<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->
مازلتم في خير يا أهل اليمن
بقلم / خالد مطهر العدواني
قال وزير الداخلية الدكتور رشاد العليمي أن اليمن تعد من المناطق المهددة بالزلازل بنسبة 60 % والفيضانات بنسبة 20 % والانهيارات الأرضية بنسبة 10 % ، وقال جيمس راولي الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائية في صنعاء أن اليمن واجهت خلال العقدين أنواعاً من الكوارث الطبيعية كالزلازل والفيضانات وتدفق اللاجئين والنزاعات الداخلية والأمراض المعدية - نشر هذين القولين في صحيفة معين العدد (270) - عندما قرأت هذا الخبر رجعت بذاكرتي قليلاً إلى الوراء ، وأنا جالس على مقعد الدراسة في الجامعة ، وأستاذي الفاضل يحدثنا في لإحدى المحاضرات عن جغرافية اليمن الطبيعية وكان الموضوع (الأقاليم الزلزالية في اليمن) ، حينها أوضح بأن سطح اليمن يتكون من عدة وحدات جيولوجية تلعب دوراً كبيراً في تقسيمه إلى أقاليم زلزالية متباينة في درجة نشاطها من درجة نشطة جداً إلى درجة أمنه ، وشرع في شرح العوامل المؤثرة في إحداث الهزات الأرضية مؤكداً على أن هناك عوامل كثيرة جعلت من اليمن منطقة من أنشط المناطق زلزالياً .. ثم قام بتقسيم اليمن إلى أقاليم زلزالية مبتدأً بالإقليم الزلزالي النشط من الدرجة الأولى والمتمثل في منطقة امتداد وانتشار المخفضات الوسطى من منخفض القاعدة شمال شرق تعز حتى منخفض صعدة في الشمال مروراً بمنخفض يريم وذمار ومعبر وصنعاء وعمران وريده . ثم انتقل موضحاً الإقليم الثاني وهو إقليم زلزالي نشط من الدرجة الثانية حيث احتمالات حدوث الزلازل فيه هي كبيرة ولكن اقل من درجة احتمال حدوثها في الإقليم الأول ويشمل هذا الإقليم مناطق السهول الساحلية على البحر الأحمر وخليج عدن والمناطق الهامشية المجاورة للربع الخالي في شرق اليمن ، ثم تقل درجة احتمال حدوث الزلازل في بقية الأقاليم ، مبيناً أن اليمن من أنشط مناطق العالم زلزالياً فهي بيئة جيولوجية خصبة ومهيئاً لحدوث أقوى وأفظع الزلازل ، حالها حال اليابان ، ضارباً بعض الأمثلة كالزلزال الذي حدث في الثمانينات الذي ضرب مدينة ذمار والذي خلف دماراً شاملاً للمدينة استحال بعدها بنائها والعيش فيها من جديد .. حينها نظر إلينا الدكتور ونحن ننظر إليه نظرة استغراب لما يقوله ، ولسان حالنا يقول كيف ذلك ونحن لم نعرف الزلازل ولا البراكين خلال فترة حياتنا ونادراً ما سمعنا من آباءنا عن حدوث بعض الهزات الأرضية الخفيفة ؟!! .. لم تستمر تلك النظرات طويلاً حتى بادرته بذلك التساؤل .. فابتسم قائلاً .. أنا في أمور كهذه أؤمن بالجانب الروحي وقدرة الله – عز وجل – وأنتم يا أهل اليمن مازلتم في خير .. فنظرنا إلية نظرات استغراب !!.. فاستمر في الحديث .. بإيمانكم ومحافظتكم على الدين والتزامكم بأمر الله ، وفطرتكم السليمة التي لم يداخلها شوائب الأفكار الغربية والعلمانية كانت سبباً في حفظ الله لكم حيث منع عنكم حدوث تلك الكوارث التي ما أن تحدث حتى تدمر اليمن بأسرة خلال فترة وجيزة .. وثقوا بالله إن أنتم انحرفتم عن الدين كما أنحرف الكثير من الدول العربية ، وكثر فيكم التبرج والسفور ، والفسق ، وكثرة المعاصي ، وحكمتم بغير ما أنزل الله ، ليسلط الله عليكم الزلازل فتكون عليكم عذاباً وسبباً في هلاككم ..
نعم - انتهت المحاضرة – لكنها رسخت في العقول والأذهان مفاهيم قوية .. كيف لا ونحن أعرف من غيرنا عن الزلازل وأسباب نشوئها وما تخلفه من دمار .
ولو سلمنا إلى التفسير المادي لحدوث الكوارث الطبيعية لكانت اليمن قد اندثرت وتدمرت وأصبحت رماداً من فعل الزلازل والبراكين لكون الأسباب التي تؤدي إلى حدوثها موجودة ومتنوعة وقوية ..!! ولكن هناك مسبب الأسباب الذي إذا قال للشيء كن فيكون ، وأن أقدار الله لا تخلو من حكمة فما نزل بلاء إلا بذنب ، ولا رفع إلا بتوبة ، وهل في الدنيا والآخرة شر وداء إلا سببه الذنوب والمعاصي قال تعالى ( فكلاً أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصباً ، ومنهم من أخذته الصيحة ، ومنهم من خسفنا به الأرض ، ومنهم من أغرقنا ، وما كان الله ليظلمهم ، ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) .. ونحن اليمنيين ما زلنا نرد القدر بالقدر ، فنحن أهل أيمان وصلاح وتقوى ودعاء وتوبة وأهل للخير ، فما أن تنتشر فينا الذنوب والمعاصي حتى تكون سبباً في هلاكنا ..
وما نراه اليوم من تسارع في ترك للدين من حملة عشواء على الحجاب وكثرة الفواحش والفساد بمختلف أنواعه – الاجتماعي والاقتصادي والسياسي – والتخلي عن منهج الله والحكم بغير ما أنزل الله وترك للسنة ومحاربتها وتشجيع أهل البدع والضلالات لكل هذه ذنوب قد تكون سبباً في هلاكنا فلا يجب أن نتمادى فيها وعلينا أن نرجع إلى الله بتوبة نصوح .
ألا يكفينا ما نحن فيه من ضعف ومذله وفقر وأحوال اقتصادية واجتماعية متردية ، أما يكفي أن هناك ( ) حالة إيدز داخل اليمن – أوردت ذلك صحيفة الرشد في عددها ( ) – سببها الفاحشة والعياذ بالله .
أما يكفينا التقاتل والتناحر فيما بيننا وما فتنة الحوثي عنا ببعيد وفتنة ( ) التي ادعت النبوة ، وتمزيق وتدمير الوطن .. لم يئن لنا الآن أن نعود إلى الله كي لا يزيدنا عذاباً وشدة فوق ما نعانيه ، فيرسل علينا عذاباً من فوقنا ومن تحد أقدامنا ( الفيضانات والزلازل والبراكين والصواعق والانهيارات الأرضية ) .. فيا أهل اليمن ما زلتم في خير .