من المؤلم حقا أن ترى كل فجر جديد وأثناء ذهابك لعملك ، طوابير المرضى أمام شبابيك التذاكر بالمراكز الطبية والمستشفيات الجامعية ، يقومون بحجز موعد للكشف ، طوابير طويلة وإزدحام شديد يصل لحد التطاول والتشابك بالأيدى من أجل الحصول على التذكرة ، وكلما زادات تكلفة المرض بالقطاع الخاص زاد الإقبال على المراكز الطبية والمستشفيات الحكومية ، والتي ما زالت تعد ملاذا آمنا لمحدودى الدخل وهم السواد الأعظم من هذه الفئة المترددة على هذه الأماكن ، وإن كانت المشكلة تحل بمجرد الحصول على التذكرة بعد هذا الجهد والدخول للكشف ، والأشد إيلاما أن معظم المرضى يصابون بالصدمة بعد هذا الجهد الجهيد في الحصول على التذكرة ، يحصل على موعد لشهر أولبضعة أشهر للدخول لمجرد الكشف فقط ولا شيء أخر !!، أي هناك مسافة بينية أو فترة أو فجوة إنتظار بين تاريخ طلبه للتذكرة وتاريخ الحجز تصل لشهر أو لبضعة أشهر، وكأن طوابير الإنتظار إنتقلت وتحولت من أمام الشباك إلى صفحات مرقمة ومسلسلة بدفاترأو مواقع إلكترونية لا أكثر ، وتزداد المشكلة في إشكالها حالة وجود مركز طبى حكومي – يكاد أن يكون وحيدا وفريدا - متخصص في مرض ما ، وإن كان هذا الوضع له ما يبرره بصورة ظاهرية ، كزيادة الإقبال على الجهات الأرخص نسبيا أمام توغل وتغول تكلفة المرض في المراكز الطبية والمستشفيات الخاصة ، إلا أن الأمر من الناحية الموضوعية يحتاج إلى شيء من التنظيم من قبل الإدارات العليا بالمراكز الطبية والمستشفيات الحكومية ، والتوافر على دراسة هذه الظاهر من الزحام وطوابير الإنتظار في الحصول على تذكرة للكشف بها ، كى يتم معرفة العوامل المؤثرة فيها والمتغيرات التي تحكمها ، والعمل عليها للوصول إلى حل لهذه الطوابير والتي لا تتفق مع كرامة الإنسان ، وتوفير أبسط حقوقه كى يطمئن على صحته .
عدد زيارات الموقع