أبدو وكأني أطيع أمرا سريا ,
أمرا صادرا من أعماقي ,
أسمعه بصوتي ,
وأكتبه بخط يدي,
ولا يخرج من جسدي .
صوتا مألوفا ,
بنبرة حادة ,
وشعور غير قادر على التلاشي,
وغير واع على الحياة
التي تمشي على الأجساد الصغيرة
بخطوات غير انتقائية,
تجرّد الأماكن والأعمار
بصورة عشوائية,
وتلملم الأرواح البريئة والشيطانية,
وتدفن الأجساد
من كل المقاسات والأعمار والفئات الإجتماعية .
كيف حصلت على هذا الصوت ؟
ك
يف ولد في شراييني ؟
كيف أشعر به يسري في ضلوعي
ويلوي ذراعي
ويعتصر جذوعي؟
وكيف أطيعه بخنوع ؟
كيف أحني له رأسي
وأمشي حيث يجرجرني
دون مقاومة
ودون تردد
في نفق مسدود؟
قدماي بالكاد تلمس الجمر الذي يفرش الدرب
والحرارة تحرق خلايا دماغي
وتهرهر الشعر عن رأسي!
هل من الممكن القول أن الظروف سمحت له باستعماري ؟
وأن الجذور المغروسة في الماضي ,
قد أنبتت أوراقا صفراء ,
وأحداثا خادعة ,
وسمحت للحقيقة بالتملص من بين أصابعي ,
والانسياب بين تراكمات النفايات
على جوانب طرقات المدينة .
أنا لم أكن سوى حاملا رسالة تعيس
ومتشرّد لفكرة أقوى منّي ,
أنا مثل قاتل مأجور
لا يمكنني الرفض
أو التراجع عن التنفيذ,
ــــــــــــــــــــــــ
إبراهيم العمر