( .. )
مشكاة الروح
أيتها اللغة التي تقيم طقوسها
في شهقة أناملي الثملة
و وشوشات حنيني
تداعيْ في سرير الأغنيات
مهرة فينوسية الأجراس
حتى أرتشفك من مشكاة الغيب
رغوة انبجاسات زهرية
لا يستبيح بلورات نعومتها
مارد الفناء الطحلبي .
( 1 )
وشومٌ عربية
وحدها ألواح السحر
تعرف تعويذة وشامي البدوية
و تدرك أن كيمياء مهجتي
معجونة بندى الورد
و طين زيتونة عربية .
( 2 )
قدودٌ حلبية
أيتها اللغة التي تخترقني
سهماً كيوبيدياً
من وريدي إلى وريدي
تسافر قدود حلبية في نشيدي
لا تلفيني في وشاح شهرزاد
لا تصلبيني على ضفاف غوايتي
إني أنا المعلقة
بحواف خنجر شهريار
ما كنت لأطأ بحيرات النار
لولا أسماكها الملونة
اتقدت جذوات
في دمي .
( 3 )
كناري الروح
ما كنت يوماً شهرزاد
حتى أضيء للموت مواقيت الكرز
و أسيل فجراً فستقياً
في حكايات القناديل
إنما أنا المتدفقة من رفاتي
ضحكة شجن من شفاه الكمنجات
ارتشفت همسي من رضاب الشمس
كي يوقع كناري الروح
شدوه الفاكهي
في خصر الأغنيات !
( 4 )
أندلس الشوق
أيتها اللغة الكوكبية
كوني حديقتي المضاءة بفاكهة الأسئلة
ذريني أقطف من شجرك البابلي الهتافات
قناديل القباب الأموية
كي تقيم الحدائق المعلقة في جبيني
طقوس الشغف التي ارتدتني
أندلساً من أشواق .
( 5 )
فراشات طوق الحمامة
لقمرٍ أندلسيٍ انطفأ في قباء الروح
قد يكون أغمض جفنه في خواء الأمكنة
أو يكون أعار شامة خده
لبدوية أودعت أسرارها
لنبوءة الودع الذي طار أغنيات
و حط في النمش الفضي
لوجنات العاشقات
لعله في لوعة ريح الصبا
يقرأ ما قاله امرؤ القيس
في عيون حجازية
أو يتحسس دنتيلا قبلات
طارت من طوق الحمامة
و حطت على خدي
رذاذَ فراشات .
( 6 )
حيفا فستقة العودة
لوحة كنعانية تقرئني السلام
و حمام أخضر لا ينام
في بلورة رؤاي السماوية
في منتهى الرحيل المندس في جناح قُبَّرة
ينتف الجليل ريشات نكبته
تطير الخيام الموزعة في الشتات
و حيفا فستقة في كف عودة
تراود نايات دمها
في لحن بندقية
تشتهي أن تكتب ملاحمها
فجر حرية
كي يعمد الشهداء
أحياءهم
في نهر العودة .
( 7 )
خلاخل الشمس
أيْ غرناطة
كوني لي
أو اذبحيني بسيوف الذاكرة
لا تتركيني لعباءة الليل الشاحب
تعالي في ملاءة النهر اللبني
و غازلي الشمس كي تغمس خلاخلها
في بحيرة من مقامات الأصفهاني
ذريها تكتب قصتنا
بحبر رشته رموشها
في صفحات كتاب الأغاني .
( 8 )
تفاحة الغيب
أيتها اللغة الملائكية
كوني مدينةَ ثلجي و ناري
و احتلبي من تفاحة الغيب
ما به ترتدي الفصول عباءة العشب
و ما به أهادي من أحب
قصيدتي الماسية
حتى و إن كان نسي
موعدنا الذي طوته غيمة المساء .
( 9 )
مركبات الغيم الممكنة
لربما يذكرني في التماع عنبة
تغتسل بندى الصبح في صنعاء
أو لعل أغنية في هاتف محمول
لعابر سبيل في طنجة
توقد في زاوية قلبه
شمعة الذكرى
قد يراني في أسوار القيروان
قد يصادف عطري في ممرات خان الخليلي
قد أسافر فيه بعض الثواني
كي أعدو في مركبات الغيم الممكنة
و أضيء فوانيس الغياب
في أقواس الأزمنة .
ساحة النقاش