محمد أحمد حته

موقع قانونى و تشريعى متخصص

 

مصطفى كامل ( محامى الوطن (


كان ميلاده في غرة رجب 1291هجرية (14اغسطس 1874ميلادية) وتوفى فى 6 محرم 1326 هجرية (10 فبراير 1908 ميلادية). وفى هذا الزمن القليل وضع بصمته على التاريخ المصرى الحديث واستحق لقب الزعيم0


نشأته
ولد مصطفى كامل في (1 رجب 1291هـ = 14 من أغسطس 1874م)، وكان أبوه "علي محمد" من ضباط الجيش المصري، وقد رُزِقَ بابنه مصطفى وهو في الستين من عمره، وعُرِف عن الابن النابه حبُّه للنضال والحرية منذ صغره؛ وهو الأمر الذي كان مفتاح شخصيته وصاحبه على مدى 34 عامًا، هي عمره القصير.


وقد تلقى تعليمه الابتدائي في ثلاث مدارس، أما التعليم الثانوي فقد التحق بالمدرسة الخديوية، الوحيدة أنذاك، ولم يترك مدرسة من المدارس إلا بعد صدام لم يمتلك فيه من السلاح إلا ثقته بنفسه وإيمانه بحقه.

وفي المدرسة الخديوية أسس جماعة أدبية وطنية كان يخطب من خلالها في زملائه، وحصل على الثانوية وهو في السادسة عشرة من عمره، ثم التحق بمدرسة الحقوق سنة (1309هـ = 1891م)، التي كانت تعد مدرسة الكتابة والخطابة في عصره، فأتقن اللغة الفرنسية، والتحق بجمعيتين وطنيتين، وأصبح يتنقل بين عدد من الجمعيات؛ وهو ما أدى إلى صقل وطنيته وقدراته الخطابية.
وقد استطاع أن يتعرف على عدد من الشخصيات الوطنية والأدبية، منهم: "إسماعيل صبري" الشاعر الكبير ووكيل وزارة العدل، والشاعر الكبير "خليل مطران"، و"بشارة تكلا" مؤسس جريدة "الأهرام"، الذي نشر له بعض مقالاته في جريدته، ثم نشر مقالات في جريدة "المؤيد".


وفي سنة (1311هـ = 1893م) ترك مصطفى كامل مصر ليلتحق بمدرسة الحقوق الفرنسية؛ ليكمل بقية سنوات دراسته، ثم التحق بعد عام بكلية حقوق "طولوز"، واستطاع أن يحصل منها على شهادة الحقوق، ووضع في تلك الفترة مسرحية "فتح الأندلس" التي تعتبر أول مسرحية مصرية، وبعد عودته إلى مصر سطع نجمه في سماء الصحافة، واستطاع أن يتعرف على بعض رجال الثقافة والفكر في فرنسا،

 وازدادت شهرته مع هجوم الصحافة البريطانية عليه..

في عام (1316هـ = 1898م) ظهر أول كتاب سياسي له بعنوان "كتاب المسألة الشرقية"، وهو من الكتب الهامة في تاريخ السياسة المصرية. وفي عام (1318هـ = 1900م) أصدر جريدة اللواء اليومية، واهتم بالتعليم، وجعله مقرونًا بالتربية


علاقة مصطفى كامل بالخديوى عباس حلمي الثاني

من المعروف أن الخديو عباس قد اصطدم في بداية توليه الحكم باللورد كرومر (المعتمد البريطاني في مصر) في سلسلة من الأحداث كان من أهمها أزمة وزارة مصطفى فهمي باشا عام 1893، و توترت العلاقات إلى حد خطير في حادثة الحدود عام 1894. وكان عباس يري أن الإحتلال لا يستند إلى سند شرعي، وأن الوضع السياسي في مصر لا يزال يستند من الناحية القانونية إلى معاهدة لندن في 1840 والفرمانات المؤكدة لهذه المعاهدة إلى جانب الفرمانات التي صدرت في عهد إسماعيل بشأن اختصاصات ومسئوليات الخديوية، فالطابع الدولي للقضية المصرية من ناحية إلى جانب عدم شرعية الاحتلال كانا من المسائل التي استند عليها عباس في معارضته للاحتلال ثم رأى عباس أن يستعين كذلك في معارضته للاحتلال بالقوى الداخلية. أما بالنسبة لتعاون مصطفى كامل مع عباس فله أسبابه أيضاً من وجهة نظر مصطفى كامل. أولاً: يجب أن نقرر أن الحركة الوطنية المصرية في ذلك الوقت كانت أضعف من أن تقف بمفردها في المعركة. ثانياً: أن مصطفى كامل كان يضع في اعتباره هذفاً واحداً وهو الجلاء وعدواً واحداً وهو الإحتلال، و لذلك كان مصطفى كامل على استعداد للتعاون مع كل القوى الداخلية و الخارجية المعارضة للاحتلال، أما المسائل الأخرى التي كانت العناصر الوطنية المعتدلة، من أمثال حزب الأمة فيما بعد، تضعها في الإعتبار الأول كمسألة الحياة البرلمانية وعلاقة مصر مع تركيا وغيرها فكلها مسائل يمكن أن تترك حتى يتخلص المصريون من الإحتلال.


مصطفى كامل ..رحلة مع الحزب الوطنى

سافر مصطفى كامل الى برلين فى نطاق حملته السياسية والدعائية ضد الاحتلال البريطانى واصبح من الاسماء المصرية اللامعة فى اوروبا وتعرف على الصحفية الفرنسية الشهيرة "جولييت آدم" التى فتحت صفحات مجلتها "لانوفيل ريفو" ليكتب فيها وقدمته لكبار الشخصيات الفرنسية فألقى بعض المحاضرات فى عدد من المحافل الفرنسية وزار الدول’ العثمانية وعددا من دول اوروبا.


والتقى مصطفى كامل واحمد لطفى السيد وعدد من الوطنيين بمنزل محمد فريد وتم تأليف "جمعية الحزب الوطنى" كجمعية سرية رئيسها الخديوى عباس وسافر احمد لطفى السيد الى اوروبا والتقى ببعض المصريين هناك. وبعد عودته كتب تقريرا عن رحلته قرر فيه أن مصر لا يمكن أن تتحرر إلا بمجهود ابنائها. وكان مصطفى كامل لسان حال الجمعية فسافر إلى بعض الدول للدعاية للقضية المصرية واستقلال مصر غير أنه ادرك حقيقة هامة كما أدركها أحمد لطفي السيد وهى أن اسلوب الدعاية للقضية المصرية فى اوروبا لا يكفى لحدوث الاستقلال وأن العبء الاكبر يقع على عاتق المصريين أنفسهم.


حادثة دنشواى


وقعت حادثة دنشواى الشهيرة فى عام 1906 والتى اعدم فيها الاحتلال البريطانى عددا من الفلاحين المصريين امام اعين ذويهم بعد محاكمة صورية برئاسة (بطرس غالى باشا) رئيس الوزراء فكانت حادثة بشعة ارتكبها الانجليز اججت مشاعر الوطنية والإحساس بالظلم فى نفوس المصريين. وكان مصطفى كامل يعالج من المرض فى باريس فقطع رحلة العلاج وسافر الى لندن وكتب مجموعة من المقالات العنيفة ضد الاحتلال والتقى فى لندن برئيس الوزراء البريطانى الذى عرض عليه تشكيل الوزارة غير انه رفض العرض0


اعلان مصطفى كامل تأسيس الحزب الوطنى


وبعد حادثة دنشواى قام مصطفى كامل فى اكتوبر 1907 بالاسكندرية بعد عودته إلى مصر وهو فى حالة شديدة من الاعياء والمرض بالقاء خطبة من أجمل واطول خطبه اطلق عليها "خطبة الوداع" وقد اعلن فيها تأسيس الحزب الوطنى الذى تألف برنامجه السياسى من عدة مواد اهمها: المطالبة باستقلال مصر كما أقرته معاهدة لندن(1256ه=1840م)، وايجاد دستور يكفل الرقابة البرلمانية على الحكومة واعمالها، ونشر التعليم، وبث الشعور الوطنى، غير أن الجلاء والدستور كانا أهم مطلبين للحزب.


مساعي مصطفى كامل في إنشاء الجامعة


علم الزعيم مصطفى باشا كامل في أثناء وجوده ببريطانيا للدفاع عن القضية المصرية والتنديد بوحشية الإنجليز بعد مذبحة دنشواي، أن لجنة تأسست في مصر للقيام باكتتاب عام لدعوته إلى حفل كبير وإهدائه هدية قيمة؛ احتفاءً به وإعلانًا عن تقدير المصريين لدوره في خدمة البلاد، فلما أحيط علما بما تقوم به هذه اللجنة التي كان يتولى أمرها محمد فريد رفض الفكرة على اعتبار أن ما يقوم به من عمل إنما هو واجب وطني لا يصح أن يكافأ عليه، وخير من ذلك أن تقوم هذه اللجنة "بدعوة الأمة كلها، وطرق باب كل مصري لتأسيس جامعة أهلية تجمع أبناء الفقراء والأغنياء على السواء، وأن كل قرش يزيد عن حاجة المصري ولا ينفقه في سبيل التعليم هو ضائع سدى، والأمة محرومة منه بغير حق".
وأرسل إلى الشيخ علي يوسف صاحب جريدة المؤيد برسالة يدعو فيها إلى فتح باب التبرع للمشروع، وأعلن مبادرته إلى الاكتتاب بخمسمائة جنيه لمشروع إنشاء هذه الجامعة، وكان هذا المبلغ كبيرًا في تلك الأيام؛ فنشرت الجريدة رسالة الزعيم الكبير في عددها الصادر بتاريخ (11 من شعبان 1324هـ= 30 من سبتمبر 1906م). ولم تكد جريدة المؤيد تنشر رسالة مصطفى كامل حتى توالت خطابات التأييد للمشروع من جانب أعيان الدولة، وسارع بعض الكبراء وأهل الرأي بالاكتتاب والتبرع، ونشرت الجريدة قائمة بأسماء المتبرعين، وكان في مقدمتهم حسن بك جمجوم الذي تبرع بألف جنيه، وسعد زغلول وقاسم أمين المستشاران بمحكمة الاستئناف الأهلية، وتبرع كل منهما بمائة جنيه.
غير أن عملية الاكتتاب لم تكن منظمة، فاقترحت المؤيد على مصطفى كامل أن ينظم المشروع، وتقوم لجنة لهذا الغرض تتولى أمره وتشرف عليه من المكتتبين في المشروع، فراقت الفكرة لدى مصطفى كامل، ودعا المكتتبين للاجتماع لبحث هذا الشأن، واختيار اللجنة الأساسية، وانتخاب رئيس لها من كبار المصريين من ذوي الكلمة المسموعة حتى يضمن للمشروع أسباب النجاح والاستقرار. وأتمت لجنة الاكتتاب عملها ونجحت في إنشاء الجامعة المصرية يرئسها الملك فؤاد الأول آنذاك.
الختام
من أقواله المأثورة


· لو لم اكن مصريا لوددت ان اكون مصريا

· احرارا فى اوطاننا كرماء مع ضيوفنا

· الامل هو دليل الحياة والطريق الى الحرية

· لا معنى لليأس مع الحياة ولامعنى للحياة مع اليأس

· انى اعتقد ان التعليم بلا تربية عديم الفائدة

· ان الامة التى لا تأكل مما تزرع وتلبس مما تصنع امة محكوم عليها بالتبعية والفناء

· ان من يتهاون فى حق من حقوق دينه وامته ولو مرة واحدة يعش ابد الدهر مزلزل العقيدة سقيم الوجدان

 

 

 

  • Currently 35/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
11 تصويتات / 348 مشاهدة

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

203,204