التنشئة التربوية هي عملية إدماج الطفل في الإطار الثقافي العام عن طريق إدخال التراث الثقافي في تكوينه و توريثه  إياه  معتمدا بتعليمه طريق السلوك في المحيط الذي يعيش فيه ، و ينتسب إليه و تدريبه على طريق التفكير السائدة فيه وغرس المعتقدات الشائعة في نفسه فينشأ منذ طفولته في جو مليء بهذه الأفكار والمعتقدات والأساليب . 

و معنى ذلك إن التنشئة التربوية في جوهرها عملية تربية وتعليم ترتكز على ضبط سلوك الطفل بالثواب والعقاب و كفه عن الأعمال التي لا يقبلها المجتمع ، وتشجيعه على ما يرضاه منها حتى يكون متواضعا مع المجتمع الذي يعيش فيه .

و في ذلك يقول عالم الاجتماع { أميل دور كايم } " إن التربية تنحصر في ذلك المجهود المتواصل الذي نرمي به إلى أخذ الطفل بألوان من الفكر و العاطفة  و السلوك التي ما كان يستطيع الوصول إليها لو ترك وشأنه ، وأداة ذلك – أننا نضطره منذ حداثة سنه إلى الأكل والشرب والنوم في ساعات معينة ، ونوجب عليه النظافة والهدوء والطاعة ، ثم نوجهه نحو التعليم  ، و مراعاة حقوق الغير واحترام العادات والتقاليد والعمل ، وغير ذلك من الأمور

فعملية التنشئة التربوية هذه تبدأ من المهد وتقوم بها الأسرة و المربون كممثلين للثقافة و كوسطاء لها  ، وهي تهدف دائما لمساعدة الطفل على أن يندمج في الثقافة وتمثيلها في شخصيته ، فهي إذن وسيلة الثقافة في تشكيل الشخصية الإنسانية وصياغتها . 

والسؤال الذي  يطرح  نفسه  هنا  هو  ما أثر  التنشئة  التربوية في حياة الطفل الكفيف ...؟؟؟؟

و للإجابة على هذا السؤال الهام لا بد أن نتطرق إلى :-

ردود الأفعال الأولى للأسرة نحو الطفل الكفيف

وذلك يعني أنه ستأخذ العلاقات الطبيعية للأسرة إزاء الطفل الكفيف مجراها الطبيعي أم ستنحرف إزاء وجود ظاهرة الإعاقة البصرية عند الطفل  ؟

إن الدراسات والبحوث لحالات عديدة اشرف عليها ( بيريه هنري ) للمكفوفين في فرنسا أكدت  انه عند تعامل الأسرة طفلها الكفيف كطفل وليس كطفل كفيف ، تختفي  المشاكل ، فالطفل الكفيف هو قبل كل شيء طفل ينمو نمواً طبيعياً ، وعندما يشعر بشعور الأمن والطمأنينة خلال علاقات المحبة والعطف من جانب الأسرة التي تتقبله كما هو ، ولكن تبدأ المشكلة في الظهور ولاسيما عندما يكون الوالدان غير مستعدين لتقبل الإعاقة البصرية كحقيقة واقعية والتي ربما تكون مصدر إزعاج في حياة الأسرة إذا يؤثر عليها كصدمة نخلف ورائها مشاعر وإحساسات سلبية تكون بمثابة قاعدة اجتماعية تشكل إراديا ولا إراديا سلوك الأم تجاه طفلها الرضيع وهذا يؤدي بدوره إلى عصبية الأم والتي يحتمل أن تتنقل بالتالي إلى رضيعها فيصبح هو أيضا عصبياً وهذا يستلزم منها أن تكون في حالة نفسية هادئة أثناء الرضاعة وأنه من جسيم الخطر أن ترفع وليدها وهي حزينة باكية أو ساخطة أو ناقمة لتشعره أنها معه بعواطفها وحبها وحنانها إلى جانب تلبية حاجاته الأولية .

كذلك فمن المهم أن تعد الأسرة تربوياً وثقافياً لتقبل ظاهرة الإعاقة البصرية ويتسع نطاق هذا الإعداد ليشمل أفراد البيئة الإنسانية التي تدخل في مجال الكفيف مثل الأقارب والمعارف والأصدقاء.

المصدر: لطفي بركات أحمد – تربية المعوقين في الوطن العربي

ساحة النقاش

نور الفجر

hudaenshasy
موقع يهتم برعاية او تاهيل لمكفوفين في المجال التربوى تقدمه هدى الانشاصى اخصائي نفسي اكلينيكي بالتربية و التعليم مسؤل دعم فني جودة بادارة النزهة التعليمية عضو مجلس ادارة اتحاد رعاية هيئات ذوى الاعاقة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

199,462