التنمية المستدامة في فلسطين
يسرني ان اتحدث عن التنمية المستدامة و اهميتها في المجتمع الفلسطيني حيث أصبحت أسلوبا من أساليب التنمية التي يفرضها العصر الحاضر الذي يتصف بالتطور والتغير المتسارع .لذلك انا مهتم جدا في هذا المجال الذي يساهم في تغيير حياة الشعوب و المجتمعات الى الافضل .
تهدف التنمية المستدامة إلى تحسين حياة كل شعوب العالم دون استنزاف الموارد الطبيعية، وعدم الإجحاف بحق الأجيال القادمة. وفي هذا الإطار فإن التنمية المستدامة بالنسبة للشعب الفلسطيني تعني التنمية التي تضمن السلام والاستقرار، وبيئة صحية، ونمو اقتصادي، وعدالة اجتماعية، وحياة أفضل للأجيال الحاضرة والقادمة.
هناك ثلاث ركائز للاستدامة.هذه هي الركائز الاقتصادية والبيئية والاجتماعية التي تندرج تحت النهج الكامل للتنمية المستدامة.
حيث يعتبر التحضر قوة إيجابية للتنمية في فلسطين ويتم اعتراضها من قبل الاحتلال بشكل كبير، ومع ذلك، ليس هناك تنمية دون تحضر.
وبالنسبة لغزة على وجه التحديد، يرى موئل الأمم المتحدة أنه يجب على إسرائيل إنهاء الحصار والسماح للمدن بإعادة البناء بشكل أفضل من خلال تبني طرق التخطيط الحضري المبتكرة والتشاركية.
تعتبر التنمية الاقتصادية في فلسطين من الأولويات التي تشغل فكر الفلسطينيين على اختلاف المراحل التي مر بها عيشها قد فرضت طابعاً الشعب الفلسطيني وعلى اختلاف مواقعهم.
وتتمثل أهم تحديات التنمية المستدامة في الفقر الشديد والموارد الطبيعية المستنزفة والزيادة الكبيرة في أسعار المواد الغذائيـة، وما لها من تأثير سلبي وخطير على قطاع غزة.
، علاوة على ذلـك نقـص ً فـي خـدمات البنيـة التحتيـة المناسـبة، فضلا عـن الـنقص فـي تـدفق المسـاعدات التنمويـة الرسـمية ومشـكلة الـديون الخارجيـة بالإضافة إلـى عـدم السـيطرة علـى المصـادر والمـوارد الطبيعيـة وعلـى معظـم أراضـي فلسـطين بسـبب الاحتلال، ناهيـك عـن الحدود والمعابر المائية والجوية والأرضية التي يسيطر عليها الاحتلال.
عمل الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة والضفة الغربية والقدس على منع الفلسطينيين من السيطرة على الأراضي، والمياه، والأجواء الفلسطينية، تمثلت في: إغلاق نقاط العبور، والحد من حركة المواطنين والبضائع، كما أغلقت ودمرت قوات الاحتلال مطار وميناء غزة، وأعادت احتلال معظم المدن الفلسطينية.
لذا فإن إيجاد بيئة موائمة على المستوى الإقليمي والوطني لدعم الجهود الراهنة لتحقيق السلام والاستقرار على أسس عادلة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة لهو من أهم المتطلبات لتحقيق التنمية المستدامة في فلسطين.
كما وأن التخفيف من حدة الفقر، والبطالة، وتحسين مستوى التعليم، والوضع الصحي في ظل ندرة الموارد المالية تمثل أهم التحديات التي تواجه التنمية المستدامة في فلسطين.
فالتنمية المستدامة عملية مجتمعية يجب أن تساهم فيها كل الفئات والقطاعات والجماعات بشكل متناسق، ولا يجوز اعتمادها على فئة قليلة، ومورد واحد. فبدون المشاركة والحريات الأساسية لا يمكن تصوّر قبول المجتمع بالالتزام الوافي بأهداف التنمية وبأعبائها والتضحيات المطلوبة في سبيلها .
و ان إنجاز التنمية يحتاج إلى توفير الموارد البشرية والمالية والأطر القانونية لتمكن من تنفيذ التنمية المستدامة. لذلك إعداد خطة للتنمية الشاملة يتطلب تحديد الأولويات والاستجابة للحاجات الضرورية خاصة البنية التحتية.
كان تقرير برونتلاند علامةً بارزةً لمؤتمر قمة ريو الذي عقد في عام 1992والذي وضعت فيه الأسس اللازمة للاندماج العالمي للتنمية المستدامة. وقد اعتمد العالم بأسره إعلان ريو بشأن البيئة والتنمية وجدول أعمال القرن الحادي والعشرين.
تم إحراز التقدم على مقاييس التنمية المستدامة. وذلك بالنظر إلى حقيقة أن المخاوف من التدهور البيئي وزيادة التلوث قد أدت إلى زيادة الاستثمارات في التقنيات الصديقة للبيئة. ولا تزال عملية تنفيذها تحديًا ماثلاً، ولكن ثمة أدلة على إحراز التقدم. فقد تم إحراز تقدم في التخفيف من الفقر من خلال خفض جهود نسبة السكان الذين يقل دخلهم عن 1دولار أمريكي في اليوم الواحد. حيث كانت البيئة ً هي الشغل الشاغل للحكومات على مدار العشرين عاما الماضية، وهناك عدد من الجهود لإدماج الاعتبارات البيئية بشكل أكثر فعالية في عملية صنع القرار الاقتصادي. من أمثلة ذلك، تكامل الجهود الحكومية في البلدان المتقدمة المتنوعة لتحديد سعر الكربون،
والاعتراف المتزايد بقيمة خدمات النظام البيئي لقطاع الأعمال والمجتمع، والجهود المبذولة لتقييم التقدم المحرز نحو تحقيق التنمية المستدامة. وقد أدت المخاوف العالمية من التدهور البيئي وزيادة معدلات التلوث إلى زيادة الاستثمارات في التقنيات الصديقة للبيئة.
<!--
ولكن ليس هناك ما قد نعتبره حتمياً حول تحقيق نتائج واسعة النطاق بعد تحديد هدف أو أهداف. فتحديد الأهداف ليس أكثر من خطوة أولى في تنفيذ خطة العمل. ولابد أن يعقب تحديد الأهداف التصميم السياسي الجيد، والتمويل الكافي، والمؤسسات الجديدة للإشراف على التنفيذ. ومع قدوم النتائج، فلابد من قياسها، ولابد أيضاً من إعادة النظر في الاستراتيجيات في حلقة مستمرة من ردود الفعل في الاستجابة للسياسات، وكل هذا تحت الضغوط والدوافع المرتبطة بأهداف وجداول زمنية واضحة.
وتماماً كما أحرز العالم تقدماً هائلاً في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، فبوسعنا أن نجد السبيل إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وبرغم التشاؤم والسخرية والارتباك والسياسات المعرقلة المحيطة بالجهود الرامية إلى مكافحة الفقر، والتفاوت بين الناس، والتدهور البيئي، فإن تحقيق تقدم خارق أمر ممكن. فربما تبدو القوى الكبرى في العالم غير مستجيبة، ولكن هذا من الممكن أن يتغير. فالأفكار مهمة، ومن الممكن أن تؤثر على السياسة العامة بشكل أعمق كثيراً من كل تصورات المنتقدين.
ان إعداد الخطط والتمكن من تطبيق جزء محدود التنمية المستدامة ينعش الاقتصاد الفلسطيني الذي يعاني من ظروف صعبة جراء ممارسات الاحتلال. ايضا القضاء على الفساد يساعد على توفير جزء من الموارد اللازمة لعملية التنمية.