بستان الأدب العربي

مجلة لنشر كل أنواع الأدب العربي من شعر ونثر وقصة ومقالات وخواطر

دونك قدسي

في آخر علب الخنوع

رأيت مدينتي وحيدة تهذي... 

لا وصال يرويها،

و في آخر محطات الوداع 

تلحفت غربتي اليتيمة.....

كسير الأجنحة عاجز..دونك

و من أعلى درجات قدسيتك 

رأيت جرحك جوهرتي... 

ينزف من شراييني

تجففني حروف آهاتك 

دونك... تفقد ألأوزان .....   

و إنفجار آذانك يهيمني بك

و أجراس شفاهك الحبيسة 

و فسيفساء قبابك الجورية...

تبهت أمام عيني ثراء  ورودك و  الألوان

يبهت رصعها  قصص الأعيان

و الغزل الصوفي  من رحم مدائحك

تقشعر  له  الأبدان!!

فهل يفقد أهلك العنوان؟ 

حبيسة الأزل صنفوك!! 

حُرِّم  زائريك  الأرحام  

رُتِّبَ مُصَلّوك بمزاجية سجانيك

و شوارعك  للمصلين تحولت...

لمن دون  الخمسين  سجادات

بالجرأة  على الله يسلبونك كل الهويات

ابقي قبتك مضيئة فبأمي و أبي فداك

هويتك فلسطينية  بحق  كل  الديانات، 

قلب الهلال الخَصيب و كنعانية الروايات

رذاذ  زيتونك  يُدْمِعُ  يَسمينِك...

و الفقدانُ من رحم التراب الطاهر ...

يُجبل به  لك الهيام   دون  النهايات

كنعانيٌ  أنا  أمي  اليبوسية  أنت

دوشارا  الأنباطُ  تنتمي  لعُمقك

بلقيس  سبأ  بحضرة  سليمان...

امتثلت للتوحيد  و  عشقك،

نفرتيتي  الكنانة  و عرشها

بالعزيز  يوسف  مجدتك،

زباء  تدمر  آلآشورية  حصنتك،

عليسة الفينيق و الأمازير بأهلك آثرتك 

و  عيون  كليوبترا  صافحتك

يا  تاج  صلاح  الدين محررك

هو  التاريخ  لك  روحا  بحقك  مكنتك، 

في دنان  الأشعار  لا  شعر  يحيا  دونك، 

إمامك بالمرابطين  يقتله  فتان،

قبتك تتسلل تحتها  مجسمات 

جذورها دولة رصاص لا هيكل سليمان 

ترويها  أنذال  وقود   

يعشقون  قتل  إخوة  بالمال  إخوان

دونك يا  مركز  الأرض  و  السماء

القتل  إدمان......و  في  معانيك

تقرأ  الكبرياء السواري......

و  قوافيك لهن لمع  البراقِ

و نور  إلإسراءِ  و  المعراج

صخرَتُكِ  غُبِّرَتْ  لمَعاتَ  شمسها

و  للأنبياء  مغارة....

شُحَّ  دِفءِ الأنفاسَ خلف مَحاريبَها،

زُكى  يَحيى  لا  تلاش  بترطبها،

الكليم  موسى  يمجد  تذكرها،  

لا  يسدفَ  مِحرابِ  محمد  إمامها

سراج  القدسية  إلهي ....

من لم  بالإحتلال  عجز  بغيره  حلكها   

أسمعك!!  يا  من  تناديني...

مكرر  التشرد  أنا ...  حادية  طريقي

بنسيانك  حل  الغضب  على  أمتي...

أماه..... يا مركز  الأرض  و  السماء، 

يا  يابوس،  يا   إيليا،

يا مهبط  آدم  و  حواء،

يا مهد الأنبياء،  يا  أول  قبلة للأنبياء،

يا ام  القبة،  يا  ام  المحاريب

يا  أم  المغارة  و  الصخرة  و  المرآب،

يا الجبل المقدس، يا مهد الإسراء و المعراج

يا دار السلام ،  

يا  أم  أول بشر  لا  شريعة  الغاب

يا   زهرة  المدائن،

يا  قدس،  يا مدينة  الثقافة  العالمية

أنت  أميرتي، بيرقتي  و  رفيقتي

لم  يفلح  البترودولار   إنارتك 

و الغاصب مدينة  حضر  خاوية  أرادك 

شعب  الجبارين  هكذا  سمي  شعبك

فلا  فرق  عندي...  أوثقي  بي أمي...

إن قتل الظلم أخي، دمر بيتي، 

معتقدي  أو  هويتي.....

أن آتي الموت لك عمدا... 

لأجلك... أو  دونك

أي إشراقة حب رسمت 

في عينيي قاصديك

أولادة أسمك بين دمار الألآم 

يا أم الأنبياء، الصالحين 

والأكثر من سبعين ألف شهيد ينسى؟

جبل  المكبر  لله  يشكو 

ناحر  أخيه  لن  يغيثك 

و  بقتل  البرائة  يكبَّر

نهب، سلب  العِرضَ 

دمَّر  و  تجبَّر........ 

للواجب  يقفي  و   يتنكر، 

المقدسات تناسى و فلسطين كفَّر

فهل  تسرجين  قلبك  قدسي... 

إلى  شرق  أم  غرب؟

إلى  شمال ، إلى  جنوب 

إلى السماء  أم  إلى  أرض 

لله  درك، فأي  قدر  ينتظرك؟  

سأسرج خيلي إلى جهاتك الست 

و لن أمتطي إلا صهوة شهادة أصيلة

فلا  محطة  براق  بين  سماء 

دونك  و  لا  أرض...

 

الشاعر الفلسطيني 

د.خالد بنات / برلين

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 179 مشاهدة
نشرت فى 9 أكتوبر 2016 بواسطة jousryeleow

بستان الإبداع العربي

jousryeleow
مجلة تهتم بالأدب العربي ورعاية المواهب »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

171,494