إصلاح التعليم في اليمن... ضرورة لا بد منها
بقلم/ خالد مطهر العدواني
التطوير والتغيير من سنن الله في الحياة، فهي في تغيير وتطور متسارع؛ تطور في عالم المادة، وتطور في عالم المعرفة، وتطور في وسائل التواصل بين الأفراد والمجتمعات.
ولئن كان التطور سمة للحياة البشرية العامة، فإنه في هذا العصر يكاد يكون العنوان والسمة الأبرز.
ولقد تركة التطورات المعاصرة آثاراً بارزة في حياة المجتمعات، فتغيرت دائرة انتشار التعليم، وتغيرت أساليب التعليم ومؤسساته، وتغيرت أدوات التأثير ووسائله.
وقد يقول قائل كيف نتحدث عن إصلاح التعليم في هذا الوقت! الذي تعاني فيه اليمن من الحروب وعدم الاستقرار والانهيار الشامل للبلاد.
وهنا أقول: إن في هذه المرحلة التي تعيشها بلادنا، والتغيرات العاصفة، تبدو الحاجة أكثر إلحاحاً للتطوير الإيجابي للتعليم ومناهجه ومؤسساته.
لأن بالتعليم نستطيع القضاء على الحروب، وتعزيز السلم الاجتماعي، وصرف الأفراد والجماعات إلى التنمية بدلاً عن الانشغال بالاقتتال والعصبية القبلية والمذهبية.
كما أن جميع الدول التي تطورت وتحضرت بعد خروجها من الحروب والدمار مثل اليابان وأوروبا وأمريكا جميعاً عملت على إصلاح التعليم الذي كان سبباً في خروجها من تلك الحروب ومعالجة جراحها والوصول إلى ما وصلت إليه.
فلا نستطيع إعادة بناء الدولة، ولا يمكننا مجابهة الأعداء، ولا يمكن توحيد البلاد أرضاً وإنساناً، ولا يمكن أن ننهض ونطور من أنفسنا، ولا يمكن أن نتعامل مع العالم إلا بالتعليم.
لذا فنحن بحاجة إلى إصلاح التعليم، والبداية تكون بعدم الرضا عن الواقع؛ فتلك هي نقطة البداية في أي مطالبة بالتغيير، وهو لن يتأتى إلا من خلال التقويم العلمي الشامل للواقع، وهنا يتبادر سؤالاً مهماً: هل ثمة تقويم علمي لواقع التعليم في اليمن؟
لقد أجريت العديد من الدراسات العلمية حول التعليم العام، وكثير من هذه الدراسات دلت نتائجها على ثغرات وخلل في مناهج التعليم وعملياته، وأداء المعلمين وتأهيلهم.
وتطوير وإصلاح التعليم يحتاج إلى اشخاص يمارسون أدوات تربوية مهمة، تتطلب قدراً من الإعداد والتأهيل التربوي، لكن كثيراً من المهتمين بالتعليم لا يمتلكون الإعداد التربوي الكافي؛ ونجد أن معظم قدراتهم ومهاراتهم التي يمتلكوها معظمها شخصية أو تجارب في مرحلة الدراسة، وكثير من هذه الخبرات التربوية ليست منظمة، ولا تنطلق من فلسفة محددة أو منهجية واضحة، وغالباً هم من يقومون بعملية إصلاح وتطوير التعليم في اليمن.
فمن خلال مؤشرات واقع التعليم في اليمن تؤكد ضرورة إصلاح التعليم وتطويره، إصلاحاً شاملاً جذرياً لكل مكوناته ومؤسساته بما يحقق التنمية الشاملة، معتمدين في ذلك على الكفاءات وأصحاب الخبرة والدراية والعلم والمعرفة.