الاتصال والتواصل لدى المكفوفين من طريقة « برايل التقليدية» إلى الأجهزة الالكترونية استخدام الكمبيوتر والتقانات الحديثة وفر للمكفوفين وضعاف البصر إمكانية قراءة الكتب والصحف والمجلات وتصفح الانترنت واستخدام البريد الالكتروني دون مساعدة من أحد ، وبالتالي فتحت البرمجيات الخاصة بالمكفوفين الطريق أمامهم ليتابعوا دراستهم ويتواصلوا مع أقربائهم وأصدقائهم من خلال شبكة الانترنت. ولبرامج التعليم الالكتروني للمكفوفين فوائد عديدة نذكر منها إمكانية المكفوفين القيام بتدريب ذاتي مع المحافظة على استقلالية وخصوصية المستخدم. كما أن هذه البرامج تخدم وضعاف البصر في مجالات التعليم والثقافة والتطوير الوظيفي. وتدعم أي نوع قياسي من أجهزة الكمبيوتر لذا يمكن استخدامه في المنزل والجامعة والمكتب حيث إنها يعمل على أي نظام تشغيل. وتقوم محركات البرامج للنطق الآلي للنصوص (TTS) بتحويل أي نص عربي أو إنجليزي إلى نص منطوق بصوت طبيعي. وبالتالي يمكن للمكفوفين أن يتعاملوا مع وسائل الاتصال من خلال طرق مختلفة. لقد وفرت التكنولوجيا تقنيات وطرق متعددة موجهة نحو المكفوفين، وهي في معظمها تعتمد على طرق وحلول جديدة ، وقدمت الكثير من الشركات برامج تقنية مختصة والتي تعتبر من أحدث التقنيات المتوفرة اليوم لدى المكفوفين، وتتمثل أهم مزايا هذه البرامج في قراءة النصوص الإلكترونية وتحويلها إلى لغة برايل وتخزينها على أقراص مدمجة يمكن للمكفوف الرجوع إليها في أي وقت يشاء. وقد مكنت هذه التقنية من تحقيق فرص عمل للمكفوفين وأعطتهم الاستقلالية والاعتماد على الذات وذلك في محاولة للتعويض ولو جزئياً على حاسة البصر. وتتوفر حالياً برامج وأجهزة يمكن للكفيف بواسطتها، أن يقرأ الكتب والمجلات والصحف دون أية مساعدة من أحد، إذ يكتفي بمسح الوثيقة المطلوب قراءتها على جهاز السكانر ليقوم البرنامج من قراءتها الكترونيا للمكفوف. ولهذه البرامج القدرة على لفظ الحروف والكلمات والجمل وقراءة النص كاملاً بشكل متواصل أما بالنسبة لضعاف البصر فبإمكانهم استعمال أدوات وأجهزة تكبير الحروف والتباين العالي لشاشة الكمبيوتر حيث يتم عرض النصوص على شاشة كبيرة في صورة ناصعة مكبرة، وبتباين أكثر حدة بين الحروف وخلفية الشاشة. كما يمكن تعديل مقاس الحروف لتتلاءم مع الاحتياجات الفردية للمتدرب. هذا ما جادت به التكنولوجيا خلال فترة ما من الزمن. ولا شك أن الابتكارات لم تقف عند هذا الحد، وهي التي ستمكن الكثير من المكفوفين من تجاوز إعاقتهم وتحقيق الاندماج الكامل في مجتمعاتهم. تشكل الإنترنت بالنسبة للكثير من المعوقين وسيلة اتصال مهمة، فهي تتيح لهم فرصاً جديدة على الصعيد المهني. وقد أظهرت استطلاعات للرأي أن 80% من المعوقين في العالم يستخدمون شبكة الإنترنت بشكل دوري. وتقوم برامج متخصصة من خلال متصفح انترنت بتحويل نصوص الإنترنت وارتباطاتها التشعبية إلى لغة خاصة و قراءتها بحيث يستطيع الكفيف الاستماع إليها. ولا يخلو الأمر أيضاً من وجود صفحات لا يتمكن المعوقون أو كبار السن من الإطلاع على محتوياتها. وخاصةً إذا كانت النصوص على شكل ارتباطات صور. ونأمل تخصيص مواقع الكترونية تتضمن ارتباطات خاصة للمتصفحين من ضعاف البصر وفاقديه تحتوي هذه الارتباطات على تحويل الموقع الالكتروني إلى طريقة يستطيع المكفوفين التعامل بها بسهولة ويسر ،من أجل إزالة العقبات التي يواجهونها أثناء استخدامهم للإنترنت. فقد درجت العادة في المواقع المعروفة أن يتضمن الموقع على إمكانية قراءة محتويات الموقع بأكثر من لغة ، وما المانع أن يضاف ارتباط خاص لتصفح المكفوفين لهذه المواقع من خلال إعداد خاص للموقع أيضاً بعيداً عن الغرافيك والصور ، فتكنولوجيا الصور مثلاً لا تستطيع طريقة برايل حتى الآن التعامل معها، وهذا نداء نتوجه به إلى الخبراء والمختصين في مجال تصميم مواقع الانترنت لتسهيل تعامل المكفوفين معها، وهذا ما نأمل أن يكون في المستقبل القريب. |
كيفية تعامل المكفوفين مع التقنيه مع غروب شمس القرن العشرين كانت شمس أخرى تهُّمُ بالشروق، إنها شمس الأمل التي غمرت قلوب عشرات الملايين من المكفوفين وضعاف البصر عبر العالم الفسيح، حيث استطاعت العديد من الشركات بالتعاون مع بعض الجهات المختصة تطوير تقنية خاصة تمكن الكفيف من التواصل مع برامج الحاسوب وتطبيقاتها المختلفة والإفادة منها في العمل والجوانب الحياتية الأخرى. بات الحديث عن دور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في حياة الإنسان أمر يدعو للدهشة، فما عاد الحديث عن الحاسب الآلي بالأمر الغريب أو المدهش، بل إن كثرة الحديث عن المجالات التكنولوجية ودورها صار باعثا على السأم إلا أن تكون هناك فكرة جديدة أو خبرة مضافة للقارئ في هذا المضمار. لقد صار الحاسب الآلي بأحجامه المختلفة والهاتف المحمول بإمكانياته المبهرة سببا في حياة جديدة يعيشها كل داخل إلى هذا المجال، إذ أن الحاسب الآلي لم يعد يقبع في المنزل كما كان حاله من سنوات قلائل بل صار من اليسير حمله في حقيبة يد صغيرة، ولم يعد التليفون المحمول وسيلة للاتصال والتواصل فحسب بل صار مفكرة آلية وساعة جيب وحافظة معلومات من كل نوع، بل صار الحديث عن الخدمات التي تؤديها أدوات تكنولوجيا المعلوماتأمر لا يمكن توقعه أو التنبؤ به. فأضحى المعلم يستعين بالحاسب الآلي في إعداد ملازم الدروس وتحضير الحصص، وصارت الإنترنت وسيلة تعليمية وتثقيفية ومصدر عالمي للحصول على التدريب والتعليم والشهادات الدولية المعتمدة، كما صار الحاسب الآلي بما يحوي من برمجيات ملاذا لكل طفل يبغي اللعب، وملاذا لكل كاتب يريد نشر فكره للعالم عبر الإنترنت، ومنفذا لكل بائع يريد التوسع في بيع منتجاته، ومرتعًا لكل هاوٍ أو محترف في مجال تكنولوجيا المعلومات، فما من فرد إلا وصار الحاسب له طوعا إما بمساعدته في القيام بأعماله الخاصة بمجال تخصصه، أو بجذبه إلى التفوق في مجال تكنولوجيا المعلومات ذاته. فالطبيب الماهر في عمله والذي يتقن الحاسب الآلي يمتلك زمام المعرفة الحديثة عن نظيره التقليدي الذي لا يمتلك هذه الأداة الفائقة، وعلى هذا قس المعلم، والمهندس، والتاجر، والحرفي، وكافة المهن والحرف الممكنة والمتوقعة. ومن الفوائد الجمة التي عادت على بني البشر من صناعة وتطوير مجالات تكنولوجيا المعلومات نطل على مجال التكنولوجيا التعويضية (adaptive technology) أو التكنولوجيا المعينة (assistive technology) وهي الأدوات التكنولوجية والحلول البرمجية التي تهدف لمعاونة ذوي الإعاقات في تحقيق مآربهم، فهذا برنامج ينطق الرسائل والنصوص الواردة على شاشة الحاسب الآلي وهذا برنامج يستكبر الشاشة ليعين ضعاف البصر على رؤية المحتوى الموجود عليها بشكل يسير، وهذه طباعة تقوم بترجمة الخط المرئي على شاشة الحاسب الآلي إلى خط مطبوع بالخط البارز على الورق المثقول لكي تعين المكفوفين على قراءة المواد المطبوعة، وهذا ماسح ضوئي يستغله المكفوفون أيضا في إدخال النصوص المطبوعة بالحبر إلى الحاسب الآلي لكي يتسنى لهم قراءتها، وهذا برنامج آخر يقوم بترجمة الأوامر الصوتية إلى أفعال يقوم بها الحاسب الآلي مما يفيد غير القادرين على تحريك أيديهم لاستخدام الوسائل التقليدية في التعامل مع الحاسب الآلي كذلك. ومما لا شك فيه أن كل هذه الوسائل وغيرها الكثير مما سنبادر بعرضه من خلال هذا البحث يقدم يد العون لكل صاحب إعاقة أو صاحب حاجة ويعين مستخدمه على أداء مهام وأدوار حياته بشكل استقلالي غير مسبوق، ومع ذلك فإن قطاع التصنيع العربي وقطاع تكنولوجيا المعلوماتالعربي وقطاع طب العيون والآذان والعظام وغيرها ممن لهم دور في تشخيص المرض من الإعاقة لا يكادون يدركون أهمية هذه الأدوات ولا هذه الحلول البرمجية وربما لم يسمعوا عنها شيئا، وإننا لنعجب أن يعود لنا أساتذة الطب والعلوم الحاسوبية من الخارج وقد امتلأت حلوقهم بالحديث عن المستحدثات التقنية في مجالات تخصصاتهم ولا يكادون يذكرون ما نعرفه من أدوات وبرمجيات معينة!
|
ساحة النقاش