستشفى ، كل الطرق كانت مسكره ، ماما وصلت بعد ساعتين مع انه المسافه من بيتنا لهداسا نص ساعه ، تقاتلت مع الجنود ومرقت غصبن عنهم بس لانه معها جنسيه اسرائيليه ، تركتها بالمستشفى ونزلت ادور عبيت ... لأ بابا ، انتي مش لازم تموتي ، اذا صارلك اشي بنجن ، بفجر الدنيا ، حتى لو متت انا وماما انتي لازم تضلك عايشه ، فاهمه ؟ خدي ، خلي البلفون معاكي ، اذا صارلنا أي اشي ابتتصلي بعمو نضال ، شوفي كيف ، ابتفتحي البلفون وبتضربي الرقم 0522637274 وبعدين ابتكبسي عالزر الاخضر وبتستني ... ولما يرد عليكي : الو ، عمو نضال ... بابا وماما ماتوا ، طخوهم الجيش ... تعال خدني انا عند الزتونات ، بستناك .
( يترك البلفون ويخرج من السياره )
ــــــــــــ
المشهد السابع
( يحاول الاقتراب من لينا ثم يتراجع بعيدا عنها ، تلاحظ تردده ، تقترب منه ثم تبتعد ، تتكرر حركات مشابهه بنفس المعنى )
صوت الطفله : الو ، عمو نضال ، بابا وماما ماتوا ، قتلوهم الجيش ، تعال خدني ، انا تحت
الزتونات ، بستناك .
عدنان : سمعتي اشي ؟
لينا : البنت ابتبكي !
( يسرعان الى السياره )
لينا : مالك ماما ؟ ليش ابتبكي ؟... شو قالت .
عدنان : ايمتا بدنا نوصل بيتنا اللي في القدس .
لينا : بيتنا اللي في القدس !
عدنان : صح ، كيف ولا مره فكرت بهالشغله ، اول مره بيصير عنا بيت في القدس .
لينا : طول عمرنا بنحلم ببيت في القدس .
ــــــــــــــــــــــ
انتهى .
تموز 2006
ساحة النقاش