خسائر الطيران أضـعفت نشاط السوق العالمية للكافيار

إعداد/محمد شهاب

المدير والشريك في شركة «كافيار هاوس آند برونير» في الشرق الأوسط، نيكولاس روبيز، تقلص السوق العالمية لتجارة الكافيار، عازياً ذلك إلى تراجع شرائه من قبل شركات طيران عالمية عدة، بسبب خسائرها المالية. وأوضح أن شركات الطيران كانت تستحوذ على 90٪ من حجم السوق العالمية، إلا أن تراجع أرباح شركات الطيران العالمية، وفرض حماية على السوق، أديا إلى تراجع إنتاج وتجارة الكافيار بشكل ملحوظ. وأضاف أن الإمارات أصبحت مستهدفة لتجارة الكافيار المنتج في السوق السوداء، لقربها من الدول المطلة على بحر قزوين، المصدر الرئيس للكافيار العالمي، التي حُظر الصيد فيها، حفاظاً على الثروة السمكية، مؤكداً أن الجهات الحكومية تتصدى بحزم لمثل هذه المحاولات. وأشار الى أن أسعار الكافيار تصل الى 24 ألف درهم للكيلوغرام الواحد من الأصناف المميزة، فيما يراوح سعر العبوة زنة 30 غراماً بين (390 الى 830 درهماً)

سوق سوداء

وتفصيـلاً، أكد المدير والشريك في شركة «كافيار هاوس آند برونير» في الشرق الأوسط، نيكولاس روبيز، أن الموقع الجغرافي للإمارات، وقربها من أشهر الدول المنتجة للكافيار، والواقعة على بحر قزوين مثل ايران، وروسيا، وكازاخستان، وأذربيجان، جعلها مستهدفة لتجارة الكافيار من خلال سوق سوداء، وفسر ذلك بأن منظمات حماية الثروة السمكية التابعة للأمم المتحدة، منعت صيد الأسماك المنتجة للكافيار من بحر قزوين، المصدّر الرئيس لإنتاج الكافيار العالمي، ما أوجد سوقاً سوداء عالمية. وأضاف أن التسهيلات التي توفرها دبي للتجارة العالمية، وإعادة التصدير، جعلتها هدفاً لتجار كافيار في السوق السوداء، مؤكداً أن الجهات الرقابية تتصدى بحزم لمثل هذه الممارسات، نظراً لخطورة الكافيار المنتج في السوق السوداء، التي تتعدى الحفاظ على الأسماك من الانقراض، لتصل إلى تهديد صحة الإنسان من خلال سلعة منتجة بمواصفات لا تراعي الاشتراطات الصحية».

حجم تجارة الكافيار

وأوضح روبيز أن حجم سوق تجارة الكافيار كانت تقدر بآلاف الأطنان سنوياً، حيث كانت شركات الطيران العالمية أكبر مستهلك له، مضيفاً ان (كافيار هاوس آند برونير) تبيع نحو 90 طناً سنوياً لتلك الشركات، لكن تراجع أرباح شركات الطيران العالمية، وفرض حماية على السوق، أديا إلى تراجع إنتاج وتجارة الكافيار بشكل ملحوظ.

نشاط الشركة

وعزا روبيز بدء أعمال الشركة في الدولة عبر مطار دبي الدولي، إلى دراسة أجرتها الشركة كشفت أن 75٪ من المسافرين في المطارات عموماً ينتظرون فترة 45 دقيقة في المتوسط حتى إقلاع الطائرة، منها نصف ساعة في تناول الطعام، والوقت المتبقي للتسوق في السوق الحرة، لافتاً إلى أن المسافر يفضل تناول الوجبات السريعة والصحية، المقرونة بخدمة راقية. وأضاف أن تزايد حركة السفر في مطار دبي، دفع الشركة إلى العمل من خلاله، بافتتاح فرعها (سي فود بار)، الذي يقدم الكافيار، والسالمون المدخن الفاخر، وسوشي طازجاً، وكبد الإوز، والمحار، وثمار البحر، إضافة إلى مشروبات بثماني نكهات، وبأسعار تقدر بنحو 100 درهم في المتوسط للوجبة الواحدة.

تقاليد الكافيار

وعن تقاليد تقديم الكافيار، قال روبيز، إن تقديمه للتذوق يكون بملعقة ذهبية، أو ملعقة من العاج، مع خبز محمص، وكريمة طازجة، موضحاً أن تناوله بملعقة فضية، أو من استانليس استيل يؤدي إلى تفاعل مع الكافيار. وأضاف أن معرفة نوعية الكافيار تتم بوضع كمية على ظهر اليد، وتحديداً بين إصبعي السبابة والإبهام، ثم تناولها جرعة واحدة مع تمريرها والعين مغمضة، على سقف الحلق، واللسان، ونقاط التذوق المختلفة، وشم موضع الكافيار على ظهر اليد، فاذا بقيت الرائحة، فإن ذلك دليل على جودة نوعيته، وتابع أن الكافيار ارتبط بشخصيات عالمية عدة، حيث يوصف دائماً بأنه طعام الملوك، مشيراً إلى أن من أهم الزعماء الذين ارتبطت أسماؤهم بالكافيار، شاه ايران محمد رضا بهلوي، الذي أقام مأدبة طعام للاحتفال بذكرى تأسيس الدولة تضمنت أطناناً من الكافيار، كما يذكر التاريخ أن الزعيم الفرنسي، الجنرال شارل ديغول، أجاب عن سؤال لأحد الفلاسفة الفرنسيين عن الأشياء التي يحب اصطحابها معه إذا كان وحيداً على جزيرة منعزلة عن العالم، بأنه يريد مطعم (بريميير) التاريخي، الذي يقدم أرقى أنواع الكافيار، إضافة إلى انه طبق صحي رئيس لعدد من نجوم السينما العالميين.