تعد المدارس على مر العصور قديما وحديثا من أهم المؤسسات والوسائل الفعالة التي تلعب دوراً هاماً في تحقيق كيان الأمة الاقتصادي والثقافي وكفايته الإنتاجية ويزداد أثرها فعالية كلما زادت العناية بالتلاميذ، خصوصا من الناحية الصحية ،والتي تبدو في مجموع الخدمات الصحية المدرسية التي تقدم لطلاب المدارس ، والتي تمثل الركيزة الأساسية لإعداد مجتمع صحيح معافٍ من الإعاقات البدنية أو النفسية أو العقلية ولتفادي التأخر الدراسي الذي يؤثر على التحصيل العلمي والذي ينعكس بدوره على المجتمع ومواكبة التقدم العلمي الحديث،وتشمل في مجملها الخدمات الوقائية والعلاجية والتأهيلية كما هو الحال في خدمات مراكز الرعاية الصحية الأولية . وتهدف برامج التربية الصحية المدرسية إلي تزويد التلاميذ بخبرات تعليمية الغرض منها التأثير في معارفهم واتجاهاتهم وأوجه سلوكهم المتعلقة بصحة الفرد والجماعة، وكذلك توفير الرعاية الصحية للتلاميذ من حيث تقويم صحة التلاميذ، ومتابعتها، والوقاية من الأمراض المعدية ومكافحتها والرعاية المناسبة في حالة الطوارئ والإسعافات الأولية، و تقديم الرعاية للتلاميذ المعوقين باختلاف إعاقتهم ولذلك كان لزاما على المدارس القيام ببعض الإجراءات الصحية خلال تواجد الطفل بها. وذلك للأسباب التي أوردها العديد من الباحثين على النحو التالي:
1- إن السن المدرسي يعتبر السن المناسب لرعاية المجتمعات جيلاً بعد جيل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ،حيث يمكن خلال تلك الفترة تقديم أكبر قدر من الصحة الوقائية واكتشاف الأمراض والعيوب والانحرافات الجسمية والاططرابات النفسية وتحديد المشكلات الصحية ،ويسهل بالتالي تلافيها ،وعلاجها في وقت مبكر.
2- يسهل في السن المدرسي أيضاً ترسيخ واكتساب العادات الصحية السليمة ،وتكوين الوعي الصحي بالمشكلات الصحية.
3- تتميز فترة السن المدرسية بالنمو والتطور السريع بدنيا ونفسياً واجتماعياً.
4- يتعرض الطفل في مرحلة الدراسة إلى كثير من المشكلات والضغوط الاجتماعية، كالتنافس في ساحات اللعب وحجرات الدراسة، وقد يترتب على هذا انطوائية الطفل أو لجوئه إلى النشاط العدواني.
5- انتشار الكثير من العادات السيئة لدى الأطفال مثل عدم غسل الأيدي قبل تناول الطعام ،وبعد قضاء الحاجة، وتناول المأكولات التي تسقط على الأرض دون التأكد من سلامتها ،وتبادل اللعب ،والبصق على الأرض و غيرها من العادات السيئة التي تكون سبباً في انتشار الأمراض.
6- التربية الصحية المدرسية تساعد التلميذ على اكتساب السلوك الصحي السليم ،وقد يساعد هذا على التأثير على أسرته الحالية أو المستقبلية.
7- تمتع التلاميذ بالصحة الجيدة عامل مهم في مساعدتهم على التعلم واكتساب المعلومات والمهارات والخبرات التعليمية التي تهيؤها المدرسة.
8- الأطفال في سن المدرسة أو قبله في أشد الحاجة إلى الرعاية الصحية من البالغين، وعلى ذلك اعتبرت هذه الفئة من السكان طمن الفئات الحساسة التي تتأثر صحتها ببعض العوامل الاجتماعية :كالفقر، والجهل ، وسوء التغذية ، أو ببعض العوامل البيئية : كالمسكن غير صحي أو غير المناسب .
9- لازدحام الفصول الدراسية أطرار لا تخفى على أحد خاصة إذا كانت سيئة التهوية.
10- التقاء الأطفال يعرطهم إلى مخاطر الأمراض المعدية.
الخدمات الصحية المدرسية:
يمكن حصر الخدمات الصحية المدرسية في الجوانب الهامة التالية:
الفحص المبدئي:
ويشمل فحص إكلينيكي عام عند دخول المدرسة ، يقوم به الفريق الصحي للتعرف على الحالة الصحية للتلاميذ والتأكد من لياقتهم عقلياً ونفسيا ، وذلك عن طريق ملاحظة مدى استجابة التلاميذ للرد على أسئلة الطبيب ،وقدرتهم على حل المشكلات، وكذلك لياقتهم بدنيا للاطمئنان على سلامة أجهزة الجسم بالفحص العام ليتسنى لهم الالتحاق بالمدرسة حتى يتم الفحص الشامل لاحقاً.
الفحوص الجماعية للطلبة:
كفحص البول والبراز والطفيليات ،وقياس نسبة الهيموجلوبين في الدم وغيرها ؛ والغرض من هذه الفحوص اكتشاف حالات الإصابة بالطفيليات وحالات الأنيميا بأنواعها.
الفحص الصحي الدوري الشامل:
وهي عملية تتم بصورة دورية ولها طابع تربوي، إذ أن من مسئولية الطبيب أن يوجه الطفل ووالديه بعدما يتم فحص الطفلوبيان نوع المرض وأسبابه ومتابعة ذلك ،وإعطاء الطفل ووالديه التعليمات الواجب إتباعها ،الأمر الذي يؤدي إلى جعل عملية الفحص الدوري عملية طبية وتربوية في آن واحد.
أهداف الفحص الدوري:
1- أن يكون سبباً في اكتشاف كثير من الأمراض في وقت مبكر حتى يسهل علاجها والشفاء منها بدلاً من تفاقمها مما يضر بالطفل طررًا بالغا،ً فإهمال أمراض العيون مثلاَ قد يؤدي بالطفل إلى العمى ،وإهمال الجرح قد يؤدي إلى بتر العضو المصاب،وهكذا فالفحص المبكر طرورة ملحة للحفاظ على الصحة.
2- دراسة التاريخ الصحي للطفل فيما يتعلق بأي أمراض سابقة أو تطعيمات أو لقاحات سابقة أو حوادث أو جراحات أجريت أو أي أمراض وراثية في العائلة ،لما يكون لكل هذا من أثر على الحالة الصحية في المستقبل.
3- اكتشاف الحالات المرطية المزمنة أو حالات العيوب الخلقية أو وجود إعاقات تستلزم رعاية خاصة.
4- تقويم المستوى الصحي للتلميذ والتلميذة واكتشاف الحالات المرطية وحالات النقص أو الانحراف ومواطن القوة والضعف.
الإجراءات العملية للوقاية من الأمراض في المدارس:
هناك عددًا من الإجراءات التي ينبغي توافرها في المدارس لكي نضمن عدم إصابة الأطفال بالأمراض الخطيرة التي قد تكون
سبباً في إعاقتهم بشكل أو بآخر. ومن بين هذه الإجراءات:
• وجود طبيب مقيم بالمدرسة أو يقوم بالإشراف على مجموعة من المدارس المتقاربة في حي واحد أو أكثر، وإذا تعذر هذا الأمر فيمكن أن يتم وطع ممرض أو ممرطة بالمدرسة للإشراف على العملية الصحية حتى يتم استدعاء الطبيب من مقر عمله في الحالات الطارئة و تفعيل المعزز الصحي في كل مدرسة ويكون الزامي.
• يجب فحص التلاميذ وعزل كل من تظهر عليه أعراض لأي أمراض معدية ،ويتم ذلك عند بدء كل عام دراسي.
• الاهتمام بوطع برنامج عملي دقيق في المدرسة لمنع أي تلميذ من التواجد بالمدرسة عند إصابته بمرض معدٍ حتى يتم الشفاء منه تمامًا، مع التزامه بإحضار ما يؤكد سلامته وعدم خطورة عودته إلى المدرسة من الجهة الطبية المسئولة.
• العمل على إجراء كشف طبي شامل يتسم بالمصداقية عند التحاق التلاميذ بالمدرسة للتأكد من خلوهم من الأمراض السارية والمعدية.
• الاهتمام بملاحظة الأطفال في الطوابير الصباحية أو في الفصول ،وسرعة عزل أي تلميذ تظهر عليه بعض الأعراض كطفح الجدري أو الأنفلونزا أو السعال خاصة إذا كان يشتبه إنها من الأمراض المعدية ،حتى يحضر الطبيب إلى المدرسة أو إرسال الطالب الى الوحدة المدرسية.
• فحص العاملين في المقاصف والمطاعم المدرسية ؛حتى يتم التأكد من خلوهم من الأمراض التي قد يسهل انتقالها إلى التلاميذ مع إعادة الفحص كل أربعة أشهر.
• مراعاة كثافة أعداد التلاميذ بالفصل الدراسي وحسن التهوية ،وأيضا الحافلات الخاصة بنقل التلاميذ والتلميذات.
• عمل بطاقة لكل تلميذ يتم فيها تسجيل بياناته بواسطة ولي أمره عن التاريخ الصحي له ؛ أي دراسة الحالة الصحية الماطية للتلميذ فيما يتعلق بأمراض سابقة أو تطعيم سابق أو حوادث أو إصابات أو جراحات كانت قد أجريت له أو أية أمراض وراثية في العائلة.
• الاهتمام بتطبيق الاختبارات النفسية والعقلية التي هدفها الأساسي يكمن في قياس مستوى ذكاء التلاميذ وسلوكهم وتوافقهم النفسي.
الرعاية الصحية في حالة الطوارئ والإسعافات الأولية بالمدارس:
1- وهي من أهم مسؤوليات المجتمع المدرسي ،وتقع على عاتق جميع العاملين بالمدرسة ومكوناتها الأساسية هي:
2- تعيين طبيب عام مقيم لكل مدرسة او مجموعة مدارس كلما أمكن ذلك وتفعيل دور المعزز الصحي.
3- إعداد غرفة إسعافات أولية في كل مدرسة في مكان مناسب معروف للجميع، ومزودة بالتجهيزات الضرورية، لاتخاذ الإجراءات الاسعافية الملائمة حيال الحالات المرطية الطارئة.
4- القيام بالرعاية الصحية السريعة والفعالة والإسعافات الأولية اللازمة لأي حالة طارئة قد تحدث لأي تلميذ أو تلميذة في المدرسة ،وفي هذا الصدد يجب أن يكون كل فرد من العاملين بالمدارس على دراية كافية بالإسعافات الأولية وكيفية مواجهة حالات الطوارئ.
5- إبلاغ الوحدة الصحية التابعة لها المدرسة ،وأولياء الأمور عند حدوث إصابة أو حادث حتى يمكنهم المشاركة في الرعاية واتخاذ الإجراءات السريعة في نقل المصاب إلى المنزل أو المستشفى إذا اقتضى الأمر ذلك.
6- عمل تثقيف صحي مستمر في كل مدرسة عن الامراض عموما و الاسعافات الاولية خصوصا
المصدر: د. ميساء محمد السويلم
استشارية طب و جراحة العيون
نشرت فى 10 يناير 2013
بواسطة hudaenshasy
نور الفجر
موقع يهتم برعاية او تاهيل لمكفوفين في المجال التربوى تقدمه هدى الانشاصى اخصائي نفسي اكلينيكي بالتربية و التعليم مسؤل دعم فني جودة بادارة النزهة التعليمية عضو مجلس ادارة اتحاد رعاية هيئات ذوى الاعاقة »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
216,748
ساحة النقاش