الكتابة ليست موهبة
وليست حكرا على أحد,
الكتابة تولد في الذات
كما يولد الحب
وكما يولد الجمال.
الكتابة والحب والجمال
توائم في روح واحدة,
عندما يولد الواحد,
يولد الآخر,
وعندما يموت الواحد
يموت الآخر,
وتنزوي الروح,
ويذبل الجسد,
ويذهب البريق من العيون,
والوهج يتلاشى عن الشفاه.
هذا هو الموت الحقيقي
وليس عندما يموت الجسد.
وكم يتواجد في هذا العالم أمواتا فوق الأرض,
يمشون ويأكلون وينامون,
لا تنبض قلوبهم بالأحاسيس
ولا يشعرون بالدفء,
أرواحهم متباعدة,
لا يشعرونك برفقة,
يجرون خلف لقمة العيش مثل الآلة,
حياتهم تتكرر يوما بعد يوم,
دون تعاطف ودون مودة,
المصالح فقط تتحكم في تعاملهم وفي تواصلهم,
يجوبون الشوارع والطرقات,
ويعمرون المدن والقرى,
وهم أشبه بقطيع من الذئاب
يأوي الى المغاور والكهوف.
نحن لسنا من هؤلاء الناس
ولا يمكن لنا أن نكون.
نحن أرواح هائمة
ورزمة من الأحاسيس والمشاعر,
تتفاعل مع النسيم,
تتفاعل مع الكلمة,
مع رفة رموش العين,
تتفاعل مع الهمسة,
مع اللمسة,
تذوب من الرقة,
تنصهر من الحنين.
نحن نؤمن بفاعلية المحبة,
نحن نؤمن بالقوة
التي تأتي من الضعف
في التعامل مع الآخرين,
نحن نؤمن بقوة الأرواح
الهائمة في بحار المحبة,
لا تكاد تغرق
حتى تنتشلها سواعد الخلود,
نحن نؤمن بتلك القوة
التي تأتي من الرقة والذوق والإحترام المتبادل,
نحن نؤمن بعناق الأرواح
واندماجها وهيامها
في الأرض وفي السموات.
_______________
إبراهيم العمر .
نشرت فى 19 سبتمبر 2016
بواسطة jousryeleow
بستان الإبداع العربي
مجلة تهتم بالأدب العربي ورعاية المواهب »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
171,849