قصيدة بعنوان " هل يتركني و يرحلْ ...!

إكتشفتهُ ذاتَ يوم 
ذاتَ صباح مشمسٍ 
له نفسُ القامةِ 
نفسُ الحركاتِ 
يشربُ حين أشربْ 
يلعبُ حين ألعبْ 
و يغضبُ حين أغضبْ 
يتبعني كأني أنا 
خفتُ هربتُ بكيتُ 
حاولتُ أن أتخلص منه 
لكن أمي طمأنتني 
و أخبرتني 
أن الذي يتبعني ظلي 
لم أسألْ 
ما هو ... 
و لا من أين أقبلْ 
هل ولدَته أمي 
هل كان إحدى هدايا العقيقةِ 
تعودتُ عليه 
كالمعطف ألبسهُ 
في الشتاءِ أتركهُ 
في البيتِ أفضلْ 
خوفاً عليه من لسعةِ بردْ 
في الطريق ... 
يقلد كل أفعالي 
لكنني أنا اجهلْ 
إذا كانَ مثلي 
إذا خجلت يخجلْ 
إذا رأى الشمس 
إختفى خلف ظهري 
ليلاً أخلعهُ 
أتركهُ ينامُ ، و أنامْ 
ربما هو مثلي مُتعبْ 
يحفظ كل عاداتي 
في الشتاءِ يتركني 
يختفي ... 
أعرف جيداً أنه هنا 
في غرفتي 
في دولاب الملابسِ 
خلف الستائرِ 
ربما يراقبني 
ربما يوبخني 
ربما هو سعيدٌ 
سعيدٌ بما أفعلْ 
صباحاً أحلق ذقني 
أرش قليلاً من ماءِ الكلونيا 
أرتشفُ رشفتينِ من فنجاني 
أتأملني في المرآة 
أشدُّ ربطةَ العنقِ 
و يبدو هو مثلي أجملْ 
نركبُ المصعدْ 
... و ننزلْ 
كل صباح ... 
أخرج يرافقني 
كالحارسِ الشخصي 
في المقهي 
يخلعُ مثلي معطَفهُ 
يشعلُ سجارةً 
يشربُ مثلي كأسَ شاي 
يقرأ الجريدةَ ... 
وعيناهُ زائغتانِ 
في المساءِ يبدو أطولْ 
يتبعني ... 
ربما خوفاً ، ربما حياءً 
هل ينامُ و يحلمْ ... 
هل يفكر مثلي 
و هل يحملُ 
من الهمومِ ما أحملْ 
في آخرِ العمر ... 
ربما قبلني 
بكى مثل أمي 
و تقبل التعازي 
أم أنه انزوى حزيناً 
في مكانٍ ما يسألْ 
هل يتركني و يرحلْ ...!

الشاعر ابوفيروز
* المغرب *

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 59 مشاهدة
نشرت فى 14 يوليو 2015 بواسطة hmassatshaar
hmassatshaar
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

26,725