بستان الأدب العربي

مجلة لنشر كل أنواع الأدب العربي من شعر ونثر وقصة ومقالات وخواطر

عذراً سيدتى أنا لا احبكِ ..........

لقدظللت اكرر بداخلى هذه العبارة منذ أن عرفتها وحتى بعد ان تزوجتها ........

وبرغم أنهاجديرة بالحب إلا اننى لم احبها .......

لقد عشت صباى ومقتبل العمر وانا أنتظر الحب الذى يكتسح مشاعرى ويمتلك وجدانى ويحتل قلبى ...

ولكنى لم اصادفه برغم كثرة ماصادفت من النساء بحكم عملى ، وظللت ارجوه واحلم به ، حتى بعد أن تزوجت من إنسانة كانت جديرة بمن يماثلها فى مشاعرها وعطائها وحنوها ....

لا انكر لها فضلاً فلقد كانت ومازالت الزوجة الرائعة الداعمة والأم الراعية الحانية على اطفالنا وكثيراً ما شعرت بأمومتها علىَّ انا ايضاً ....

ولكنى مازلت اردد دوماً أننى لا أحبها الحب الذى تمنيته عمرى !!!!

وكم ثقل على نفسى تكليفى بأن ابدو دائماً الزوج السعيد المكتفى ، الجوَّاد بحلو الكلام وهو لايشعر بكلمة منه ....

فكانت فكرة السفر والإغتراب لمن مثلى مهرب من هذا الصراع وهدنة من إحساسى بالذنب تجاهها ،وهى كعادتها وبرغم إفتقادها لى تفهمت أن سفرى ماهو إلا تضحية منى بالبعد والإغتراب لتحسين معيشتنا ولمستقبل اولادنا فما كان منها إلا أن أبدت تماسكاً وتحملاً على الرغم من إفتقادها لى وتلهفها على قربى منها وحزنها الذى لا تخفيه محاولاتها الفاشلة للإبتسام .....

وكان السفر .....لأبدأ حياة مختلفة تخلصت فيها ولو مؤقتاً من اوزار علاقة أجهدت فكرى واثقلت على قلبى .....

ولكن .......أين أنا ؟

منذ وطئت قدماى مقامى الجديد وانا اسال نفسى أين أنا ؟ .....أنا لا أشعر أننى سافرت او إبتعدت لأن الذى سافر وإبتعد هو جسدى فقط !!!!!!!!

اما روحى ووجدانى فلقد تركتهم هناك .....بين يديها !!!!!!!

يا الله ........ماهذا ؟؟ ماهذا الإفتقاد إليها ؟ ولماذا اذكرها على مدار اللحظة ؟ ولماذا أُحدثها فى الهاتف حتى تعدت فترات حديثنا فى اليوم أطول من مجمل حديثى معها فى شهر عندما كنا معاً !!!!!!

بررت لنفسى أنه مجرد حنين لحداثة تجربتى فى البُعد وماهى إلا أيام وأعتاد الحياة الجديدة التى سعيت لها واردتها ....

ومرت الأيام والشهور لتؤكد لى أننى عشت عمرى مُغيباً أسيراً لفكرة تسلطت على قلبى وعقلى وهى أننى فى إنتظار لأجد الحب الذى طالما حلمت به....

علمت أننى ماكان لى ابداً أن القاه او اصادفه لأننى بالفعل وجدته منذ زمن وإمتلكته وإمتلكنى لكننى كنت من الحماقة بحيث أنكرت ان هذه الرائعة البهية الشهية ايقونة الأنوثة والحنان هى حب عمرى الذى بحثت عنه بعيداً وهو بين يدى وفى فراشى !!!!!!!

وكابدت الشوق والحنين لها كما لم يكابده عاشق .....

أصبحت استحضر فى مخيلتى كل تفاصيلها وقسمات وجهها ...كلماتها...مزحاتها ....الوان اثوابها.....الأغنيات التى تحبها ....نظرات عينيها فى كل حالاتها وخاصة عندما كانت تنطق بالحب دون كلمات....عتابها الذى لم يخلو من الدلال....حرصها على إرضائى ....حتى إحتضانها لطفلينا ........

كيف لم ادرك ثرائى بها ...كيف لم ادرك ظلمى لها حتى لو لم تشعر بذلك لأننى كنت بارعاً فى إدعاء مالا اشعره .... كيف لم ادرك أن كلمات الغزل والإعجاب التى كان يمطرها بها الآخرون لم تكن مجاملات ولكنها كانت كلمات من قلوب ولهت بها حقاً ....

لكننى ادركت الآن أننى كنت اكثر الرجال حظاً وكنت ايضاً أكثرهم حماقة وغباء !!!!!!!

كيف سأحتمل ان اتلظى بالشوق لها ، وهل سيفى ماتبقى من العمر ان أقول لها مالم اقله طوال سنوات وهل سيكفى أن أحبها الحب الذى يليق بها ويليق بذلك الحريق المستعر بقلبى وكيانى منذ فارقتها ....

الآن فقط علمت لماذا لم تجذبنى غيرها يوماً.......

هل كان ينبغى أن أعلم واتعلم بالطريقة الصعبة حقيقة مشاعرى وعشقى الكامن بقلبى لها ....

هل كان لزاماً علىَّ أن أبتعد وأغترب لأرى بوضوح ما عميت عنه عيناى فى القرب ؟؟؟؟؟؟

بقدر سعادتى بالتأكد من أننى أحيا مع حب عمرى ،بقدر شقائى فى البعد عنها .....

لكن هذا الشقاء أقل عقوبة لقلب طالما عمِىَّ عن ساكنته !!!!!

وسأحتمل شقائى حتى يغتسل قلبى من اوزاره ....

وعندما أعود ......سأعود العاشق الذى تستحقه دُرة النساء .......

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 159 مشاهدة
نشرت فى 6 نوفمبر 2016 بواسطة jousryeleow

بستان الإبداع العربي

jousryeleow
مجلة تهتم بالأدب العربي ورعاية المواهب »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

171,513