مقدمة

----

نسمع بين الحين والآخر عن حملات أمنية مكبرة لازالة مخالفات الصيد والتعديات عن البحيرات المصرية.

كلمات حق...

نعم هناك مخالفات صيد نعم هناك تعديات  ومخالفات صيد لاحصر لها والآجهزة التى تقوم بهذه الازالات تبذل فى الواقع مجهوداً شاقاً قد يكون ثمنه حياة بعضاً من المشاركين فيها

الحمد لله لم تحدث خسائر كبيرة بين المشاركين فى هذه الحملات حتى الآن وان كانت الخسائر فى الأرواح فى هذه الحملات الحملة الأمنية سواء بين الأجهزة  الآمنية أو بين المشاركين من العاملين بالثروة السمكية ، ترقى احتمالات الخسائر منهم الى 10% من المشاركين لله الحمد حتى الآن لم نصل الى هذه النسبة، لكنها مازالت نسبة محتملة وفق بعض الدراسات الأمنية

     هذه المقدمة اعتقد انها ضرورية رغم تواضعها مع عظم الحدث والحدث هنا هو عنوان المقال جريمة فن التعـديات على البحــــيرات المصــــرية والمتهمون بهذا الفن كُثر والنصيب الأكبر بجوائز هذا الفن كان من نصيب المحليات.

لننظر أولاً الى أشكال التعديات

1. تعديات لأغراض الاستزراع السمكى.

2. تعديات بغرض التوسع العمرانى _ سواء من الأهالى أو من المحليات، (وأخطرها على البحيرات فى هذا المجال تعدى المحليات).

3. تعديات بالصرف على البحيرات (صرف صحى – صرف صناعى – صرف زراعى).

*********

     ورغم أن تحويل جزء من المسطح المائى لأى بحــيرة الى مزارع سمكية يعتبر جريمة لأنه يعتبر استحواذ من بعض ذوى التفوذ على مسطح مائى خاص بالصيد الحر ( يعنى استحواذ على جزء من المال العام بغير حق)

   إلا أن التجفيف أو ردم المسطح المائى للبحــيرات او القاء نواتج الصرف بأنواعه هو الجريمة الأخطر.

وهذه الجرائم يجب ألا تمُر علينا مرور الكرام لأن لها أبعاد كثيرة:

أبعاد امنية

-------

فهى تساهم فى جزء من انتشار الجريمة المنظمة وعلى رأسها جريمة تهريب السلاح والاتجار به، جرائم الاتجار بالمخدرات وتخزينه داخل نموات البوص الكثيفة بالبحيرات والناتجة عن كميات لا حصر لهــا من مياه الصرف الصحى الملقاة يومياً بالبحيرات (بيد المحليات)

ابعاد اجتماعية

----------

تتمثل فى هجرة الألف من الصيادين لمهنتهم الى الجنوب الأوربى بحثاً عن الرزق وما يتبع ذلك من أشكال التفتت الأسرى ناهيك عن الخسائر فى الآرواح الناجمة عن هذه الهجرة.

أبعاد اقتصادية

ناتجة عن انخفاض مستوى معيشة آلاف الأسر العاملة فى مهن الصيد المختلفة بسبب انخفاض الانتاج من ناحية وبسبب التضييق عليهم من ذوى النفوذ داخل البحيرات من جهة اخرى

http://www.masress.com/youm7/128134

أبعاد بيئية

-------

وهذه ناتجة عن الخلل سواء فى بيولوجية مياه البحيرات واختلاف خواصها الكيميائية والمترتب عليه خلل فى الانتاج السمكى كماً ونوعاً وتأثير ذلك مباشرة على العاملين بمهن الصيد المختلفة

  وفى اشارة سريعة إلى جريمة الصرف على البحـــيرات:

يجب ان نعلم أن المساهم الأكبر فى هذه الجريمة هم المحليات يكفى ان نعلم ان الصرف الصحى لجمهورية مصر العربية يلقى بالكامل داخل البحـيرات ومعه جزء لا يستهان به من الصرف الصناعى وأن معظم الصرف الزراعى يلقى بصورة مباشرة فى البحيرات حتى اصبح هو احد مصادر التغذية الرئيسية لبعض البحيرات المصرية

   فالأول رغم أنه استحوذ على المال العام وحوّله الى منفعة خاصة به سواء بنفوذه الفردى أو الجماعى، وان عائد هذا الاستحواذ متاح له على حساب الصيد الحر أو قل على حساب الصياد الغلبان ، إلا أن المساحة التى استحوذ عليها هؤلاء لا تقدر بثمن أمام المساحات التى قامت بتجفيفها المحليات سواء بصورة مباشرة أو بصورة غير مباشرة.

وتجفيف المحليـــات بصورة مباشرة له وجهان

الأول هو : الاستحواذ على قطاعات كبيرة من البحــيرات وتحويلها الى مبانى وهو ما يدخل ضمن التجفيف بهدف التوسع العمرانى حيث تستحوذ المحليات على مساحات شاسعة من البحيرات بهدف تحويلها الى مناطق سكنية صريحة وهو ما يمثل توسيع للكردون السكنى على حساب المسطح المائى للبحيرات.

الثانى وهو : التجفيف بغرض انشاء الطرق والكبارى ، وهذا النوع من التجفيف فضلاً عن المساحات المستقطعة لانشاء الطرق (باعتبارها منفعة عامة) الا أنه ينتج عنه تجفيف آخر  على هامش مشروعات الطرق سواء متعمد أو غير متعمد وهو تجفيف للمناطق المستقطعة او تلك التى انحسرت عن البحــيرات نتيجة انشاء الطرق، حيث انه فى أغلب الأحيان يتم تجاهل هذه المساحات المستقطعة (سواء عن قصد أو غير قصد) وفى الحالتين وقعت الجريمة.

   والذى اريد ان اسلط الضوء عليه هو الجرائم المتعمدة من المحليات مثال لذلك استخدام العناويين البراقة والتجفيف تحت ظلالهـــا فقط يكفى القول بأن بحــيرة المنزلة كانت مساحتها 750 ألف فدان تقلصت الآن الى أقل من 200ألف فدان ، وبحــيرة مريوط تقلصت مساحتها من 60ألف فدان الى 16 ألف فدان وعلى هذا المنوال سارت باقى البحيرات.

   فقديماً وفى نهاية التسعينات تم استخدام اسم (مبارك) للتجفيف تحت ظلاله واشهر جرائم التجفيف هذه تمت فى محافظة الاسكندرية تحت شعار ( انشاء مدينة مبارك الرياضة) تلك المدينة التى لم تقم لها قائمة حتى الآن لكن رحم الله تحت ظلالهــــا هذا الشعار مساحة تزيد عن خمسمائة فدان الرقم الذى طلبت المحافظة تجفيفه رسمياً كان 200 فدان لكن بعد قرار التخصيص زاد الى 500 فدان وهى المساحة التى يقابلها اى زائر عند مدخل الاسكندرية من الطريق الصحراوى.

    والجرائم من هذا النوع كثيرة منها مايبدوا منفعة عامة لكنها تخفى ورائها الجريمة الحقيقة أو قل ان شئت الأمر الواقع حالياً (تجفيف جزء من البحيرات)

   فمع نهاية الستينيات صدر قرار جمهوري بردم أربعة آلاف لإنشاء المجمعات البترولية بمنطقة مرغم على حساب بحيرة مريوط تابع الرابط

http://www.alwafd.org/%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%AA/93-%D9%85%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%AA%20%D9%85%D8%AD%D9%84%D9%8A%D8%A9/207836-%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%88%D8%B7-%D8%B3%D8%AA%D8%B5%D8%A8%D8%AD-%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-20-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A7%D9%8B?tmpl=component&print=1&page=

ومن الجرائم التى أصبحت أمراً واقعأ جريمة تجفيف مساحة 20 فدان لصالح المواطن عصمت نائان من بحيرة مريوط، تمت بيد المحليات.

انظر الرابط

http://massai.ahram.org.eg/Inner.aspx?ContentID=6142

جريمة اقتطاع 310 أفدنة من بحــيرة مريوط بهدف انشاء للحديقة الدولية

انظر الرابط

http://www.alwafd.org/%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1- %D9%88%D8%AA%D9%82%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%B1/10-%D9%85%D8%AD%D9%84%D9%8A%D8%A9/103356-%D8%A8%D8%AD%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%88%D8%B7-%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D9%85%D8%A9-%D8%A8%D9%8A%D8%A6%D9%8A%D8%A9

جرائم ضد بحيرة مريوط  لم تكتمل وهى:

* الاعلان عن تحليلات غير صحيحة لمياه 1000 فدان على انها غير صالحة للآنتاج السمكى طمعــأً فى هذه المساحة وقد تم تدارك هذه الجريمة

* جريمة أخرى فى نفس المحافظة تم تداركها وهى جريمة تخصيص مساحة 3000 فدان من ادى مريوط لأحد المستثمرين لانشاء معمل تكرير بترول فى صفقة مشبوهة.

* جريمة أخرى فى نفس المحافظة تم تداركها هى محاولة التعدى على بحــيرة مزرعة مطار النزهة بهدف انشاء أندية لجهات سيادية

* كنت قد حضرت بنفسى ورشة عمل تحت ستار رعاية محافظة الآسكندرية فى عهد اللواء المحجوب كانت تحمل لواء الاسكندرية المدينة الأولى بالرعاية

  وهذه الرعاية كان جزء منها  تحت شعار تطوير بحيرة مريوط لكن هذا التطوير ما هى أركانه وماهى خطواته؟؟

أو بمعنى اسهل ما هى مخاطره لقد كانت مخاطره تتمثل فى التطوير  باستخدام الأراضى المحيطة بالبحيرة ، وملخصه الانتفاع بهذه الأراضى لصالح تطوير البحيرة، يعنى من قرنه وادهن له،  الخطير هنا هو الشروع فى ردم قطاعات اعتبروها بسيطة بهدف تنشيط السياحة ( وهى أحد المظلات التى تم تحتها ردم مساحات كبيرة من بحيرة قارون ) تحت حماية وزير الزراعة السابق يوسف والى.

وبمناسبة ورش العمل فالآن تجرى على قدم وساق محاولة أخرى لإحياء ذكرى الماضى السحيق.

  فكرة انشاء هيكل مؤسسى لإدارة بحيرة مريوط هيكل لا يحتوى بين أعضائه على عضو واحد من الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية

دور الهيئة فيه فقط تمويل مقترحات الجهابزة، بالمناسبة تدير هذا الهيكل محافظة الاسكندرية

وهنا تجدر الاشارة الى دور الهيئة فى مجال تنمية الثروة السمكية بالبحــيرة وذلك متجسد فى المشروعات التالية

*****

  • تخصيص مجموعة من المعدات البرمائية لتدارك المشاكل الناجمة عن الصرف بأنواعه على البحـيرة وفتح مساحات جديدة للصيد الحر والمشاركة فى الحملات الأمنية للحفاظ على المتبقى من البحــيرة.
  •  مشروع منع ظاهرة الاشتعال الذاتى للبوص تلك الظاهرة التى كانت تحدث فى بحــيرة مريوط بسبب تكدس نموات البوص  القريبة من مصب مصرف القلعة وفى حدود تصل الى 2كم من كوبرى القلعة داخل الحوض الرئيسى ، طبعاً المتسبب الأساسى فى هذه النموات الزائدة عن الحد هو زيادة  الحِمل العضوى الوارد مع الصرف الصحى  غلى البحــيرة داخل  الحوض الرئيسى
  • مشروع عزل الصرف الصحى عن الحوض الرئيسى بالبحـــيرة
  • مشروع عزل الصرف الصناعى عن حوض الـ3000 فدان
  • مشروع انشاء عدايتين بالحفر النفقى لتغذية حوض الـ2000 فدان وهذا المشروع أنقذ مساحة تزيد عن الـ800 فدان من التجفيف فى منطقة ام درمان، بل ان البعض قبل بداية المشروع كانوا قد حفروا اساسات لمبانى بغرض انشاء ملاهى ليلية بهذا الموقع.
  • مشروع انقاذ الحوض الشرقى من التجفيف (مساحة 306فدان)
  • مشروع انقاذ منطقة البشاروش جنوب حوض الـ5000 فدان من التجفيف بانشاء مصرف محيط قائم حتى الآن.
  •  ومؤخراً مشروع تطوير الحوض الرئيسى وذلك بكشف أكبر مساحة مسطح مائى متصلة فى تاريخ البحــيرات المصرية فى خلال أربعة أشهر فقط بالمعدات البرمائية المملوكة للهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية، فى أكبر عملية تجميع لمعدات برمائية داخل اطار مشروع واحد.
  • الحد من التعديات على البحــــيرة والمحافظة على ماتبقى من مساحتهامن خلال حملات الازالة المتتالية والتى تتم بمنهج مختلف تماماً عن ذلك القائم فى بحيرة المنزلة، حيث فى مريوط تتم الازالة بمشاركة شعبية من مؤيدى الصيد الحـــر لذلك تقل او تكاد تنعدم مقاومة المخالفين فى بحيرة مريوط.

** هذا جزء مما قدمته الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية  لبحـــيرة مريوط

   هل يمكن ان نضع انجازات الهيئة مع فنيات المحليات فى ميزان واحد لصالح من يحاولون استعادة ذكريات هذا الفن تحت مسميات منها انشاء هيكل ادارى لبحـــيرة مريوط ظاهره فيه الرحمة وباطنه من قبله العذاب للصياد الغلبان

ترى هل يأتى هذا الهيكل رغبة فى تنمية حقيقة لبحــــيرة مريوط

أم انه فقط رغبة فى استعادة زمن الفن الجميل

(فن  التعدى على البحــــيرات)

                      م. جمال حافظ

                     للتواصل 01006161518

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

140,254