كتب /محمد مختار

 

مقولة أن للسفر سبع فوائد هي مقوله صحيحة بدرجه مائه في المائة

وقد عرفت بعض هذه الفوائد من الإلمام بعادات الناس المختلفة وتقاليدها والتعرف على أناس تتعلم منهم الكثير والكثير وترى فيهم نماذج تجعلك تفخر انك تعرفت إليهم لما يمثلوه من رمز للتحدي الحقيقي وحب الخير ومساعدة الغير وغيرها الكثير من الصفات التي افتقدناها كثيرا هذه الأيام كما يجعلك ترى أشياء ومشاكل وعقبات مختلفة لم تكن على البال في يوم من الأيام

تعودنا كأشخاص ذوى أعاقه انه عندما تذكر الاعاقه يذكر نسبة الخمسة في المائة ورغم أهميتها بالنسبة للشخص المعاق إلا أن هناك أشياء كثيرة أخرى ربما لا نشعر بها لأننا تخطينا مراحل الطفولة أو ربما لاختلاف فئات الاعاقه وبالتالي اختلاف احتياجاتها

كنت أظن أن الشخص ذوى الاعاقه هو دائما شخص له احتياجات فقط ولكن وجدت أناس رغم إعاقتها ورغم ظروفها  قادرة على العطاء ربما لأنه شيء يجعلهم يشعرون بأهميتهم أو يجعلهم يشعرون أنهم غير عاجزون ليس فقط عن مساعده أنفسهم بل وقادرون على مساعده الغير

رأيت هؤلاء وشعرت أن العطاء فعلا ومساعده الغير لا يمنعه  عجز أو أعاقه

ورأيت أيضا أماكن أخرى تأن من كثرة الجهل وقلة الوعي بالشخص المعاق

خصوصا في الأماكن والمحافظات النائية مثل مطروح وشمال سيناء وغيرها من الأماكن البعيدة التي تنتشر في ربوع مصر ولم يصل إليها الوعي بالدرجة الكافية

ربما نحن كاهل المدن أو المحافظات الكبيرة استطعنا أن نعبر عن أنفسنا وعن مشاكلنا ولكن هناك الكثيرون الذين لم يصلوا إلى هذا الحد من الوعي أو ربما لم ينالوا حظهم من التعليم

نماذج كثبره رايتها وأردت أن انقل صورتها لكل من يقرا كلماتي ربما تكون حافز له أن كان ناشطا لمتابعه جهده وبذل جهد أكبر ولبعض المحبطين الذين ربما يرون الصورة كما رايتها ويشكروا الله على نعمه التي لا يشعرون بها

وأول النماذج التي رايتها ولفتت انتباهي واعجابى في نفس الوقت

شخص من ذوى الاعاقه أصيب ببتر في الساقيين نتيجة حادث قطار منذ أكثر من 30 عام ومع ذلك لم يحبط ذلك عزيمته ولم يجعله يعتزل الحياة أو ينطوي على نفسه كما يفعل البعض ولكن ذلك كان حافز له أن يستكمل مسيرته ولكن بطريقه أخرى يملؤها التحدي والإصرار لمساعده نفسه ومساعدة الغير

فتحدى ظروفه واثبت ذاته بعد إن تم تعيينه عامل خدمات معاونه في إحدى مكاتب الشئون الاجتماعية بمحافظته ضمن نسبة الخمسة في المائة وكان كل ما يملكه لقوت يومه هو فاترينة صغيره في ميدان المحطة بمحافظته لملاء الولاعات تحولت بعدها إلى مكان يقصده اغلب ذوى الاعاقه بالمحافظة للاستفسار عن شيء يخصهم أو لطلب مساعدة هذا الشخص في خدمه يحتاجونها وهذا ما رايته بأم عيني فلا يوجد شخص من ذوى الاعاقه بالمحافظة لا يعرف ( عبد الله كامل ) هذا النموذج الرائع الذي بمجرد أن يطلب منه شخص خدمه يقفز من على كرسيه بالشارع ولا يخجل من أن يزحف على الرصيف للوصول إلى العجلة اللتى يتنقل بها وينطلق ليؤدى المطلوب منه في لمح البصر ويعود بعدها بابتسامه عريضة يملؤها الفخر لأنه استطاع أن ينجز ما ذهب إليه

وخلال فتره ال30 عام ما بين إصابته في الحادث إلى يومنا هذا وخلال مشوار حياته الذي أنجز فيه الكثير لإثبات ذاته ما بين أكمال دراسته والحصول على مؤهل متوسط للترقي في عمله وما بين النشاطات التي قام بها بصفه فرديه أو من خلال الحركات والاتحادات وأخيرا الجمعية التي استطاع أن يشهرها هو وبعض أصدقائه من ذوى الاعاقه وما بين نجاحه في الترشح كعضو مجلس محلى رغم إعاقته وظروفه وأخيرا التحاقه بالجامعة المفتوحة للحصول على ليسانس حقوق يكلل به نجاحه

فعلا جعلني رغم فخري بنفسي أن اشعر اننى لا شيء بجانب ما يفعله رغم ظروف إعاقته ورغم تحديات الحياة المختلفة في المنزل والعمل وغيرهم وأصبح رب أسره له ستة أبناء يفتخر بهم

نموذج يستحق أن ننحني له احتراما جميعا ونتعلم منه الكثير ونتأكد ان كلام الله تعالى له حكمه عز وجل وحديث رسوله الكريم 

"أن لله عبادا أختصهم بقضاء حوائج الناس حببهم إلى الخير وحبب الخير اليهم أولئك الآمنون من عذاب النار يوم القيامة "

 

infondi

محمد مختار

تسجيل الدخول

شبكة معلومات ذوى الاعاقه

infondi
منبر اعلامى حقوقى يهتم بحقوق الاشخاص ذوى الاعاقه فى مصر ويعبر عن مشاكلهم وطموحاتهم وامالهم »

ابحث

عدد زيارات الموقع

246,529