أنا المغرّد كالشّحرور في أدبي
تخلّف النّاس في التّفكير ألوان***وســــــعيهم دون كسب العلم خسران
وذو الإرادة نحو الفـــقه متّجه***بكفّه قلــــــم بالحـــــــــــــــــــبر نشوان
مازال ينظم في الأشعار مجتهدا***وعقله ثمل باللّـــــــــــــــــيل سهران
لا تحسبنّ ركوب البحر مهزلة***فموجه في بحور الشّــــــــــــــعر شطآن
دع القريحة تستدعي روائعها***فأنت في فلك الإبداع سلــــــــــــــــطان
////
أنا المغرّد كالشّحرور في أدبي***جنيت شعري من القرطاس في الحقب
عشقته مثل حبّ الأمّ مـــنزلة***فكان لي ذهبا أغــــــــــلى من الذّهب
وجدت طعمه في الأذواق مختلفا***وفي ثقافتنا يغني عن النّـــــــــسب
مجد ترصّع بالإشراق فاقتطفت***منه العقـــــــــــــــول يواقيتا ولم يغــب
وجاء قوم من الأوباش فانحرفوا***من كثرة الجهـــل والتّفريط فـــي الأدب
////
أضحى الأسى لعنة أعمت مآقينا***وساء حال النّاس فانهارت أمانينـــــا
نبكي على أمّة القرآن في زمن***به التّعلّــــــــم قد رقّى المــــــــوازينا
كأنّ عثرتنا في اليأس إذ غرقت***دعا الأعادي فقال العــــــــــــصر آمينا
وعادة الجهل أن يهوى بأمّـــته***فما يعــــــــلّــــم إلاّ كيـــــــف يردينـــا
حتّى كأنّ عقول القوم قد هرمت***فكبّل السّحــــــــــت بالأغلال أيدينا
////
دار الزّمان بنا ليلا ولم نــــــــــعد***ولا خلاص إذا التّغــــــــــــيير لم يجد
ولا أرى فرصة بالـــــفعل تخرجنا***من المتاهة إلاّ الــــصّدق في الرّشد
نرجو النّهوض ونخطو عكس وجهته***وكيف يفلح من قد تاه في بلدي؟
هيهات يفلح شعب غشّ في وطن***وكيف يفــــلح من أضحى بلا خلد؟
هذا الكلام فإن تســمع لناظمه***وجدت الغشّ في المبـــــنى بلا سند
////
ألم تر أنّ جــــــــلّ النّاس بخّال؟***وأنّنا بـــــــــــــعيوب النّقــــص جهّـال
تجري النّفوس وراء المال تائهة***منهـــــــــــــــــم زناة وأوباش وأمثـال
وكيف أستر في الأقوام مجتمعا***والنّهب ينهــــــــــش والتّزوير يحتــال
قال الزّمان وفي أقواله عــــــبر***وبالتّــــــعلّم في كفّيـــــــــــــــــه آمال
لا يدرك الفقه إلاّ سيّد فطن***لما يشـــقّ على الدّهـــــــــــــــــماء فعّال
محمد الدبلي الفاطمي