عادة ما يشتري السياح أو المسافرون الهدايا قبل مغادرة الاردن مثل تذكارات من مدينة البتراء الاثرية أو جرش والمطرزات والاشغال اليدوية. ولعل أحد أبرز الهدايا هي منتجات البحر الميت.
فشهرة البحر الميت وهو أحد أبرز المعالم في المملكة لا تأتي فقط من كونه أدنى بقاع العالم اذ يقع عند مستوى 400 متر تحت سطح البحر بل كذلك من المعادن العديدة التي توجد فيه والتي تدخل في صناعة مستحضرات التجميل.
وللاستفادة من هذه المعادن قامت شركات اردنية بالاستثمار في هذا المجال لتصنيع مختلف الانواع من المستحضرات مثل شامبو الشعر ومرطبات الوجه والطين المشهور الذي يستعمله مرتادو البحر الميت على أجسادهم ووجههم لتغذية البشرة.
وقال محمد الرفاعي وهو مدير شركة الاردن لمنتجات البحر الميت التي انشئت في عام 1994 "البحر الميت معروف محليا وعالميا بأنه مفيد... نلاحظ هناك عشرات الالاف من الاوروبيين والاسيويين وغير الاردنيين الذين يزورون البحر الميت سنويا."
ويعتبر البحر الميت بحيرة طبيعية تحوي على 35 معدنا مهما منها المغنيسيوم والصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم. كما تساعد معادن البحر الميت في التخفيف من أعراض عدد من الامراض مثل الروماتيزم والاكزيما.
وبدأت صناعة منتجات البحر الميت في المملكة منذ منتصف الثمانينات فقط أي في فترة متأخرة على الرغم من ان اسرائيل والتي تشارك الاردن في البحر الميت تمكنت من الاستفادة من المعادن الموجودة فيه وتصنيعها منذ عقود. ويقول بعض أصحاب الشركات ان المنتجات الاسرائيلية لها نصيب اكبر من السوق العالمية على الرغم من جودة المنتجات الاردنية.
وعزا بعض المستثمرين الاردنيين تفوق اسرائيل في السوق العالمية الى تفوق عملية التعليب بينما قال البعض الاخر ان السبب يعود ببساطة الى قدمها في هذه السوق.
وقال الرفاعي "قد تكون التعبئة الاسرائيلية افضل في بعض الاحيان لكن كنوعية تفوقت المنتجات الاردنية على الاسرائيلية."
ويرى عادل القاسم وهو رئيس شركة الموارد والتي تصنع منتجات البحر الميت منذ عام 1997 أن "اسرائيل لها نشاطاتها التجارية من خلال دعايات قامت بها على مدار 30 سنة. لهم وكلاؤهم في الخارج وسبقونا في هذا المجال."
وأضاف "نحن بدأنا من سنوات قصيرة ونحتاج كذلك أن ننتشر."
وتسعى الشركات الاردنية الى زيادة تسويق منتجاتها في الخارج من خلال وكلاء والاشتراك في معارض ويشكو المستثمرون من ارتفاع تكاليف التسويق. ويعمل الاردن على جذب المزيد من الاستثمارات في هذا القطاع.
وتقول مؤسسة تشجيع الاستثمار ان هناك حوالي 36 شركة صغيرة ومتوسطة تقوم بصنيع وتصدير منتجات البحر الميت بكلفة استثمارية بلغت عشرة ملايين دولار في الاردن.
وتصدر هذه الشركات منتجاتها الى 65 سوقا في انحاء العالم منها اوروبا والولايات المتحدة واليابان.
وقال القاسم ان شركته تعتمد العلب المصنوعة في الخارج مثل اوروبا والولايات المتحدة وذلك لان الصناعات المساندة المحلية "ليست متقدمة" بشكل كافي لتعطي الصورة التي تراها الشركة مناسبة لمنتجاتها.
وتشترك الشركة في معارض لتسويق منتجاتها في الخارج للتعريف بها.
وتسعى الشركات الاردنية كذلك الى كسب ثقة المشتري المحلي في اسواق مفتوحة تغلب عليها المستوردات الاجنبية الزاهية ذات الاسماء العالمية.
وقال القاسم "لسنين طويلة لم يكن هناك مراحل للتسويق فتعود المستهلك العربي والاردني على استهلاك المنتجات العالمية فعندما ننتج له منتجات اردنية لا يثق بها بسهولة الا بعد ان يجربها."
الا أنه قال ان ثقة المستهلك الاردني بدأت تتصاعد.
وأشار القاسم الى دراسات قامت بها بعض المجلات الاجنبية المتخصصة في مستحضرات التجميل والتي اعطت منتجات شركة الموارد علامات عالية مقارنة بمنتجات عالمية اخرى حيث حصلت على 8 من 10 و10 من 10 في مجلتين مختلفتين.
ودعا الى استغلال افضل لمعادن البحر الميت مشيرا الى فرص اكبر لانتاج مواد اخرى غير التي تصنع في الوقت الحالي.
وقال القاسم "هناك طلب ملموس على منتجاتنا (في الخارج)...هذا كنز ويجب ان يستغل استغلال افضل."
نشرت فى 27 مارس 2011
بواسطة investmarine
maha karamallah
ماجستير فى العلاقات الدولية - كلية الحقوق جامعة عين شمس »
أقسام الموقع
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
34,810
ساحة النقاش