بستان الأدب العربي

مجلة لنشر كل أنواع الأدب العربي من شعر ونثر وقصة ومقالات وخواطر

لوركا لم يمت

 

لهذي المدينة أسوارها

لهذي المدينة أقفالها

و الظلام احتوى

نقطة الضوء قالت 

فأي المفاتيح أي المصابيح

نافعة لاختلاس النظر ؟

يعز على مقلتي احتراف العمى

بعد هذا المساء

يعز علي انتحار القمر

يعز علي 

إذا ألجأتك الحياة إلى ربوة

قد تعرت

سوى من معاني التصحر و الاغتراب

و موت الشذى 

في غياب المطر

تفتش عن مسلك

لاقتحام المدينة ..عن ثغرة 

تستعيد بها 

نشوة الفارس المنتصر

و عن أي ضوء

يقودك نحو اختصار المسافة

حتى تصير

إلى ذات فجر أغر

تفتش عن وردة ضيّعتك 

على شاطئ الحزن كالطائر المنكسر

على أي بعد ترى خلّفتك

وهل تنقضي كل هذي المسافة 

حتى تعود إلى نقطة البدء

قبل انتهاء العمر ؟

يعذبني طيفك الآن

 يزرع في مهجتي لهبا يستعر

 تنهدت أيقنت أني

 على بعد شبر من الموعد المنتظر

 تضعضت عاودني الجرح 

 عانقت حلمي 

 و أمسكت دمعي

 لئلا ينبئ بالضعف إذ ينهمر

 لهذي المدينة أسوارها

 لهذي المدينة أقفالها

و لي قطعة من شعاع النجوم التي أينعت

في ربيع السحر

لي الشعر ها إنني بينكم 

فاقتفوا نبضتي

و اقطفوا كل تلك الصور

و لا تيأسوا

فالدجى نبأ لقدوم الصباح

و ما بالمدينة غير البشر 

و اذكروا أنني قادم

لأهزمهم واحدا .. واحدا

و المدينة تفتح لي صدرها

لأدخلها آمنا 

و أكتب فوق السحاب : انحنوا

أيها الظالمون انحنوا

فما زال ( لوركا ) 

و إن أعدمته 

يد الغدر في قومه

حبه مستقر ..

حبه مستقر ..

 

سليم دراجي الجزائري

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 159 مشاهدة
نشرت فى 9 أكتوبر 2016 بواسطة jousryeleow

بستان الإبداع العربي

jousryeleow
مجلة تهتم بالأدب العربي ورعاية المواهب »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

171,499