العجز عن مقاومة إغراء العادات الغذائية السيئة صفة معظم المستهلكين
كشفت دراسة حديثة أن تقديم حافز مالي لمن يعانون زيادة الوزن أو البدانة يمكن أن يشجعهم على إنقاص أوزانهم.
وقد توصل باحثون من عيادات “مايوكلينيك” الأميركية إلى هذه النتيجة بعد أن طلبوا من موظفين التطوع للمشاركة في دراسة تدوم عاماً كاملاً من أجل معرفة علاقة إنقاص الوزن بوجود حافز مالي، إذ وزعوا المشاركين على مجموعتين، أولاهما تضم أشخاصاً قدم لهم حافز مالي لإنقاص الوزن، وثانيهما تشمل أشخاصاً لم يقدم لهم أي حافز مالي. وبدأ أفراد المجموعتين أول عشرة أسابيع بالاجتماع أسبوعياً بخبير غذاء وتغذية ولقاء مدرب لياقة عدة أيام كل أسبوع، فيما اختار آخرون الاستعانة أيضاً باستشاري نمط حياة.
ووجد الباحثون عند إتمام الدراسة بعد مرور 12 شهراً أن أفراد مجموعة الحافز المالي كانت لهم الفرصة للحصول على 20 دولاراً في حال نجحوا في إنقاص كيلوجرامين كل شهر، أو دفع المبلغ عينه في حال أخفقوا في ذلك. وبالإضافة إلى هذا، أتاح الباحثون للمشاركين الدخول في قرعة للسحب لربح جائزة، بصرف النظر عمن ينجح في إنقاص وزنه ومن يفشل.
ولا يعد إدخال مكافآت فكرة جديدة في عالم إنقاص الوزن، لكن فرض غرامة مالية قدرها 20 دولاراً كانت شيئاً جديداً وجديراً بالاهتمام. وسواءً كان الأمر يتعلق بمكافأة مالية أو غرامة، فإن نتائج الدراسة أظهرت أن المال كان حافزاً حقيقياً للمشاركين، وهو ما يفسر كون 62% من مجموعة الحافز المالي نجحوا في إنقاص الوزن، في حين لم تتجاوز نسبة الذين تمكنوا من إنقاص الوزن المطلوب في المجموعة الأخرى 26%. وقد فاق معدل الكيلو جرامات التي أنقصها أصحاب الحافز المالي أربعة كيلو جرامات، بينما وصل معدل ما أنقصه أفراد المجموعة الأخرى طوال 12 شهراً إلى كيلو جرام واحد فقط.
وقد يبدو إنقاص أربعة كيلو جرامات طوال عام كامل ليس بذلك الإنجاز الكبير، لكن خبراء الغذاء والتغذية بعيادات مايوكلينيك يعتبرون ذلك إنجازاً يستحق الإشادة، باعتبار أن معظم الأميركيين يكتسبون كيلو جرامات إضافية كل سنة بدلاً من انقاصها.
ويضيفون أن الالتزام بنظام غذائي ونمط حياتي أو برنامج لياقة معين لا يزال تحدياً حقيقياً بالنسبة لغالبية الأميركيين، خصوصاً إنْ كان طويل الأمد مثل برامج التخسيس التي تحتاج صبراً ونفساً طويلاً.
ويخلُص الباحثون في نهاية الدراسة إلى نتيجة مفادها أن المال قد يكون حافزاً حقيقياً يمكن استخدامه لتشجيع بعض الناس على إنقاص أوزانهم، لكنهم يُردفون أنه حافز ينفع بعضهم فقط، ولا ينطبق على الجميع.
