محمد شهاب- المزارع السمكية Mohamed Shihab -Aquacultures

يعرض الموقع الأحدث من ومقالات و صور و مواقع تخص الاستزراع السمكى

الثورة الزرقاء

إعداد/محمد شهاب

صار استزراع السمك يوفر نصف كمية الإنتاج الكلي من المأكولات البحرية. ولكن، بما أن معظم هذا الاستزراع يجري بالقرب من السواحل، فإنه يسبب قدرا ملحوظا من تلوث المياه.   والمزارع الكبيرة والبعيدة عن الشواطئ والمثبتة في قاع البحر غالبا ما تكون أنظف. ويمكن لهذه المزارع، وهي أشكال جديدة للزراعة المائية، ولعمليات تنظيف السواحل أن تنتشر على نحو ملحوظ.ويبقى السؤال عن مدى استدامة هذه المزارع وفعاليتها الاقتصادية.

مزرعة المخبّأة تحت الأمواج واحدة من 20 عمليّة عالميّة تحاول أن تستفيد من آخر التخوم الزراعية على الكرة الأرضية وأعظمها: ألا وهو المحيط. فموقعها البعيد عن الشواطئ يميّزها بسمة نادرة عن الآلاف من أحواض مزارع السمك التقليديّة التي هي عبارة عن سلسلة من الحظائر الشاطئية المعانقة للشواطئ. وهذه الحظائر الشاطئية لاستزراع السمك تثير في العادة الاستياء لبشاعة منظرها ولتلويثها مياه البحر لما ينتج منها من فضلات الأسماك وبقايا الطعام التي تعكر المياه الضحلة الهادئة، وتزيد من تكاثر الطحالب الضارة الذي يقضي على بقية الأحياء البحريّة، ويعمل على نفوق الكائنات الحية التي قد تعيش تحت تلك الحظائر. ويبين <سيمز> أنه في المواقع البعيدة عن الشاطئ - كمزارع المياه الزرقاء في كونا(1) - لا يعد التلوث مشكلة. فالحظائر السبع المغمورة تحت المياه والتي يبلغ حجم الواحدة منها حجم صالة رياضة مدرسيّة، مثبتة في قاع البحر بين التيّارات السريعة التي تزيل الفضلات وتخفف من تركيزها بسرعة إلى مستويات أقل ضررا في البحر الجاري.

 بارتداء زعانف السباحة وقناع وقصبة التنفس على رقبتي، وصعدت على حافّة مركب الخدمة الصغير، ثم قفزت. في الماء، بدا لي القفص المخروطي الطرفين منيرا مثل مصباح صيني عملاق وسط أشعة الشمس المتدفقة والأجسام البراقة للأسماك المسرعة بداخله. وعند تحسس المادة المشدودة على امتداد أطراف الهيكل الخارجي، فإنها تبدو كما لو كانت سياجا أكثر منها شبكة. وتمنع ألياف مادة الكِفلار إيسك Kevlar-esque الصلبة أسماك القرش الجائعة من دخول القفص بالكفاءة نفسها التي تحوي بها العدد الهائل من سمك سريولا ريفولياناrivoliana Seriola ، وهو نوع محلّي من السمكة صفراء الذيل التي تربيها مزرعة كونا بلو بدلا من أسماك التونا.

ولكن لماذا صفراء الذيل؟ لأنّ العديد من مصايد أسماك التونا آخذة في التدهور، ولارتفاع ثمن سمكة صفراء الذيل الملائمة لإعداد أطباق السوشي. وقد أسّس في عام 2001 لاستزراع أنواع السمك المرغوبة كثيرا باستخدام طرق مستدامة. إلاّ أنه يمكن أيضا تطبيق طرق هذه الشركة لتربية الأسماك العادية التي قد نحتاج إليها. فعدد سكان العالم الذي يتجاوز حاليا 7 بليون نسمة سوف يرتفع إلى 9.3 بليون بحلول عام 2050، والناس الذين يتمتعون بمستويات معيشية مرتفعة يميلون بازدياد إلى تناول كميات أكبر من اللحوم والمأكولات البحرية. ومع ذلك لم يتغير مردود الصيد البحري العالمي خلال العقد الماضي، بل إنه آخذ في التناقص. كما أن تربية الأبقار والدجاج والحيوانات الأخرى تستلزم مناطق شاسعة من الأراضي والمياه العذبة والوقود الأحفوري الذي يلوّث الهواء والسماد الذي يُرمى في الأنهار والمحيطات فيخنقها.

 فمن أين لنا بالپروتين كله الذي نحتاج إليه نحن البشر؟ قد يكمن الحل في المزارع المائيّة الجديدة البعيدة عن السواحل فيما إذا صَلُح تشغيلها، والمزارع الشاطئية فيما إذا كانت قابلة للتنظيف.

المصدر: مجلة العلوم
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 362 مشاهدة

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

2,350,200