ونفس الأشكال كانت تستهلك عليها الذرة البلدية، التي كانت تسد حاجة جل سكان البادية لنصف السنة، واستهلاك الذرة كان يبدأ من شهر شتنبر إلى شهر ابريل،بعده يبدأ استهلاك الشعير، والذرة كانت طعام المؤنة في البادية، والمؤنة هي إطعام الشغالين في الحقول أثناء موسم الحصاد مثلا، ولم يكن هناك طعام معروف إلاالسيكوك وغالبا ما يكون بالذرة. واستهلاك الذرة بالنسبة للأطفال كان جاريا وعاديا. ولذلك لم تكن الأمراض المترتبة عن التغذية كالأنيميا والسيلياك والحساسيةونقص النمو ونقص التركيز معروفة. والذرة تحتوي على عوامل النمو بالنسبة للأطفال، وهناك مكونات غذائية للطفل لا يمكن الاستغناء عنها ومنها حمض الفولك والمنغنيز وبروتينات الذرة.

تحتوي الذرة على فايتمينات ثمينة جدا ومنها فايتمين B5 وB1 ومكونات غذائية ذهبية ومنها الألياف الغذائية والفلافونويدات مثل الكريبتوزانتين Cryptoxanthin وبعض الأملاح المعدنية بكمية هائلة مثل المنغنيز والفوسفور والكلسيوم. ونلاحظ أن هذه العناصر تعتبر من المركبات الهامة التي تحول دون وقوع بعض الحوادث التي تخل بفايزيولوجيا الجسم كما سنرى فيما بعد. وتحتوي الذرة على بروتينات وسكريات مثل النشا وبعض السكريات الحرة مثل الكلوكوز، وتستخرج الذرة لاستخراج سكر الكلوكوز الذي يباع في الأسواق كما تحتوي الذرة على كمية جيدة من الزيوت في النبتة، وهي زيوت نباتية عادية. ولا تحتوي الذرة على مكون الكلوتن الذي يسبب إسهالات حادة بالنسبة للمصابين بعرض سيلياك والقولون العصبي وعرض كروهن وبعض الأمراض المتعلقة بالجهاز الهضمي. ويسبب مكون الكلوتن انزعاجا بالنسبة للمصابين بالمرض التوحدي، ولو أن بعض الجهات تنفي هذا الحادث، ويلاحظ أن الأشخاص المصابين بالمرض التوحدي تتحسن حالتهم لما يتوقفوا عن تناول الكلوتن، وتبقى الذرة هي المرشح الوحيد مع الرز بالنسبة لتغذية هؤلاء.

ويدخل فايتمين B1 أو التيامين في استقلاب الدهون والسكريات واستخراج الطاقة، ويدخل التيامين في المفاعلات الكيماوية التي يحتاجها انتاج مكون الأسيتيلكولينAcethycholine وهو موصل عصبي ضروري للذاكرة، ونلاحظ نقصا ظاهرا في هذا المكون عند المصابين بمرض الألزايمر وبهذا يساعد استهلاك الذرة كل الذين يشتكون من أعراض على مستوى الجهاز العصبي مثل الألزايمر.

ويعمل حمض الفولك على استخراج الطاقة من الدهون، ولذلك يكون استهلاك الذرة في فصل الشتاء أو فصل البرد نافعا لتسخين الجسم، والمعلوم أن حمض الفولك يبقي مستوى الهوموسيستاين منخفضا لكي لا يحدث تآكلا داخل الأوعية الدموية فتتجمع الصفائح فتسدها أو تضيقها. ويعتبر استهلاك الذرة من الأغذية التي تساعد على الوقاية من أمراض القلب والشرايين.

تحتوي الذرة على مكون البيتا كريبتوزانتين beta-cryptoxanthin وهو فلافونيد يعطي اللون الأصفر للمواد الغذائية مثل القرعة الحمراء والباباي والذرة، ويلعب هذا الفلافونويد دورا أساسيا في الحد من سرطان الرئة، وبهذا تدخل الذرة في حمية المدخنين لأنعم معرضين أكثر لسرطان الرئة

في كثير من بقاع العالم يراد بالأكل الرز، ويوجد الرز على مدار السنة وفي كل أنحاء العالم ويسد نصف حاجة سكان العالم من السعرات الحرارية. والفرق بين الرز الأسمر أو الرز الكامل والرز الأبيض هو الغلاف الخارجي لحبوب الرز، من حيث إذا أزيلت القشرة أو الغلاف الخارجي للرز فإنه يكون رزا أبيضا ويفقد مكوناته الهامة ومنها الفايتمينات والأملاح المعدنية والألياف الغذائية.


لماذا يتكلم الناس عن الرز الكامل كغذاء صحي وليس الرز الأبيض

تتسبب عملية تبييض الرز أو إزالة الغلاف الخارجي لتحويل الرز الأسمر إلى الرز الأبيض في إتلاف المركبات الغذائية الأساسية. ذلك أن الرز الأسمر يعتبر مصدرا أساسيا لكل من المنغنيز والسلينيوم والمغنيزيوم وكذلك الفايتمينات B3 وB6  وB1، ولما تزال القشرة الخارجية فإن الرز يضيع حوالي 67 % من الفايتمين B3 و80 % من الفايتمين B1 و90%  من الفايتمين B6 و50 % من المنغنيز ومثله من الفسفور و60 % من الحديد وكل الألياف الغذائية والحمضيات الذهنية. وفي كثير من الدول تضاف هذه العناصر إلى الرز الأبيض لإغنائه.

وبما أن الأرز غني بالألياف الغذائية والأملاح المعدنية فإنه يخفض من الكوليستيرول الخبيث LDL ويقس تناول الحبوب كاملة من أمراض القلب والشرايين وارتفاع الضغط خصوصا عند سن النساء بعد سن اليأس.

بينما تتضارب النصائح والأبحاث حول الأنظمة الغذائية التي تبقي الجسم سليما وبينما تتجه كل الاتهامات إلى الشحوم الحيوانية التي تتهجم عليها كل النصائح الطبية وتمنعها على المستهلك، كما تتجه هذه النصائح إلى تناول المواد الغنية بحمض الأوميكا 3 فإننا نزكي هذه الأقاويل لأن حقيقة الأمر ليس كذلك فالمشكل يكمن في انخفاض الألياف المتخمرة والألياف الغذائية الغير متخمرة ويكمن كذلك في عدم وجود المركبات الغذائية الطبية ومنها phytonutrents والمواد المضادة للأكسدة والليكنان وسكر الإنولين وهذه المركبات هي التي تنشط عوامل البروبيوتك في القولون لتقي الجسم من كل الويلات، ونعني بهذا التحليل أن الأنظمة الغذائية الحديثة لا تتناول الحبوب الكاملة بالقدر الكافي للجسم ومنها الأرز الكامل الذي يقي كذلك من أعراض السمنة والسكري من النوع الثاني وهو ما يسمى بالعرض الاستقلابي Metabolic syndrome، وكون السكري أصبح يكتسح المجتمعات المتمدنة فإن العامل الأساسي هو عدم استهلاك الحبوب الكاملة بالقدر الكافي وتعويضها باللحوم والألبان وعدم الحركة.

وتساعد الحبوب الحبوب الكاملة على الهرمونات عند النساء وتجنب الخلل في الدورة الشهرية عند البنات دون الثلاثين سنة ونظرا لاحتواء الرز الكامل وكذلك القمح الكامل والخرطال والشعير على الليكنانات والمكونات الطبية الأخرى مثل المضادات للأكسدة فإن حادث الحصى بالمرارة يمكن أن نجد له حلا عبر الألياف الغذائية لأنها تشد الصفراء في القولون ولا تتركها تعود إلى المرارة ثانية فيضطر الكبد إلى استقلاب الكوليستيورل لتمثيل الصفراء.

 




 

hedralandscape

....

  • Currently 35/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
11 تصويتات / 507 مشاهدة
نشرت فى 20 أغسطس 2010 بواسطة hedralandscape

ساحة النقاش

شركة هيدرا لاعمال اتصميم الحدائق

hedralandscape
»

البحث في الموقع

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,106,722

Sciences of Life


Sciences of Life