العبادات في الإسلام ليست مجرد طقوس يؤديها المسلم فحسب، وإنما كل نوع من أنواع العبادة يحتوي على قِيَم مُهمة، وسلوكيات راقية، ترتفع بالأفراد،وتزكو بالمجتمع، ومن هذه العبادات؛ الزكاة التي فردها الله تعالى تطهيرًا لمال المسلم وتزكية له، ولأهميتها جعلها ركن من أركان الإسلام ودعامة من دعائمه، يحرم على المسلم تركها أو إسقاطها، كما جعل الشارع مقادير مخصوصة تخرج عن أنصبة معلومة، وجعل لإخراجها أوقاتا وشروطا.
والمقصود بالزكاة كما قال الزبيدي ~: (ما أخرجته من مالك لتطهرة به. كذا في المحكم وفى المصباح سمى القدر المخرج من المال زكاة؛ لأنه سبب يرجى به الزكاء، وقال ابن الأثير: الزكاة في اللغة؛ الطهارة والنماء والبركة والمدح، وكل ذلك قد استعمل في القرآن والحديث، ووزنها فعلة كالصدقة، فلما تحركت الواو وانفتح ما قبلها انقلبت الفا، وهى من الأسماء المشتركة بين المخرج والفعل، فتطلق على العين، وهى الطائفة من المال المزكى بها، وعلى المعنى وهو التزكية.