موقع الأستاذ / خالد مطهر العدواني

يهتم الموقع بالموضوعات المتعلقة بالتربية والتعليم

<!--

<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Times New Roman","serif";} </style> <![endif]-->

رسالة المعلم

 

مع كثرة العلم والمعارف في عصرنا، واتساع دائرة المعلومات، والكمّ الهائل من الاكتشافات العلمية، وثورة التقنيّة والمخترعات، ومع تطوّر الوسائل التعليميّة، وتنوّع أساليب التعليم وطرقه، ودعوى أن عصرنا عصر العلم، وكأنّ أسلافنا كانوا في عصور الجهل والأميّة، وكأنّ الحضارة الإسلاميّة، لم تكن حضارة علميّة راسخة الأسس، وطيدة البنيان ضربت في كل العلوم بحظّ وافرٍ .. مع هذا الواقع وتلك الدعوى: فإننا نحسّ ونلمس، ونحن نمارس التعليم، ويتقلّب أبناؤنا في مراحله ومستوياته المختلفة، وتبذل لهم كلّ الإمكانات الهائلة، وتجنّد لهم حشود من الطاقات العاملة .. مع كلّ هذا فإننا نحسّ أنّ التعليم يفقد بريقه يوماً بعد يوم .. وانّ العلم المبذول جسد من غير روح، وصورة بلا معنى وأن المتعلّم فاقدٌ لبركة العلم ونوره وروحانيّته وسموّه .

 

وتلك لا شكّ مسئولية المعلمين أولاً، الذين تحوّل عملهم في كثير من الأحيان إلى عمل وظيفيّ آليّ، وغلبت على كثير منهم الملالة والسأم، وأداء العمل بصورة شكليّة رتيبة، وغابت عن كثير منهم الأهداف التربويّة، فلم يتوخوا تحقيقها في عملهم، وكانت النتيجة انحطاط التعليم، وضياع المتعلّمين ..

 

فالمعلّم هو الذي يأتمنه الناس على تربية أولادهم، وتأديبهم وتعليمهم، ويتحقق بمستوى مناسب من الأهليّة لذلك ..

 

إن الجانب الأساسيّ في المعلّم هو المستوى العلميّ والسلوك الأخلاقيّ المناسب، والقدرة على التعليم والعطاء، بما ينسجم مع طبيعة المهمّة الملقاة على عاتقه.

 

إن علاقة المعلّم علاقة إنسانيّة تربويّة، فميدان عمله: النفس البشريّة، ومهمته صقل العقول، وإيقاظ القلوب، وتهذيب النفوس، وغرس الفضائل، واجتثاث الرذائل، وتنشئة الأطفال تنشئة قويمة سويّة.

 

إن مهمّة المعلّم تتعلق بسيدّ المخلوقات في هذا الوجود .. بالإنسان الذي خلقه الله بيديه، وأسجد له ملائكته، وجعله في أحسن تقويم، وحمله ما ناءت السموات والأرض والجبال بحمله ، فشرّفه بالأمانة، وخصّه بالتكليف، ليكون في أرفع المنازل عند الله تعالى، إن وفّى بعهد الله وأمانته .

إنّنا نلقي إلى المعلّم بفلذات أكبادنا، معادنَ وخاماتٍ ليجعل منها أدوات نفيسة القدر، عالية الهمّة، شريفة المهمّة، وينقش عليها نقوش الحقّ، التي تؤهلها لجليل المهام، ولا تمحوها الليالي والأيّام.

 

علاقة التلاميذ بمعلّمهم ؛ فهي علاقة أبويّة حانية، ممتدّة طويلة، يقف فيها المعلّم موقف المرّبي الموجه، ويقف فيها التلميذ موقف المتلقّي المتعلّم، المستجيب المتأدّب، إذ يرى معلّمه أكبر منه سناّ وجسماّ في أكثر الأحيان، وأكثر منه علماّ، وأجلّ قدراً، وينظر إليه نظرة الأسوة والاقتداء .. وتبعاً لذلك؛ فإنه يكونّ له الاحترام والتقدير، على حسب ما تكون هذه الصفات في المعلّم أتمّ وأكمل، وعلى حسب ما يكون المعلّم بعيداً عن الصفات السلبية، التي تنزع احترام تلاميذه له، فلا ينظرون إليه نظرة التأسي والاقتداء..

وعلى قدر ما يخلص المعلّم في عمله، ويكون قدوة حسنة لتلاميذه، ينظر إليه تلاميذه نظرة التقدير والاحترام، والتأسي والاقتداء، ويعظم انتفاعهم به واستفادتهم منه.

ولا ننسى أن من إخلاص المعلّم في عمله أن يحرص على نصح تلاميذه وتوجيههم وإرشادهم في كل مناسبة، وان ينتهز كل فرصة مواتية لبثّ الفضائل في نفوسهم، والتنفير من الرذائل، والحث على معالي الأمور، والنهي عن سفسافها..

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 440 مشاهدة
نشرت فى 21 أكتوبر 2015 بواسطة kadwany

د. خالد مطهر العدواني

kadwany
موقع شخصي يهتم بالدرجة الأساس بالعلوم التربوية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

608,078