موقع الدكتور نجاح

موقعنا منارة فكرية تهدف إلى تفعيل القيم الإيجابية من خلال التوعية وتقديم البديل العملي للقيم السلبية

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

ماذا يراد بنا؟

بقلم د/ نجاح عبد العليم

    إن ما يحدث في منطقتنا, في تخطيط الولايات المتحدة الأمريكية, فيما أرى, هو مرحلة من مراحل العولمة الأمريكية ومحاولة تكريسها ليستمر القرن الحادي والعشرون قرنا أمريكيا.   

    إنها إستراتيجية أمريكية بدأت بمشهد أقرب إلى مشاهد هوليود : المخرج المخابرات الأمريكية, والممثلون شباب فيسبوك دُرّبوا في أمريكا كان عليهم إذكاء الشرارة التي تبدأ الأحداث, فهناك هشيم جاهز للاشتعال يتمثل, فيما يتمثل, في مشاكل حياتية, وأوجه فساد,  وبطالة, وأجندات إقليمية ومحلية جاهزة ومتحفزة للانقضاض على النظم, وهناك دعم وضغوط أمريكية وأوربية مخططة للمساعدة في الإخراج.

    وتقوم المسرحية على إيهام المخرج لكل ممثل فيها أنه لاعب رئيسي مخطّط ومستفيد من الأحداث بينما الحبكة والنهاية المخططة هي لصالح الولايات المتحدة الأمريكية على حساب المصالح العربية والإسلامية.

    فالنهاية المأمولة نشر الفوضى الخلاقة التي تتيح أوضاعا تيسر مهمة تنفيذ السياسات الأمريكية في الدول العربية لصالح الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والغرب, وكل ذلك بدون دماء أو أموال أمريكية, وها نحن نرى رأي العين خلافات أطلت برؤوسها وتناطحت  بين سلف وصوفيين وجهاد وإخوان وشيعة  ...........  وغيرهم, فضلا عن الخلافات بين المسلمين والمسيحيين في بلادنا.

   والنهاية المأمولة ضرب قوى الثورات التي داهمتها الشيخوخة, والتي سبق وحررت الدول العربية من الاحتلال الأجنبي, وها نحن نرى رأي العين  محاولات فاجرة لمحو تاريخ هذه الثورات وإنجازاتها بالتركيز على سلبيات عهدها, وطمس إنجازاتها والتشكيك في الذات بالتشكيك والتشهير الموجع بالقيادات.

     والنهاية المأمولة عولمة اليمين الأمريكي حتى تلتقي المصالح المحلية العربية مع المصالح الأمريكية. والنهاية المأمولة عولمة اللبرالية الغربية لتوفير آلية مستديمة يمكن من خلالها, باستمرار, تصعيد من يخدم المصالح الأمريكية.

     والنهاية المأمولة وضع نهاية إسرائيلية للقضية الفلسطينية تفرغها من مضمونها فلا قدس ولا شعب ولا عودة للاجئين, مع استبدال المأوى بالوطن, وها نحن نرى رأي العين الفيتو الأمريكي المتحفز دائما لخدمة إسرائيل وإجهاض الحلم الفلسطيني والعربي حتى في أدنى تأويلاته, ونرى العمل الدءوب للوقيعة بين الفلسطينيين والحيلولة دون وحدتهم.

     والنهاية المأمولة مزيد من السيطرة على منابع البترول وتوجيه دفة أسعاره على النحو الذي يخدم المصالح الأمريكية, واستخدام الهيمنة على مصادر الطاقة كورقة في الضغط على أوربا واليابان, وها نحن نرى رأي العين ضلوع أمريكا في تقسيم السودان, والسعي إلى تقسيم ليبيا.

     فهل ينتبه الفرقاء في وطننا العربي الكبير إلى ما يحاك بنا ؟ هل يغلبّون مصلحة الأديان والأوطان على المصالح الضيقة؟ وهل ينتبه أصحاب التيارات الإسلامية لرعاية مقاصد الشريعة ويدرأون الضرر الأكبر بأضرار أصغر؟ هل يستبدلون أخوة المؤمنين بإخوة الجماعات ؟ هل يقدمون الدعوة إلى الله على السعي إلى سُدة الحكم؟ هل يستبدلون المواطنة بالصراع مع شركاء الوطن من أصحاب الديانات الأخرى؟ هل يتأسون بصحيفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة؟

 هل يتحدون ليقلبوا السحر على الساحر؟

اللهم بلغت اللهم فاشهد.

 

 

 

 

 

" نقطة البدء العراق"

هذه القصيدة كتبتها عند بدء غزو العراق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وكأنها نبوءة وجدانية لما تتعرض له أوطاننا الآن

 

 

نقطة البدْء العراقْ

في طريق الفاجعاتْ

بعدها أرضُ البراقْ

ثم تأتي الباقياتْ

فالسماء تمور موراً

والأفاعي كالحاتْ

والوحوش تعيثُ غدراً

في ديارٍ نائماتْ

قد تركتم عِزّ دِينٍ

قد غرقتم في سُبات

وارتميتم في بحارٍ

من جحيم المخزيات

وارتضيتم من ذئابٍ

ما تبقّى من فتات

تملأون الأرض جوراً

دون خوف من ممات

والشعوب تئن فقراً

كاسيات عاريات

من أجَلُّوا النفط جاءوا

في وجوهٍ مجرمات

يحفرون النفط قبراً

للأماني الحالمات

كان ذئب الأمس يخشى

من ذئاب أخريات

كان يحمي من توارَى

بالأماني الخادعات

صار ذئب اليوم فرداً

لا يهاب العاديات

ليس يرضى من تبيع

غير دَوْسِ الصالحات

هل زرعتم هل حصدتم

غير سوء العاقبات

يا رسول الله صِرنا

عصْف أكلٍ للشتات

ترتوي أرض المعالي

مِن دماءٍ غاليات

والشعوب تُغَلُّ قهراً

حاضراتٍ غائبات

يا رسول الله قُدْنا

فالمعالي تائهات

يا غثاء السَّيْل عودوا

للنجوم الهاديات

ليس بُدٌ من جهادٍ

أو ضياع الشامخات

يا صلاح الدين هيَّا

نبعثُ الحيَّ المُماتْ

 

والله تعالى أعلى وأعلم

المصدر: مقال وشعر من إعداد الدكتور نجاح
  • Currently 23/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
8 تصويتات / 491 مشاهدة
نشرت فى 24 يونيو 2011 بواسطة islamicvaluessociety

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

15,272