أظهرت دراسة جديدة نُشرت في العدد الأخير من دورية الجمعية الأميركية للطب أن تدني مستويات هرمون الميلاتونين في الجسم يزيد مخاطر إصابة الإنسان بمرض السكري. وجدير بالذكر أن الميلاتونين هو هرمون تفرزه الغدة الصنوبرية ويساعد على تنظيم النوم وضبطه. كما يتوافر على شكل مسحوق أو حبوب توصف لمن يعانون الأرق.

وقد توصل الباحثون إلى هذه النتيجة بعد مقارنتهم مستويات الميلاتونين لدى مجموعتين من النساء، تضم كل واحدة منهما 370 امرأة، إحداهما لنساء لهن مستويات متدنية من الميلاتونين، وأخرى لنساء لديهن مستويات عالية من الهرمون نفسه.

ولاحظ الباحثون بعد مقارنتهم هذه المستويات طوال أكثر من 12 سنة، أن أولئك اللاتي لديهن مستويات متدنية من هذا الهرمون معرضات للإصابة بمرض السكري، بنسبة تفوق الضعف مقارنة بالنساء اللاتي لديهن مستويات عالية من هذا الهرمون.

 

وفي بداية هذه الدراسة، طلب الباحثون من النساء المشاركات تعبئة استبيانات تشمل أسئلة عن نمط العيش والعادات اليومية، بما فيها النظام الغذائي والنشاط البدني وأنماط النوم والتدخين. كما طلبوا من النساء جميعهن تسليم عينات من بولهن من أجل قياس المستوى المرجعي لهرمون الميلاتونين لدى كل واحدة منهن. ولم تكن لدى أي واحدة من المشاركات في مستهل الدراسة أعراض للإصابة بمرض السكري من نوع 2.

 

وعند المقارنة بين عوامل أنماط العيش، بما فيها ساعات النوم، سجل الباحثون أن النساء اللاتي لديهن مستويات متدنية من الميلاتونين أكثر عرضة للإصابة بالسكري بعدد 2,2 مرة مقارنة بقريناتهن ممن يتمتعن بمستويات عالية من الهرمون نفسه.

وعلى الرغم من كون الباحثين اعتبروا الميلاتونين مؤشراً قياسياً مستقلاً للتنبؤ بمدى القابلية للإصابة بالسكري بصرف النظر عن عدد ساعات النوم اليومية، فإنه تبين لهم أن لهذا الهرمون تأثيراً واضحاً على الإيقاعات اليومية للجسم، بحيث يرتفع مستوى إفرازه قُبيل الخلود للنوم، ويتدنى خلال الليل.

ويقول الدكتور سياران ماكمولان من مستشفى هارفارد بريجهام إن الباحثين فوجئوا بالنتائج على الرغم من أنهم كانوا يتوقعون إيجاد رابط مباشر بين هرمون الميلاتونين وخطورة الإصابة بالسكري.

ويضيف “ما لا نعرفه بعد هو ما إذا كان بالإمكان تغيير نسبة التعرض للسكري عبر تحفيز الجسم على إفراز كميات أكبر من هرمون الميلاتونين”.

ومن غير المعروف إلى الآن ما إذا كانت المستويات المتدنية للميلاتونين تتسبب فعلاً في الإصابة بالسكري، لكن الباحثين يرجحون أن تكون هذه الفرضية صحيحة. وهم يستندون في ترجيحهم هذا إلى أكثر من دليل، كالنتائج التي توصلت إليها دراسات سابقة على الحيوانات، إذ أظهرت أن تزويد الفئران المعرضة للإصابة بالسكري بمكملات الميلاتونين يمنع إصابتها بالمرض، لكنه يؤدي في الآن ذاته إلى زيادة مستويات الكوليسترول ودهون الجليسريد الثلاثي في أجسامها.

وتوجد مستقبلات الميلاتونين في كل أنحاء الجسم، بما فيها البنكرياس المسؤول عن إنتاج الأنسولين. ولعل وجود مستقبلات هذا الهرمون في البنكرياس قد يؤشر إلى تأثيره على إنتاج الأنسولين ومقاومة الأنسولين. ويضيف الدكتور ماكمولان أن هناك حاجة لإجراء المزيد من البحوث قبل التوصية بتوصيف مكملات الميلاتونين للناس الذين يعانون من ارتفاع مستويات السكر في دمهم.

ومن الممكن جداً أن تكون مستويات الميلاتونين مجرد مؤشر على مدى سلامة الساعة البيولوجية الداخلية للجسم وعملها، وفق رأي الدكتور ميتشل لازار، أستاذ الطب ومدير معهد السكري والسمنة والأيض في كلية بيريلمان الطبية بجامعة بنسيلفانيا.

ويقول لازار شارحاً “لقد تحققنا تدريجياً من أن مظاهر دورة النوم والصحو وإيقاعات سلوكاتنا وساعاتنا البيولوجية هي عوامل تُسهم في تحديد مدى إصابتنا بالسكري”. ويضيف “العديد من الدراسات كشف أن الناس الذين يعملون بدوام متناوب، تارة نهاراً وتارة ليلاً، لديهم قابلية أكبر للإصابة بالسكري.

وقد يكون للمستويات المتدنية من الميلاتونين يد في الإصابة بالسكري، لكن من الوارد أيضاً أن تكون الأعراض المبكرة للسكري تتسبب في انخفاض إفراز الميلاتونين”. ويختم لازار تعليقه على الدراسة بالقول إن العلاقة بين الميلاتونين والسكري مهمة، لكنها تبقى قطعة واحدة فقط من قطع أحجية السكري.

المصدر: موقع “nbcnews.com”
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 81 مشاهدة
نشرت فى 9 إبريل 2013 بواسطة islammy7

إسلامي

islammy7
»

ابحث

عدد زيارات الموقع

180,034