القرن العشرون من أسوأ القرون بيئيا:
حسب تقديرات الأمم المتحدة يعتبر القرن العشرون من أسوأ القرون بيئياً وإنسانياً ، وذلك نتيجة ما شهده من نزاعات عديدة كان لها تأثير بالغ الضرر بالبيئة. ومع التقدم التكنولوجي الكبير الذي شهدته صناعة الأسلحة والمعدات الحربية، أصبحت الحروب أكثر خطورة وقسوة على البيئة.
لقد تطورت أسلحة الحروب في العصر الحديث تطوراً مذهلاً، وعرفت أنواع منها تدمر البيئة بكل مجالاتها كالأسلحة الجرثومية، والذرية، والنووية، كما عرفت أنواع أخرى لا يسلم منها المدنيون والعسكريون والأهداف المدنية والعسكرية، فهي أسلحة التدمير الشامل للكائنات الحية كلها، هذه الأسلحة يقف الإسلام منها موقفاً مناهضاً، فهو يحرمها تحريماً قاطعاً، ولا يبيح استخدامها في الحرب، لأنها تدمر الحياة ولا يسلم من آثارها المهلكة لا المنتصرون ولا المنهزمون، ولذلك تعيش البشرية الآن حالة من القلق والرعب، خوفاً من أن تستخدم مثل هذه الأسلحة فيما يجري من حروب إقليمية.
وبرغم تحريم المعاهدات الدولية استخدام جميع أشكال الأسلحة العسكرية التي تضر بالبيئة، واعتبار الإضرار المتعمد بالبيئة الطبيعية وعناصرها الأساسية من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية؛ فما تزال رغبة الأطراف المتحاربة في تحقيق المكاسب العسكرية أقوى من قدرتها على الانصياع لبنود هذه الاتفاقيات، ونالت منطقة الخليج العربي قسطاً وافراً من الأذى البيئي نتيجة اندلاع ثلاث حروب متعاقبة في الثلاثة عقود الماضية. فكان لسياسة الأرض المحروقة، التي استخدمت بكثرة في الحروب التي دارت في المنطقة أثر قاسٍ على بيئتها الطبيعية، بدءاً من الحرب العراقية الإيرانية عام 1979، مروراً بالغزو العراقي للكويت 1990، وحرب الخليج الثانية 1991، وانتهاءً بالحرب على العراق عام 2003. ومايحدث في ليبيا .
البيئة هي الضحية الأساسية
يُعدّ القرن العشرون من أسوأ القرون بيئياً وإنسانياً حسب تقديرات الأمم المتحدة، نتيجة ما شهده من نزاعات عديدة كان لها تأثير بالغ الضرر بالبيئة. ومع التقدم التكنولوجي الكبير الذي شهدته صناعة الأسلحة والمعدات الحربية، أصبحت الحروب أكثر خطورة وقسوة على البيئة.وبرغم تحريم المعاهدات الدولية استخدام جميع أشكال الأسلحة العسكرية التي تضر بالبيئة، واعتبار الإضرار المتعمد بالبيئة الطبيعية وعناصرها الأساسية من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية؛ فما تزال رغبة الأطراف المتحاربة في تحقيق المكاسب العسكرية أقوى من قدرتها على الانصياع لبنود هذه الاتفاقيات.
وكانت البيئة وما تزال من أهم ضحايا الحروب القديمة والحديثة على حد سواء، فقد شهدت الحربان العالميتان الأولى والثانية، والحرب الكورية، وحرب فيتنام، ونزاعات كولومبيا، وحرب الخليج الثانية، والحرب على العراق، وغيرها أحداثاً مروعة كحرق الغابات والأراضي، وإشعال آبار النفط، وتحطيم السدود، وسكب النفط في البحار ومصادر مياه الشرب، كما استخدمت الأسلحة الكيماوية والنووية التكتيكية، وكان لها تأثير قاسٍ على البيئة بمكوناتها كافة من تربة وماء وهواء وطبقة أوزون، وعلى صحة الإنسان والأجيال المتعاقبة، كما أنها تتسبب في دمار البنية التحتية وهذا ما يزيد معاناة البشر والبيئة معاً.
وتربط الحروب بالبيئة علاقة تبادلية شائكة ومعقدة، أصبح الفكاك منها صعباً بمرور الوقت، كما أصبحت دراسة أثر كل منهما في الآخر مصدر اهتمام العديد من الهيئات والمؤسسات الدولية إلى جانب الخبراء المتخصصين في مجالات عدة، إذ تعتبر مشكلات البيئة، وثرواتها أيضاً، سبباً مباشراً للحروب، الأمر الذي دعا الأمم المتحدة إلى إعلان نيتها في يناير 2004 إجراء دراسة شاملة عن دور المشكلات البيئية مثل التلوث، والجفاف، والفيضانات، والعواصف، والتصحر، وارتفاع منسوب مياه البحار، في نشوب الحروب بين الأمم، إذ يُتوقع أن يعاني نصف سكان الأرض شح المياه خلال الثلاثين عاما المقبلة مما يؤدي إلى نشوب حرب عليها، كما يُتوقع أن يؤدي ارتفاع درجة حرارة الأرض، التي شهدت أعلى مستوى لها في هذا العقد، إلى نزوح عدد كبير من السكان إلى مناطق أخرى، الأمر الذي سيتسبب في نشوب صراعات مع أصحاب الأرض الأصليين، كما كانت الثروات الطبيعية سبباً في إشعال حروب عدة.
يؤكد مركز الأمارات للدراسات والبحوث الأستراتيجية بأن البيئة كانت وما تزال من أهم ضحايا الحروب القديمة والحديثة على حد سواء.. وتربط الحروب بالبيئة علاقة تبادلية شائكة ومعقدة، أصبح الفكاك منها صعباً بمرور الوقت، كما أصبحت دراسة أثر كل منهما في الآخر مصدر اهتمام العديد من الهيئات والمؤسسات الدولية إلى جانب الخبراء المتخصصين في مجالات عدة، إذ تعتبر مشكلات البيئة، وثرواتها أيضاً، سبباً مباشراً للحروب، الأمر الذي دعا الأمم المتحدة إلى إعلان نيتها في يناير 2004 إجراء دراسة شاملة عن دور المشكلات البيئية مثل التلوث، والجفاف، والفيضانات، والعواصف، والتصحر، وارتفاع منسوب مياه البحار، في نشوب الحروب بين الأمم.
تأريخياً،في جميع الحروب والنزاعات المسلحة، البيئة،في الواقع، هي المتضرر الأكبر والخاسر الحقيقي، وكلما تطورت فنون القتال وأسلحة الحروب، كلما زادت الخسائر التي تتعرض لها البيئة، فالتأثير الذي تخلفه الأسلحة التقليدية غالباً ما ينصرف إلى بقعة محدودة من الأرض، كما أن المدى الزمني لهذه الأسلحة يكون محدوداً، على خلاف أسلحة الدمار الشامل، التي تؤدي إلى آثار تدميرية هائلة، تمتد لتتجاوز الأجيال الحاضرة وحدود الأراضي الوطنية.
وتعتمد الحروب الحديثة على إستراتيجية واحدة، هي تدمير النظم التي تعتمد عليها الشعوب في حياتها، على نحو يضطر الجيوش إلى الاستسلام، ويتم ذلك من خلال القصف الشامل للمدن والبنى التحتية والحرق والتدمير الكيميائي والآلي للغابات والمحاصيل، والتدابير التي تجعل الحياة مستحيلة في مساحات كبيرة.
فان إستخدام الأسلحة النووية في الحروب يؤدي إلى زيادة هائلة في القدرة التدميرية للحروب واتساع نطاق الآثار الناتجة عنها مكانياً وزمنياً، خاصة مع تطور الأسلحة النووية وظهور أجيال جديدة منها ذات قدرة تدميرية بالغة، تخلف تداعيات خطيرة على الإنسان والزراعة والبيئة، قد تمتد لعدة عقود وربما قرون.
https://www.youtube.com/watch?v=FFeRWX448h0&feature=youtu.be