جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
د عاطف عتمان
أولا وقبل كل شىء يجب أن نفرق بين الإخوان المسلمين كدعوة إصلاحية مجددة وسطية لإحياء مجد الأمة وإيقاظها من ثباتها بعد عقود وعقود من نوم عميق دعوة أوقد سراجها جمال الدين الأفغانى ومحمد عبده وعز الدين القسام ورشيد رضا وأسس البنيان حسن البنا دعوة فجرت طاقات سيد قطب فنبع منه فيض سمى الظلال دعوة لجمع الشمل وتوحيد الصف وتربية الفرد وإغاثة الملهوف ونصرة المظلوم والإنفتاح على العامة والأخذ بأيديهم
وبين مكتب الإرشاد وقيادات الجماعة الذين فشلوا فى قراءة التاريخ وفى فهم الواقع وفى التخطيط للمستقبل وفى فهم حتى التطورات فى شباب الجماعة
فأساؤا بمواقفهم الاخيرة إلى تاريخ الجماعة الناصع حاربوا مختار نوح أخوهم لمجرد إختلافه معهم ودعموا فكرا مخالف نكاية به أطاحوا بمحمد حبيب بطريقة مأسوف عليها قالوا فى عبد المنعم أبو الفتوح ما قالوا لمجرد أختلاف وجهات النظر وأخيرا باعوا دماء الشهداء من أجل البرلمان ولم يتعلموا من التاريخ ويعرفوا أن الشعب هو السند الحقيقى
أخطأ الإخوان وخسروا كثيرا من رصيدهم وكان خطأهم الأول والمستمر إهمال الدعوة وخلط العمل الدعوى بالسياسى وإنغلا قهم على أنفسهم أين دعاة الإخوان وعلمائهم
ماذا بعد شيخنا الغزالى رحمه الله وشيخنا القرضاوى أطال الله عمره وشيخنا المحلاوى
أين الإخوان من الدعوة إلى الله؟؟؟
لم يستوعبوا أن عليهم أن يتركوا السياسة ويعملوا بالدعوة يجمعوا ولا يفرقوا يبنوا ولا يهدموا ويتركوا العمل السياسى والحزبى لحزب نختلف معه ونتفق يخطىء ويصيب ينجح ويخفق وتظل الدعوة المباركة تجمع الفرقاء فى رحاب الله
وأيضا أخطأوا حينما إعتقدوا أنهم يمثلون الشريعة وأن الخلاف معهم حرب ضد الإسلام وهذا ما بدأيظهر على سلوكيات القيادات وهو ليس من أدبيات الجماعة
فلا يفصلون بين الفهم البشرى للإسلام القابل للنقد والخلاف وبين الإسلام وإن أختلفت الأدبيات عن ذالك ولكن هذا هو الواقع المرير
وأيضا أصبح التعصب للجماعة أكثر من التعصب للحق وأصبحت راية الجماعة أعلى من راية الحق
خسر الإخوان كثيرا بداية خسروا ساحة الدعوة لصالح فكر متشدد صال وجال لغياب الفكر الوسطى المعتدل
وخسروا حينما حمّلوا الدعوة الإسلامية أخطائهم وخسروا حينما حولوا الصلاة التى تجمع المسلميين إلى منتديات حزبية فأقيمت ساحتيين لصلاة العيد بجوار بعضهما تتنافسان ليتهما فى رفع الصوت بالتكبير ولكن فى الترويج كل لحزبه فخالفوا هم والسلفيون سنة رسول الله وفرقوا جماعة المسلميين
خسروا بأن أدخلوا الجماعة كطرف وخصم سياسى خصم لمسلميين ليبراليين وعلمانيين بل وخصم لإسلاميين وهى جماعة البنا التى أسسها للأمة
خسر الإخوان الجماعة الدعوية صاحبة المبادىء حينما إستعلت بعد الثورة ودخلت فى مهاترات وتناست القضية الأساسية وهى مصر وراهنت ووقعت فى فخوخ السياسة فكان موقفها المخزى من التحرير وراهنت على الإنتخابات فخسرت كثيرا من رصيدها
ونصيحتى إن كان هناك من يسمع أن الإخوان كجماعة بدعوتها وشهدائها وتاريخها أكبر من العمل الحزبى فلتترك العمل لحزب سياسى منفصل تماما ولتعود إلى رسالتها مصباح ينير الدجى
فهل تعود جماعة الإخوان المسلمين إلى أصلها؟؟