وطن الجياع
حتــَّام َ تنهشـك الذئابْ يا موطني الغالي ،
وتلطم وجهـك التـََعِبَ الحزين
ْ ريحُ المـذلّة ِ والعذابْ ؟!
حتـّام يُغرقكَ الظلامُ ،
وتلتقي صُوَرُ الخـرابْ في أفْقــِكَ الدامي
بأشباح المشانق والحِرابْ ؟!
أوّاه ِ ، يا وطنَ الجياعِ ِ ،
لئِن بَعُدْنا عن ثراكْ فقلوبنا
تبقى هنـاك أبداً ،
تكابد ما يكابده بنوك الصابرونْ
في ليل أقبية العذاب
وفي المنافي والسجون !
قلبي يحوم على قراك ْ
وعلى مدائـِنـكَ الكئيبة ،
حيث تبكي الأمَّـهاتْ أبنائَهُنَّ الراقدين
َ بلا شواهدَ في الفلاةْ !...
وتمرّ ُ بي صورٌ أليمه
فأرى ازقّتـك َ القديمة
وأرى صغاراً عاكفيـنَ على القمامةِ
يبحثون عن الفـُتاتْ ،
وحشودَ مرضى مجهدينْ
يمشون في ظلّ البنادق صامتين ،
مطأطِئـين
ْ وأرى دموعاً في عيون نسائِك المتسولاتْ !
... يا موطني ! ..
أنعود ، نحن النازحين ،
غداً إليـكْ
فنرى الحياةَ وقد ترقرق نُورها في مقلتيكْ
وصفتْ سماؤك َ ،
وانطوى زَمنُ البشاعة والخـرابْ
وخَلت مدارجُك الحبيبة من عصابات الذئاب ؟! __________
بيروت
8/10/2014