ما يقصد بالجغرافيا البيئية فهي البيئة التي يعيش فيها كل الأحياء فوق الأرض وتشمل الجغرافيا البشرية والجغرافيا السكانية والجغرافيا الاقتصادية والجغرافيا المكانية والتأثيرات المتبادلة بين الناس وبيئاتهم ومدي تأثر الأحياء بالبيئة من حولهم وبالمناخ والجو المحيط بهم وبأنماط الحياة فيها من زراعة وصناعة وتجارة وثقافات أيضا لهذا نجد أن البيئة تتأثر بالتركيب الجغرافي و الديموجرافي للمجتمعات مما جعل الأرض عالما واحدا من الطبيعة والإنسان يتأثر بعضهما ببعض و يتفاعل معها داخل منظومة الأرض والحياة وضمن الوحدة الجغرافية العالمية التي تظهر فيها الاعتماد المشترك والعمل المتبادل فكوننا في قشرته الأرضية اختلاف بين في سطحها وفي تكوينها الجيولوجي وفوقها نري اختلافا في المناخ و في أجزاء مختلفة بسبب حركة الأرض بالنسبة للشمس وهذا الاختلاف يؤثر في البيئة تأثيرا مباشرا بل ويؤثر علي منظومة الحياة بها والمناخ العالمي يرتبط بالمناخات الإقليمية ارتباطا وثيقا بسبب الرياح و التيارات المائية في البحار والمحيطات مما يجعل له تأثيره علي العواصف والجفاف والفيضانات والسيول والزراعة وعلي الأحياء أيضا في بيئاتها فالإنسان مرهون ببيئته بل ومرتبط بها ارتباطا وثيقا لو أختل هذا الترابط اختلت موازين البشر واعتلت صحتهم وانتابهم الأسقام والأوجاع والأمراض المزمنة لهذا حفاظه علي البيئة فيه حفاظ له وللأجيال من بعده بما يحمله من موروث جيني ورث له من أسلافه وتوارثت معه الأحياء مورثاتها منذ ملايين السنين وحافظت لنا البيئة علي هذه المورثات و حملتها أجيال تعاقبت وراءها أجيال حتى آلت إلينا ومع تطور وسائل النقل والمواصلات والاتصالات تحققت للإنسان العلاقات الاقتصادية المتبادلة بعدما كان يعيش في مناطق منعزلة أو متباعدة فمع هذا التطور تحققت الوحدة الاقتصادية والبيئية وظهر مفهوم التنسيق التعويضي بين الدول من خلال تبادل أو شراء السلع والمحاصيل والتقنيات والمواد الخام والثروات الطبيعية لهذا نجد المجاعات العالمية قد تكون لأسباب اقتصادية أو سياسية تؤدي في كثير من الأحيان إلى الحروب حيث يعزف الفلاحون عن زراعة أراضيهم مما يقلل الإنتاج الزراعي والحيواني أو ينصرف العمال عن مصانعهم المستهدفة مما يقلل الإنتاج الصناعي وهذا التوقف النشاطي الزراعي والصناعي يؤثر في الأقاليم التي تدور بها الحرب أولا أو علي العالم بأسره كما في الحروب العالمية كما يؤثر علي حركة التجارة العالمية وهذا بسبب سياسي لأن بعض الدول تتعرض نتيجة الحروب الأهلية أو الإقليمية أو العالمية للحصار أو يمنع عنها وصول الطعام و تستنفد مخزونها منه كما حدث في بريطانيا بالحرب العالمية الثانية رغم وفرة إنتاجه في مستعمراتها ولم تقم على استيراده بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية مما عرضها وعرض أوربا للمجاعة لأن السفن والشاحنات وخطوط السكك الحديدية والموانئ كانت تقصف كما أدت النفقات الباهظة علي الحرب إلى العجز في ميزان الدول المتحاربة مما جعلها لا تقوي علي شراء الطعام من مصادره كما أن الجفاف الغير عادي الذي يجتاح مناطق من الأرض وبشكل متلاحق نتيجة التغير في الظروف المناخية يولد القحط والمجاعة مما يقلل إنتاجية القمح والأرز والشعير و الذرة في مناطق الإنتاج الشاسعة علي فترات متتابعة وهذه الحبوب يعيش عليها الإنسان والحيوان.
<!-- / message --> المصدر: الجغرافيون العرب
http://www.arabgeographers.net/vb/showthread.php?t=5376
نشرت فى 9 فبراير 2010
بواسطة hysam
هيثم محمد ثابت
مهندس مساحة وخرائط وصحفي وإعلامي مصري من مواليد مركز الغنايم بمحافظة أسيوط باحث بمرحلة الماجستير شعبة المساحة والخرائط بقسم الجغرافيا بكلية الآداب جامعة أسيوط وأمين م اتحاد طلاب كلية الاداب جامعة أسيوط لعام 2012 والطالب المثالي بكلية الآداب جامعة أسيوط :2012:2010 »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
1,326,075