نسيت حقولي الزهور
بقلم الشاعر إبراهيم العمر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حياتي كانت حزمة أيام مجفّفة,
مرمية على حافة درب وعر ومهجور.
أنا نسيت حقولي الزهور,
وهجرتني البهجة سنين,
أنا لم يكن في سمائي طيور,
روحي لم تكن لها أجنحة,
وصدري لم يختبر الرفرفة.
أنا, نخر جسدي السوس
وأضحت عظامي مهلهلة,
ورمتني الأقدار خلف السور.
حياتي لم تكن سوى وجع وأنين,
صدري لم يكن يختلج
وأنفاسي كانت مثلجة,
وروحي لم تكن قد تعرفت على الحنين.
فجأة, هبت نسائم العشق
وأضرمت النار في كياني,
أضحت عظامي حطبا
وأوصالي باتت جمرا ملتهبا.
أشعر, مع كل كلمة منك,
مثل نفخة هواء تزيد اشتعالي,
أنا, لولا الهوا
لتتحول حياتي الى أغصان متفحمة سوداء.
أنا, بت أخاف, يا حبيبتي, من هذا الحب
أن يضمحل ويصيبه الفتور.
حياتي لن تعود غفى,
حياتي لن يكون فيها دفا,
إذا هدأت نسمات العاطفة ,
ونعس هذا الوهم وغفا,
أنا لم تعد تغريني الحياة
لو توقفت همساتك عن الهشهشة,
وابتعدت شفاهك عني
وأضربت عن الوشوشة.
إذا الحبيب جفا
وإذا الحب لم يبقى مشتعلا
مات وانطفا.
حين يموت الحب
يموت معه كل شيء,
يغفر الله لمن هفا .
إذا كان حبي لك هفوة,
فالهجر قتل للنفس وانتحار.
والرب يغفر الهفوة,
الموت في حبك سكرة,
وغيبوبة من اللذة والمتعة والنشوة
وليس مجرد غفوة.
ليس كل من يميته حبك
وتصرعه أنفاسك
يعود بعد هذا الموت
وبعد تلك الغيبوبة
ليصحى من موتته
ويعود الى الحياة
وتفرفر روحه
وترفرف أجنحته
وينبض قلبه
وتلهث شفتاه
وتتنهد رئتاه
ويسري الدم في أوعيته وأوردته
وتعود لترى النور عيناه.
ـــــــــــــــــــــــــ
إبراهيم العمر