موسى أثناء مغادرته لدمياط
دمياط - محمد شوشة
اختتم عمرو موسى، المرشح الرئاسي المحتمل، زيارة مكثفة لمحافظة دمياط "مسقط رأس زوجته"، استمرت على مدى يومين، أجرى خلالها عددا كبيرا من المؤتمرات والمسيرات واللقاءات الشعبية في 4 مراكز وعدد من القرى، وسط استقبال حافل ممن حرصوا على تسمية أنفسهم بـ"نسايب الرئيس القادم".
وانتهت الزيارة بالمؤتمر الحاشد في ميدان "البوستة" بمدينة دمياط، والذي قدرت حملة موسى عدد الحاضرين فيه بأكثر من 35 ألف، حيث بدأ بدقيقة حداد وقراءة الفاتحة على أرواح شهداء الثورة، والذين قال أنصار موسى أنه "لولا دمائهم الزكية الطاهرة ما سمح لموسى بالترشح لرئاسة الجمهورية.
وصف موسى خلال المؤتمر الحديث عن مخطط لتقسيم مصر بالوهمي، وقال "ما فيش حاجة أسمها تقسيم مصر أصلا، إحنا سوا ومفيش لا تعدد عرقيات ولا ثقافات، ما يؤكد أن إمكانية التقسيم منعدمة".
وأكد موسى أن المجلس العسكري وقع في عدة أخطاء، لكنها غير متعمدة، مضيفا: "مع ذلك فالقيادة المصرية ستنتقل من القيادة العسكرية لرئيس منتخب بإرادة شعبية خلال 80 يوم والتاريخ القريب سيحدد ما هي الأخطاء والقانون هو القانون علي الكل".
وأشار موسي إلى أن الفساد تغلغل في صلب القوانين عن طريق "الترزية"، مؤكدا أن القانون مليء بالثغرات التي تفتح الباب للفساد، ويجب أن تسد فوراً، واعدا بتنفيذ ذلك خلال المائة يوم الأولي في حال فوزه، مع تفعيل الرقابة وتشديدها لمحاربة الفساد والضرب بيد من حديد.
وحذر المرشح الرئاسي المحتمل من الإضرار بالبحيرات المصرية مثل المنزلة والبرلس والبرج وغيرها، لأنها تبلغ مليون كيلو متر، ومسألة التعدي عليها هذه مسألة غريبة جداً، مطالبا القائمين علي تنفيذ القانون بحماية موارد مصر وثرواتها الطبيعية التي يعيش عليها الآلاف.
وشدد علي ضرورة وقف التعدي علي الأراضي الزراعية، مع تدخل الدولة لتوفير البدائل من شقق سكنية إلي أراضي تستصلح وتوزع علي المضارين من السكن وتوفير فرص عمل للشباب من خلال تملكهم أراضي زراعية مستصلحة ليقيموا عليها مجتمعات زراعية كبيرة ولخلق فرص عمل جديدة وهذا جزء من حل مشكلة البطالة.
وطالب موسي الشرطة بتحقيق الأمن والأمان للأسر والمجتمع المصري، معتبرا أن ذلك أساس عملهم وليس ضرب الشعب أو حماية النظام، لأن الرئيس سينتخبه الشعب كل أربع سنوات ويمكن أن يغيره الشعب إذ ا لم يلبي طلبات الناس.
وحذر موسي من بناء الاقتصاد المصري علي المعونات، معتبرا الشعب الذي يعيش على المعونات "فيه حاجة غلط"، وقال: "أي مجتمع يضع نفسه في موقف المتلقي للمعونات مش تمام، ومع الأسف وصلنا إلى ذلك"، مضيفا: "المعونات بسيطة وليست مسألة حياة أو موت، والسياسة الاقتصادية تعتمد على الإنتاج والمشروعات المشتركة والقروض الميسرة".
وحول العلاقات مع الكيان الصهيوني قال موسى إن الملف المصري الإسرائيلي له عدد من الأوجه، ثنائي، وفلسطيني، وعربي، وإقليمي، مؤكدا أن العنوان الفلسطيني يقتضي قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، واعتبره أمرا لا تراجع فيه، أما الوجه العربي فتحكمه المبادرة العربية التي تقضي بألا يقدم العرب أي خطوة إيجابية إلا إذا قدمت إسرائيل مثلها أولا.
وحول اتفاقية السلام المصرية مع إسرائيل، قال إن مصر ستحترم معاهداتها الدولية، على أن يظل الموقف من تلك الاتفاقية محكوما باستمرار التزام إسرائيل بأحكامها، ويرتبط أيضا مساندة مصر الكاملة للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، والتمسك بتنفيذ مبادرة السلام العربية كأساس للتسوية الشاملة والعادلة، وعدم القبول بأسلوب إدارة الصراع وليس حله، والتي شهدتها السنوات الماضية.
وأعلن موسى أن إيران لا يمكن أن تكون عدو وإنما يمكن أن تكون صديقة، وهناك خلاف في الرؤى معها في عدة قضايا فيما يخص القضية الفلسطينية، وفي موضوع الشيعة والسنة، وخلافاتها مع دول الخليج، مشيراً إلي أن تكون مواقفنا عربية للحفاظ الحقوق العربية وأشار موسي أنه عندما كان وزيراً للخارجية أصر علي أن لا يكون هناك خلاف بين مصر وإيران وأن يكون هناك حوار ولكن السلطات المصرية أصرت علي عكس ذلك فكان الخلاف، مؤكداً علي أن الخلافات لن تنتهي إلا بالحوار بين الدول العربية وإيران.
وحول الوضع في سوريا أكد موسي أن الوضع هناك يبدو مسألة وقت ولكن بعد وصول عدد الضحايا إلي أكثر من 5 آلاف واحد فأصبح التغيير أمر حتمي ونحن نتحرك نحو تغيير عربي كبير والانقسام العربي يعقد حل الأزمة السورية، ونظام دمشق أخطأ بانتهاج القمع والقتل.