يوم 14 جانفي في نفزاوة:

   اليوم الرّابع عشر(14) من جانفي هو يوم رأس السنة الفلاحية ( أو الأعجمية) .هو يوم بداية "الليالي السّود" التي يُزهر فيها كلّ عود. هو يوم وجدت أهالي نفزاوة (ولاية قبلي) يحتفلون به سنويا منذ  صباي خلال القرن العشرين ويعرف بـ(رأس السني) ويطبخون بتلك المناسبة الفول المجفّف مع البيض والحلويات ويوزّعون بعضها بين الأطفال في فرحة عارمة. فكنت أرى القدور الفخّارية تمتلئ بالفول منذ الصباح الباكر كي تستجيب ربّة البيت لطلب الزّائرين من الصغار والكبار بصحن فول يفوح من فوقه الكمّون وتزينه حبّات الحلوى وبيضة ملوّنة وتعلو الهتافات متمنية للبيت بركة السنة الجديدة.

    وكان 14 جانفي 2011 يوم تتويج الثورة التونسية برحيل الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي  ليكون بذلك رأس سنة مباركة أزهرت فيها دماء الشهداء وأثمرت الحرية  والكرامة للشعب التونسي فاختار ممثليه للمجلس التأسيسي دون زيف. وأغفل أغلب أهالي نفزاوة الاحتفال بـ(رأس السني) الماضي وسط حزن نساء كثيرات على الشهداء.

   وها نحن نقبل على رأس سنة فلاحية جديدة(حسب التقويم الإغريقي)، أي يوم 01 يناير جديد من سنة فلاحية نرجو من الله تعالى أن تكون خصبة ومليئة بالمسرّات على التونسيين كافّة وأهالي نفزاوة بصفة خاصّة. ونقول على نحو ما قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم« اللّه أكبر، اللّه أكبر ، الحمد للّه ولا حول ولا قوّة إلاّ باللّه، اللّهمّ إنّا نسألك من خير هذه السنة، اللّهمّ إنّا نسألك من خير هذه السنة ، اللّهمّ إنّا نسألك من خير هذه السنة ، ونعوذ بك من سوء القدر ومن شرّ يوم المحشر».فأرجو من أهالي نفزاوة العودة للاحتفال برأس السنة كسابق عهدهم ويطعمونا الفول الفائح.  فالعيد عيدان ( عيد الكرامة وعيد الزهور)، والفرح مضاعف.

أخوكم د.حسن الجمني  - 

 قربة في 14 جانفي 2012