من غرائب الغرائب التى أعجب لها وأقف أمامها كثيرا بين التأمل والإستغراب ، تلك الإحتفالات بأعياد الميلاد ، والإحتفال بانقضاء عام ومقدم عام جديد .!!. شئ عجيب فعلا وغريب كل الغرابة .!!.
نعم هناك عام مضى ، بحلوه ومره .. بخيره وشره .. نعم عام ولى وانقضى بكل ماكان فيه من أحداث بين المفرحة والمحزنة .. ودعنا أناسا كانوا بيننا استقبلهم رحم الأرض ولن يعودوا إلينا مرة ثانية .. واستقبلنا أناسا تمخضت عنه أرحان أمهاتهم ولم يكونوا بيننا من قبل .!!.
ذهاب وإياب .. رحيل واستقبال .. وداع ولقاء .. دورة تدور ونحن عليها شاهدون .. لكن هل فكر أحد منا فى كيفية هذه الدورة .؟. ماذا يعنى الذهاب وماذا يعنى الإياب .؟.
هذا الذى يحتفل بعيد ميلاده .. لم يفكر ولو للحظ أو جزء من اللحظة فى هذا الإحتفال .. هل نسى أنه يحتفل بانقضاء عام من عمره .؟.
قابل أحد أئمة السلف رجلا كهلا فسأله : كم عمرك الآن ياهذا .؟. فقال له : ثلاثا وسبعون عاما .. فقال الإمام : ياااااااااه .. ثلاث وسبعون عاما وأنت تسير فى طريقك للقاء ربك ولم تصل بع .؟. تلاتة وسبعين سنة وانت ماشى فى طريقك للموت ولسة ماوصلتش ؟؟.
وأنت تحتفل بعيد ميلادك .؟. تحتفل بعام مضى من عمرك .؟؟. فرحان بإيه .؟. كبرت سنة .. عجّزت سنة .. إقتربت خطوة من النهاية .؟. وفرحان بسلامتك ؟؟.
وهانحن ( على نفس الخيبة سائرون ) ونحتفل ( بالكريسماس ) .!!. نحتفل بانتهاء عام 2018 بحلوه ومره ,, بخيره وشره .. نعم كان فيه من الخير مافيه ، وكان فيه من الشر مافيه .. وهاهو يلملم أسماله ليمضى .. ليرحل بلا رجعة .. نعم تجرعنا فيه المر ( بالحلة ) وليس بالكأس .!!. قنابل الأسعار تنفجر فى كل لحظة دون هوادة ولا رحمة .. مامن أسرة إلا وطالتها شظايا بأحجام قاتلة من تلك القنابل ..
والحكومة ؟؟؟؟؟؟؟
طبعا هنا أقصد الأسعار بصفة عامة .. ليس فى الخضر والفاكهة واللحوم والمأكل ككل ، لا لا لا .. أنا أقصد أسعار كل شئ .. وبكل تأكيد فإن أسعار الأدوية لا تقل أهمية عن أسعر المأكل والمشرب .. أسم بالله العظيم أننى أعرف أناسا قد تركوا المرض يأكل أجسامهم لأنهم لا يملكون مايدفعونه للطبيب للكشف عليهم .!!. وإن وجد قيمة ” الفيزيتا ” فلن يجد ثمن الدواء .. أصبح المرض هو أيضا من الأعباء المتراكمة على الفرد والأسرة بل والمجتمع كله ..
والغريب أنك حين تسأل مريض لماذا لم يذهب للطبيب ، أو فى المستيف مثلا .. يقول لك وبدون أدنى درجات الخجل : عشان ممعييش تمن العلاج !!.
والحكومة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ .
حتى المدارس هى الأخرى دخلت فى معركة تكسير عظام البشر .. كل طالب وطالبة مطلوب منهم دفع مبلغ بحد أدنى عشرة جنيهات ( عشان يطبعوا ويصوروا ) ورق الإمتحانات .. مدرس طلب من الطلبة والطالبات الذين يأخذون دروسا خصوصية عنده طلب أن يدفع كل منهم جنيان أو ثلاثة لينير لهم لمبة كهرباء مائة وات أثناء الشرح .. ماهو غلباااان ياعينى .. يتقاضى فى الشهر لا يقل عن عشرين أو ثلاثين ألف جنيه بس ياحرام ..
والحكومة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ناهيكم عن فواتير المياه والكهرباء وال ، وال ، وال ..
ونحتفل بعام قد مضى من أعمارنا .. يعنى عمرنا نقص سنة .!!. يعنى اقتربنا أكثر من النهاية .. وعام آخر قادم لا ندرى ما الله قاض فيه ..
أفما آن لنا أن نفيق ونتوب إلى الله وندعوه أن يرحمنا مما نحن فيه .؟؟. لكن كيف يرحمنا ونحن الذين قد أسأنا لأنفسنا .؟؟. ” نسوا الله فأنساهم أنفسهم ” .. ومن أعمالنا سلط علينا ..
ادعوا معايا لمجلس النواب الموقر .. ناس محترمين فى حالهم .. لا بيهشوا ولا بينشوا ..
ياااااااا ميت مليون خســــــــارة يابــــــــلد ..
