<!--<!--<!--
( العطلة الصيفية وأبناءنا )
بقلم / خالد مطهر العدواني
العطلة الصيفية هي نهاية الدراسة النظامية الحكومية ، وعادة تقع في الصيف مما يستدعي الأهل والطلاب مغادرة مدنهم والتوجه للأهل في ربوع البلاد ومواطن الصبا ...
( فالعطلة الصيفية وأثرها في الأبناء ) موضوع يتجدد كل صيف ... وسؤال تطرحه كل أسرة كيف تقضي الصيف هذا العام ؟ وتلاحق هذا السؤال أسئلة أخرى ... يا ترى ، في ماذا سيتم قضاؤها ؟ وما هي الطريقة الصحيحة التي يجب أن نرسم عليها خططنا لقضاء عطلة صيفية مفيدة ؟ وما هي الإيجابيات والسلبيات لهذه العطلة ؟ فالعطلة الصيفية سلاح ذو حدين ... لها إيجابياتها وسلبياتها .. ويمكن القول إن الأهل والأبناء الذين يعيشون في المناطق الريفية ذات الطابع الزراعي التي يعمل جميع أفراد الأسرة في مجال الزراعة لا يحتاجون لوضع أسئلة كهذه أو البحث عن الوسائل والطرائق التي يمكن من خلالها قضاء العطلة الصيفية .. فالصيف عندهم موسم زراعي فالأهل ينتظرون العطلة بفارغ الصبر لكي يعود أبنائهم من المدارس إلى أرض العمل والفلاحة لكونهم في الموسم الزراعي يحتاجون ، إلى أيد عاملة كثيرة ، كما أن الأبناء هم المحور الرئيس والمهم في فلاحة الأرض ، فهم ثمار المستقبل وعون للأهل في الزراعة ، وهكذا يقضي الأبناء في المناطق الريفية العطلة الصيفية حتى تأتي الدراسة من جديد ، فيفرحون بقدومها وكأنها عطلة لهم من الفلاحة والزراعة !!
أما في المدن فالأمر مختلف تماماً فهناك الكثير من الفراغ ، والكثير من الوسائل المختلفة وتوفر الأموال بين أيدي الأبناء ، فيصبح الأبناء بين سلاح ذي حدين فإما أن يستغلوا تلك العطلة الاستغلال الصحيح ، وبهذا يكون قد استفاد استفادة كبيرة ، أو تكون عطلة مليئة بالسلبيات التي تؤدي إلى تدمير الشباب وضياع الأبناء ..
وعلينا أن نعلم علم اليقين بأن كل عام يمضي من عمر الإنسان لا يعود أبداً ويعتبر كصفحة تطوى من كتاب حياته وقد كتب عليها ما كتب ، إما له أو عليه ..وهنا يمكن أن أضع بين يدي القارئ الكريم بعض الآراء المقترحة لكيفية قضاء عطلة صيفية مفيدة :
1. يمكن للأبناء الالتحاق بالمراكز الصيفية والتي تعلم القرآن الكريم والحديث الشريف وبعض المواد المختلفة لتزيد من قوة وتمسك الأبناء بالكتاب والسنة وتزيد من خلفيته العلمية في المجالات الأخرى .. وتعدّ هذه الوسيلة من أهم الوسائل وأفضلها لاستغلال العطلة الصيفية فما أجمل أن يعيش الإنسان مع كتاب الله .
2. يمكن للأبناء استغلال عطلتهم بتعلم أداة العصر ( الكمبيوتر ) ، فيلتحق بمراكز تعلم الكمبيوتر أو تعلم لغة أخرى ؛ لكي ينميّ مواهبه ويزيد من مهاراته وإبداعاته .
3. القيام بالرحلات الترفيهية والتعليمية الهادفة وذلك بصحبة الأهل أو الأصدقاء الجيدين .
4. زيارة الأصدقاء والأقارب وصلة الرحم فالعلاقات الاجتماعية في الإسلام هي أساس قوته .
5. يمكنك أن تضع في جدول إجازتك وقتاً تمارس فيه الرياضة : ككرة القدم ، أو كرة السلة ، أو العاب الدفاع عن النفس وغيرها من الألعاب المفيدة .. غير المحرمة شرعاً .
وأريد أن أنبه أولياء الأمور (الأباء والأمهات ) أن يتابعوا ويراقبوا أبناءهم خلال العطلة وأن يساعدوهم على ؛ قضاء عطلة صيفية مفيدة ليعودوا بعدها إلى المدارس وهم أكثر نشاطاً وفائدة ..
وأحذر الأبناء والشباب من بعض التصرفات التي قد تكون سبباً لتدميرهم وهلاكهم (والعياذ بالله ) ، فهناك من الشباب والأبناء (وللأسف ) قد يقضون أوقاتهم بتعاطي القات في المجالس الخاصة التي قد تكثر فيها الغيبة والنميمة والقيل والقال والكثير من المفسدات ، قد يتعاطى مع شجرة القات : هذه الشجرة الخبيثة الشيشة والدخان وغيرها .. ومنهم من يقضي وقته في الأسواق والمحلات التجارية بدون هدف يرجى أو فائدة يفيد منها .. بل يقضي وقته في البحث عن الفتيات ويقوم بالتصرفات التي تحط من قيمة الشاب المسلم ، ومنهم من يقضي وقته أمام الدشات والأفلام والمسلسلات ولعب الدمنة والشطرنج وغيرها طوال الليل حتى الفجر .. ويقضي نهاره في النوم عوضاً عن الليل ... ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وللأسف فإن كثير من الشباب تكون عطلتهم الصيفية (إضاعة للأوقات ، وهدراً للأموال الكثيرة على التوافه ، ومضايقة العوائل في المنتزهات العامة والخاصة وفي المحلات التجارية والأسواق ، ومصاحبة الأشرار ، وتعلم الدخان والأمور التافهة ) فيخرج من العطلة الصيفية وهو على أسوء حال والعياذ بالله .
ونسأل الله التوفيق والهداية للجميع والله المستعان .