الاتجار بالأطفال يعد من الأمور الصعبة التي تشكل صدمة أمام تحقيق حقوق الإنسان فهؤلاء يجدون أن عالمهم قد انقلب رأساً على عقب ، فكيف يكون الذين يجب أن يحموهم هم أنفسهم الذين يتاجرون بهم , فهذا قد يحصل من قريب مقرب أو صديق , ومما يجعل الصدمة عليهم اكبر، فهناك أباء باعوا بناتهم لتجارة الرقيق ، وهناك أزواج تخلصوا من زوجاتهم بالبيع ولان هذا الإيذاء يحصل في المكان الذي يعيش فيه الطفل ويتعلم ويلعب وفي أماكن يألفها كالبيت والمدرسة والتي يمكن أن تصبح أماكن ممنوعة وخطرة وفي الوقت نفسه هناك الملايين من الأطفال في العالم يتم استغلالهم والاتجار بهم حيث يباعون ويشترون كالعبيد , ويضعون في مواقف شائنة فالإجبار على الزواج والبغاء وإباحية الأطفال .
ويعاني الكثير منهم ضرراً كبيراً وقد يكون هذا الضرر في اغلب الأحيان دائماً , ويكون تطورهم النفسي والعاطفي معرضاً للخطر ونظرتهم إلي أنفسهم ومجتمعهم مشوهة ويشوبها عدم الثقة .
ويعاني أيضا هؤلاء الأطفال من الاضطراب في الصحة النفسية فهم يعيشون في ظروف سيئة بصورة كبيرة حيث يعانون من العنف , والمخدرات ومخاطر الإصابة ( بالإيدز) مما يؤدي إلي زيادة معاناتهم النفسية والعقلية والعاطفية والجسمية .
وقد يؤدي هذا بهم في النهاية إلي الاكتئاب والعزلة عن المجتمع والرغبة في الانتقام من هذا المجتمع الذي أوصله إلي هذه النهاية المتردية وبوسع هؤلاء الأطفال الذين تم استغلالهم من قبل المتاجرين والإيقاع بهم في براثن الرذيلة أن يتحولوا نتيجة للضغوط النفسية إلي مجرمين يحاولون الإيقاع بمن حولهم(1).
<!--[if !supportFootnotes]-->
<!--[endif]-->
(1) المراد , محمد فضل : تجريم الاتجار بالأطفال واستغلالهم في الشريعة الإسلامية , ندوة مكافحة الاتجار بالأشخاص والأعضاء البشرية , جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية , الرياض , 2004 , ص ص 60-62.
ساحة النقاش