دور الأسرة والمجتمع في الكشف المبكر عن العوق البصري
هل يستطيع الكفيف أن يرى؟هذا السؤال ليس غريبا كما يبدو لأول وهلة فقد وجدت منظمة الصحة العالمية -في دراسة قامت بها عام 1966م لمعرفة نسبة انتشار كف البصر في العالم- أن هناك ستين تعريفا للأداء البصري يسمح بتصنيف الفرد قانونيا في فئة المكفوفين.
وإذا ما نظرنا إلى إمكانيات البشر البصرية وما يمكن أن يحتويه هذا المدى من فئات فستجد في أحد طرفيه ذوي البصر العادي أو القريب من العادي وفي طرفه الآخر ذوي الكف البصري التام أو المكفوفين وبين ذوي البصر العادي والمكفوفين توجد مجموعة أخرى من الناس لهم مشكلاتهم الخاصة وهم الذين يعرفون بذوي القصور البصري (low vision) وكلمة (low) منخفض والتي تعارف على ترجمتها بالقصور تشير إلى أن بصرهم حتى بعد التصحيح يكون أقل من البصر العادي، وهذا ما يميزهم عن الأفراد ذوي البصر العادي، أما كلمة (vision) فتشير إلى أن لديهم إبصار بالفعل وهذا يميزهم عن المكفوفين
فمن هو الكفيف إذن؟ ومن هو ضعيف البصر؟
الكفيف: هو شخص لديه حدة بصر تبلغ 20/200 أو أقل في العين الأقوى بعد اتخاذ الإجراءات التصحيحية اللازمة أو لديه حقل إبصار محدود لا يزيد عن 20 درجة
ضعيف البصر: (المبصر جزئيا) هو شخص لديه حدة بصر أحسن من 20/200 ولكن أقل من 20/70 في العين الأقوى بعد إجراء التصحيح اللازم.
هذا طبعا حسب التعريف القانوني للمكفوفين وضعاف البصر وهناك الكثير من التعريفات منها التعريف التربوي والتعريف الطبي والذي لا يتسع المجال لذكرها هنا.
الكشف المبكر عن العوق البصري:
إنه لمن السهل جدا على الإنسان أن يكتشف بأن هذا الشخص كفيف ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في معرفة الأشخاص ضعيفي البصر إذ أن الأسباب المؤدية لهذا الضعف هي أسباب متعددة وفي بعض الأحيان قد لا تكون ظاهرة. وبناء عليه فإن الكشف المبكر عن الضعف البصري في مرحلة الطفولة المبكرة هو مسؤولية الأسرة ومراكز الأمومة والطفولة ومعلمات رياض الأطفال إلى جانب الأطباء فليس هناك ما هو أهم من الإطمئنان أولا على سلامة حاسة الإبصار لدى الأطفال. ومن ثم كشف أي ضعف فيها في أسرع وقت ممكن ومع أنه من غير المتوقع أن يقوم أولياء الأمور والمعلمات بتشخيص حالات الضعف البصري إلا أنهم قادرون على لعب دور بالغ الأهمية في تحديد الأطفال الذين تبعث استجاباتهم وتصرفاتهم على الشعور بعدم الطمأنينة فيما يخص قدراتهم على الإبصار.
أعراض الإعاقة البصرية:
هناك مجموعة من الأمراض تشير إلى احتمال معاناة الطفل من مشكلة بصرية فقد قامت الجمعية العالمية لطرق الوقاية من الإعاقة البصرية بوضع قائمة للأعراض التي تظهر عند بعض الأطفال ويجب أن ينتبه لها الأهل في البيت والمعلم في المدرسة وهي:
الأعراض السلوكية:
1- يفرك عينيه باستمرار 2- يغمض إحدى عينيه.
3- يقرب كثيرا من الشيء عند النظر إليه.
4- لديه صعوبة في القراءة أو في عمل يتطلب النظر عن قرب.
5- يرمش بعينيه أكثر من المعدل الطبيعي.
6- يطبق جفونه أو يبعدهما عن بعضهما.
7- تغطية إحدى العينين عند القراءة أو رؤية الأشياء القريبة أو البعيدة.
الأعراض الظاهرية:
1- إنتفاخ الجفون والتهاب الجفون.
2- إحمرار العينين.
3- الحول.
4- الإحساس بتنمل في العين باستمرار.
الأعراض عن طريق الشكوى:
1- حكة في العين والشعور بالألم.
2- حرقة في العين.
3- الشعور بجرح في العين.
4- الصداع بعد إنجاز عمل يتطلب جهد عن قرب أو الغثيان.
5- الدوخة عند القراءة أو الكتابة الشعور بوجود شيء خشن أو رمل في العين.
6- إزدواجية في الرؤيا أو غشاوة الرؤية.
ومن الأعراض أيضا ما قد يلاحظه المدرس في الصف مثل:
1- تفضيل الواجبات والأنشطة التي لا تتطلب التعامل مع العين مثل الاستماع.
2- عدم الاهتمام بالأنشطة البصرية مثل النظر إلى اللوح أو القراءة
3- كثرة التعرض للسقوط أو الاصطدام
4- الحذر الشديد عند نزول الدرج
5- الخلط بين الأشياء والحروف والأرقام المتشابهة
إذن بعد أن يتم ملاحظة واحدة أو أكثر من الدلائل على الطفل فإنه يحوّل إلى أخصائي العيون الذي يقوم بإجراء الفحص الدقيق على عين الطفل وذلك لتحديد درجة ونوع الإعاقة البصرية وأسبابها واحتمالات تطورها. بالإضافة إلى أخصائي العيون فإنه يتم تحويل الطفل إلى كل من أخصائي الأطفال لتحديد مدى تأثيرها على النمو الجسمي والأخصائي النفسي لتحديد مدى تأثيرها على الذكاء كذلك أخصائي اللغة والكلام لتحديد مدى تأثيرها على التواصل.
قد يشخص أخصائي العيون حالة الطفل على أنها من النوع القابل للعلاج أو التصحيح وذلك من خلال تدريب عضلات العين، أو من خلال الجراحة أو من خلال العدسات أو النظارات الطبية التي تساعد على الرؤية بشكل طبيعي وفي هذه الحالة فإن هذا الطفل لا يحتاج إلى برامج تربوية خاصة أما إذا كانت حالة الطفل من النوع المتطور أو غير القابل للعلاج أو التصحيح فإن الطفل يكون بحاجة إلى الانخراط في برامج التربية الخاصة.
ساحة النقاش