الجغرافي الأسيوطي الصغير

"ان السياسة هي بنت التاريخ، والتاريخ هو ابن الجغرافيا، والجغرافيا لا تتغير"إهداء الى روح جمال حمدان

 يسعدنى أن أقدم لكم موجزاً عن رسالة للدكتوراة فى مجال الجيومورفولوجيا والتى  بعنوان چيومورفولوچية السهل الساحلى والإقليم الجبلى فيما بين راس بكر ورأس الدب - غرب خليج السويس والتى أشرف عليها أ.د/ السيد الحسينى ود/كريم مصلح وارجو لكم الاستفادة
تناولت الدراسة چيومورفولوچية السهل الساحلى والإقليم الجبلى فيما بين راس بكر ورأس الدب على الساحل الغربى لخليج السويس ، وتشغل منطقة الدراسة مساحة تقدر بنحو 3754كم2 ، وتحتوى على العديد من الظاهرات الچيومورفولوچية التى جعلت منها منطقة مميزة فى خصائصها وسماتها عن المناطق المحيطة بها وتتمثل أهم هذه الخصائص فيما يلى :-
1- يتألف العمود الچيولوچى لصخور المنطقة من الصخور النارية التى ترجع إلى الزمن الأركى ، وتظهر تلك الصخور فى القسم الغربى من المنطقة حيث تشغل نحو 34.7% من إجمالى مساحتها ،بينما تشغل الصخور الرسوبية التى تنتمى لعصور چيولوچية مختلفة بدايةً من العصر الكمبرى الأسفل وحتى الهولوسين القسم الشرقى منها ، وتعد تكوينات الزمن الرابع من أوسع التكوينات الچيولوچية انتشاراً فى المنطقة حيث تشغل مساحة تقدر بنحو 50.8% من إجمالى مساحتها ، وتتركز هذه التكوينات بصفة أساسية فى بطون الأودية ومنطقة السهل الساحلى.
وقد تأثرت معظم التكوينات الچيولوچية بحركات التصدع التى تعرضت لها المنطقة فى العصور الچيولوچية المختلفة ، خاصةً عصرى الأوليجوسين والميوسين ، والتى أدت إلى تكون أخدود خليج السويس والبحر الأحمر وارتفاع الحافة الجبلية الرئيسية فى المنطقة ، إلى جانب ظهور الصدوع كنمط تركيب رئيسى بها ، حيث بلغت أطوالها فى الاتجاهات المختلفة نحو 1513كم ، كما بلغت كثافتها نحو 0.4كم / كم2 ، وقد ساهمت تلك الصدوع فى توجيه العديد من خطوط التصريف بالمنطقة وتشكيل العديد من الكتل والحافات الجبلية ، بالإضافة إلى أن حركات الشد والضغط التى صاحبت تلك الصدوع قد ساعدت على نشأة مجموعة من الفواصل وانبثاق التداخلات النارية فى الصخر .
وقد مرت المنطقة بمراحل عديدة وطويلة من التطور الچيولوچى منذ بداية العصر الكمبرى وحتى عصر البلايوسين ، حيث تعرضت لطغيان البحر وانحساره ، إلى جانب حركات الرفع والتصدع وانبثاق التدخلات النارية ونشاط عوامل التعرية الذى تسبب فى حدوث فجوات أو أسطح انفصال فى السجل الترسيبى للمنطقة ، والتى بدأت تأخذ شكلاً قريباً من شكلها الحالى منذ أواخر عصر الأوليجوسين ، واكتمل مظهرها المورفولوچى العام عقب انحسار البحر البلايوسينى ، كما تكونت معظم الظاهرات الچيومورفولوچية بها أثناء عصر البلايستوسين .
2-أوضحت دراسة القطاعات التضاريسية والانحدار والتضرس أن المنطقة تنقسم إلى ثلاث نطاقات هى نطاق السهل الساحلى ويشغل نحو 28.65% من جملة مساحة المنطقة ونطاق أقدام الجبال ويشغل 24.8% ، ثم النطاق الجبلى الذى يشغل نحو 46.55%.
كما أظهرت دراسة المنحنى الهبسومترى أن المنطقة قد دخلت إلى مرحلة الشيخوخة حيث بلغت قيمة تكامل المنحنى نحو0.25 ، مما يشير إلا أن عوامل التعرية قد أزالت نحو 75% من صخور المنطقة.
3- أوضحت دراسة عناصر المناخ أن المنطقة تقع ضمن الأقاليم الجافة حسب مقياس دى مارتون للجفاف ، وهو ما يعكسه ارتفاع درجات الحرارة فى معظم شهور السنة ، وكبر المدى الحرارى وارتفاع قيم أو معدلات التبخر ، وانخفاض كمية المطر ، مع عدم إغفال دور العنصر الأخير فى نشأة الأودية وشبكة التصريف فى المنطقة ، وما يرتبط بها من ظاهرات چيومورفولوچية أثناء الفترات المطيرة التى شهدتها المنطقة فى العصور الچيولوچية المختلفة .
4- أظهر التحليل المورفومترى لمنحدرات المنطقة عدم انتظام التوزيع التكرارى لزوايا الانحدار وتعدد منواله ، وهى سمة تميز هذا التوزيع فى منحدرات المناطق الجافة وشبه الجافة ، كما تميز التوزيع بوجود بعض الزوايا الشائعة التى تضم نسب كبيرة من أطوال المنحدرات والتى يعد أهمها الزوايا صفر ،1ْ،2ْ،3ْ،4ْ،5ْ،8ْ،35ْ،90ْ.
وتتسم المنحدرات بوجهٍ عامٍ بسيادة نمط الانحدارات الخفيفة والمتوسطة والتى تضم نحو (38%) من جملة منحدرات الحافة الجبلية ، ونحو (42.7%) من جملة أطوال منحدرات جوانب الأودية ، كما تتسم تلك المنحدرات أيضاً بأنها تنقسم تبعاً لدرجات تقوسها إلى ثلاث مجموعات وهى مجموعة العناصر المقعرة ومجموعة العناصر المحدبة ومجموعة الأجزاء المستقيمة ، وتتفوق أطوال المسافات الأرضية المقعرة على نظيرتها المحدبة ، مما يعنى سيادة الشكل المقعر على منحدرات المنطقة بشكلٍ عامٍ، ويدل على أن المياه الجارية تعد المسئول الأول عن تشكيل المنحدرات.
وتأخذ المنحدرات فى المنطقة عدة أشكال يعد من أهمها المنحدرات المحدبة المقعرة ، ومنحدرات الجروف المقعرة والمنحدرات شبه السلمية والمنحدرات المستقيمة ، كما يرتبط بها العديد من الظاهرات الدقيقة مثل ومخروطات الهشيم والكتل الساقطة،وتعد هذه الأشكال انعكاساً لدور المياه الجارية وقدرتها على عمليات التشكيل ، إلى جانب عمليات التجوية والتساقط الصخرى، وقد ساعدت الصدوع ونظم الفواصل إلى حدٍ كبيرٍ على نشاط تلك العمليات لا سيما أثناء الفترات المطيرة .
5- أظهرت دراسة الخصائص المورفومترية لأحواض التصريف فى المنطقة (تسعة أحواض)، ميل نسبة كبيرة من الأحواض إلى الاستطالة وابتعادها عن الاستدارة ، كما أن أغلبها غير منتظم الشكل ويبتعد عن الشكل المنبعج ، إلى جانب انخفاض قيم معدل التضرس فى الأحواض الكبيرة المساحة والطول والأحواض التى تتسم بضعف تضاريسها المحلية والحوضية ، وهى الأحواض التى تنخفض بها أيضاً قيم درجة الوعورة ، ويعد حوض وادى دارة وحوض وادى أبو حاد أكثر الأحواض تقدماً فى المرحلة العمرية تبعاً لخصائصهما المورفومترية وقيم التكامل الهبسومترى والرقم الچيومترى .
6- بلغ إجمالى أعداد المجارى فى أحواض المنطقة نحو 90172 مجرى تركز أغلبها فى الرتبتين الأولى والثانية (95.3%) ، كما بلغت أطوالها نحو 30788.7كم ، وقد تركزت نسبة كبيرة من تلك الأطوال فى حوضى دارة وأبو حاد (66.4%)، وتكاد تنطبق قوانين هورتون التى تحكم العلاقة بين المتغيرات المختلفة على أعداد وأطوال المجارى مع وجود بعض الاختلافات الطفيفة التى تعد انعكاسا للسمات البنيوية والاختلافات الهيدرولوچية والليثولوچية ..وغيرها .
وقد بلغت كثافة التصريف فى المنطقة نحو 8.5كم /كم2 ، وترتفع كثافة التصريف نسبياً فى الأحواض التى تنبع أو تخترق الحافة الجبلية ، بالمقارنة بأحواض التصريف التى تنبع من نطاق أقدام الجبال وتلال السهل الساحلى لأسباب تتعلق بضعف الانحدار والتضاريس المحلية وانتشار الرواسب المفككة فى هذين النطاقين ، وقد أتضح أن المجارى تتبع الانحدار العام لسطح المنطقة ، وتتمشى نسبة كبيرة من أطوالها مع خطوط الصدوع التى تأخذ الاتجاه الشمالى الغربى – الجنوبى الشرقى ، والاتجاه الشمالى الشرقى / الجنوبى الغربى ، والاتجاه الشرقى / الغربى ، وهى الاتجاهات الرئيسية للصدوع فى المنطقة ، كما اتضح أن المسافات بين تلك المجارى تتناسب تناسباً طردياً مع الرتبة النهرية .
وقد أظهرت دراسة أنماط التصريف أن النمط الشجرى هو النمط السائد فى أحواض المنطقة ،بالإضافة إلى بعض الأنماط الثانوية الأخرى مثل النمط الريشى والاشعاعى والمركزى والمعقوف والمضفر والمستطيل والتى تعد انعكساً للاختلافات الليثولوچية والبنيوية .
7- أوضحت دراسة القطاعات العرضية للأودية أنها تتميز بعدم التماثل واختلاف أشكالها التى تراوحت بين شكل حرف ( V) فى الأجزاء العليا من الأودية ، وشكل حرف ( U) المنفرج الزوايا فى القطاعات الوسطى والدنيا منها ، وتعد المدرجات النهرية من أهم الظاهرات الچيومورفولوچية التى ارتبطت بتلك القطاعات ، وقد أمكن تسجيل ستة مناسيب من هذه المدرجات فى أرجاء المنطقة المختلفة ، يقع أعلاها على ارتفاع 30 متراً ، فى حين يقع أدناها على ارتفاع 1 – 1.5 متراً ، وقد تميزت رواسبها بالخشونة وسوء التصنيف وقلة الاستدارة وسيادة الشكل القرصى؛ وترجع تلك المدرجات فى نشأتها إلى التغيرات المناخية وتذبذب مستوى سطح البحر ، وقد تم الربط بينها وبين بعض الأرصفة البحرية من حيث النشأة والتشكيل .
8- أظهرت دراسة القطاعات الطولية للأودية أنها تبدو مقعرة بشكلٍ عامٍ ، كما أنها تتميز بعدم الانتظام الناجم عن وجود بعض نقط تغير الانحدار المرتبطة بالتراكيب الچيولوچية وبعض الظروف المحلية داخل المجارى ، وتعد المراوح الفيضية من أبرز الظاهرات المرتبطة بهذه القطاعات ، وتشير دراسة تلك المراوح إلى اختلاف خصائصها المورفومترية وخصائص رواسبها الحجمية والشكلية تبعاً لاختلاف خصائص الأودية التى أرسبتها ، وقد ارتبطت هذه المراوح فى نشأتها بالتغيرات المناخية التى شهدتها المنطقة خلال عصر البلايستوسين ، والتى انعكست آثارها أيضاً على نشأة بعض الظاهرات الدقيقة المرتبطة بأسطح المراوح.
9- أظهرت دراسة أنماط المجارى فى المنطقة وجود ثلاثة أنماط هى النمط المستقيم والنمط المتعرج والنمط المتشعب ، والتى لا يوجد منها نمط واحد يميز مجرى أحد الأودية من المنبع إلى المصب ، بل تصف هذه الأنماط قطاعات معينة من المجارى ، ويرتبط ذلك باختلاف الخصائص الليثولوچية والتراكيب الچيولوچية وخصائص السطح وانحداره ، إلى جانب الخصائص المورفومترية والهيدرولوچية لأحواض التصريف.
10- اتضح من دراسة أعالى شبكات التصريف فى المنطقة وجود بعض حالات الأسر النهرى لصالح أودية المنطقة ، وهو من نوع الأسر بالجملة ، ومن أبرز هذه الحالات تلك التى توجد بين وادى أبو حاد والأودية المتجهة إلى وادى النيل والأقاليم المحيطة بالمنطقة ، إلى جانب عملية الأسر التى تمت بين روافد أعالى وادى دارة وروافد وادى قنا .
11- أظهرت دراسة عوامل التشكيل البحرية ضعف هذه العوامل على سواحل المنطقة بشكلٍ عام ، وميلها إلى عمليات الإرساب أكثر منها للنحت ، ويرتبط ذلك بخصائص خليج السويس ، ووجود الأطر المرجانية وضحولة المياه أمام خط الساحل ، والذى يمتد فى اتجاه شمالى غربى / جنوبى شرقى بطول 60 كم ، ويتميز باستقامته وقلة تعرجه بسبب النشأة الصدعية للساحل.
12- تعد الشواطئ بأنواعها من أهم ظاهرات الإرساب المرتبطة بخط الساحل ، كما تعد الشواطئ الرملية هى أكثر الأنواع شيوعاً حيث تشغل نحو 55% من إجمالى طول خط الساحل ، وتتسم عموماً بقلة اتساعها وضعف انحدارها ، وسيادة الأحجام المتوسطة على رواسبها ، أما الشواطئ الحصوية فهى تظهر فى مواضع محددة من خط الساحل وترتبط فى أغلبها بالمناطق المواجهة لمصبات الأودية .
هذا ، وتعد رؤوس غارب وفنار والمرجان وشقير والاستراحة والأمل والدب من أهم الرؤوس البحرية المرتبطة بعمليات النحت على ساحل المنطقة ، وتتباين تلك الرؤوس فى خصائصها المورفومترية والشكلية تبعاً لعدة عوامل تتعلق بالاختلافات الليثولوجية والبنيوية وخصائص خط الساحل ، والمدى الذى تعرضت خلاله لعمليات النحت.
كما يتميز خط الساحل بوجود ظاهرة الجروف البحرية التى تظهر فى نحو 25% من إجمالى أطوال خط الساحل ، ومعظمها منخفض المنسوب ، ويعانى من فعل التعرية البحرية إلى جانب عمليات التفكك والتحلل ، وتسود الانحدارات الخفيفة والمستوية على منحدراتها ، كما ترتبط بها بعض الظاهرات الچيومورفولوچية التى يعد أهمها الكهوف والفجوات والأسقف المعلقة وأرصفة النحت البحرى والمسلات البحرية.
13- تعد النباك من أهم أشكال الإرساب الهوائى فى منطقة السهل الساحلى ، حيث تظهر بالقرب من خط الساحل وحول هوامش السبخات والقطاعات الدنيا من مجارى الأودية ، وهى المواضع التى يتوافر بها قدر من الرطوبة يسمح بنمو النباتات التى تتجمع حولها الرمال ، وتشغل تلك النباك مساحة صغيرة من سطح المنطقة (0.8%) ، بدرجة يمكن معها القول أن تأثير الرياح فى تشكيل سطح المنطقة يعد محدوداً بالمقارنة مع عوامل التشكيل الأخرى .
14- تعد سبخة الملاحة من أهم الظاهرات الچيومورفولوچية على سطح السهل الساحلى ، وهى سبخة داخلية تبلغ مساحتها نحو79 كم2 (2.1% من مساحة المنطقة) ، وترتبط بها بعض الظاهرات الدقيقة الناجمة عن تتابع عمليات الترطيب والتجفيف للسطح ، والتى تتمثل فى المضلعات الملحية والتنهدات الملحية والأقماع أو القباب الملحية .
15- أمكن التعرف على أربعة مناسيب من الأرصفة البحرية حول سواحل المنطقة ، يقع أعلاها على منسوب 55- 60 متراً ، فى حين يقع أدناه على منسوب 2.5 – 4 متراً ، ويعد وجود تلك الأرصفة دليلاً على تذبذب مستوى سطح البحر خلال الزمن الرابع نتيجةً لما طرأ عليه من تغيرات مناخية وحركات تكتونية .
16-أظهرت دراسة الجوانب التطبيقية أن المنطقة عرضة لبعض الأخطار الچيومورفولوچية التى يعد أهمها التجوية الملحية والسيول والتساقط الصخرى ونحت الأمواج ، والتى تهدد مظاهر النشاط البشرى فى السهل الساحلى وبالقرب من خط الساحل ، وتعد مدينة غارب من أكثر المناطق تعرضاً لهذه الأخطار نظراً لامتدادها فى مصب وادى أبو حاد ، واقترابها من أحد المصادر الهامة للملوحة فى المنطقة ، وامتداد أجزاء من كتلتها السكنية بالقرب من خط الساحل .
17- تمتلك منطقة الدراسة العديد من المقومات الطبيعية التى تجعلها بيئة مناسبة لممارسة عدة أنشطة اقتصادية بجانب استخراج البترول مثل الزراعة والسياحة والصيد وبعض الصناعات البسيطة التى تخدم المنطقة وتعتمد على معطياتها .

المصدر: الجغرافيون العرب http://www.arabgeographers.net/vb/showthread.php?t=4399
  • Currently 165/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
56 تصويتات / 1976 مشاهدة
نشرت فى 19 أكتوبر 2009 بواسطة hysam

هيثم محمد ثابت

hysam
مهندس مساحة وخرائط وصحفي وإعلامي مصري من مواليد مركز الغنايم بمحافظة أسيوط باحث بمرحلة الماجستير شعبة المساحة والخرائط بقسم الجغرافيا بكلية الآداب جامعة أسيوط وأمين م اتحاد طلاب كلية الاداب جامعة أسيوط لعام 2012 والطالب المثالي بكلية الآداب جامعة أسيوط :2012:2010 »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,330,577

مواقع تهمك

   

TvQuran

TvQuran

TvQuran

TvQuran

TvQuran

TvQuran

أنت قادم من : <! > // -->


خريطة زوار الموقع الآن