محمد شهاب- المزارع السمكية Mohamed Shihab -Aquacultures

يعرض الموقع الأحدث من ومقالات و صور و مواقع تخص الاستزراع السمكى

رحلة تهريب التماسيح من أسوان للقاهرة وبيعها فى الأسواق لهواة تربيتها

إعداد/محمد شهاب

لم يكن يتوقع رجب راشد، أحد سكان منطقة أبوصير بمحافظة الجيزة، أنه سيشاهد تمساحاً فى الطريق يتجول بحرية على ضفاف «رشاح القرية»، ويقفز فى المياه هرباً منه.

قلق على ضفاف «رشاح الجبل».. وواقعة ظهور تمساح فى الترع والمصارف ليست الأولى

كانت البداية عندما رأى الرجل الذى يعمل سائق «توك توك»، شيئاً غريباً لم يعتد رؤيته على ضفاف ترعة شبرامنت، يتحرك ناحية «رشاح الآثار»، ويسقط فى الماء، وحينما اقترب من الرشاح وبدأ يلاحظ حركة المياه، رأى كائناً ينغرس فى طين الرشاح، لكن لم يتمكن وقتها من التحقق منه جيداً.لم تكد تمر ساعة على تلك الواقعة، حتى قصّ عليه أحد السكان أنه رأى تمساحاً فى «رشاح الجبل»، القريب بشدة من «رشاح الآثار» الذى شاهد فيه المخلوق الذى لم يكن قد تحقق منه وقتها.

الخيوط بدأت تتشابك فى ذهن الأربعينى، وبدأ يسأل كل من يركب معه «التوك توك» عما إذا كان قد رأى تمساحاً فى الرشاح، وكانت الردود صادمة بالنسبة له من الجميع، كباراً وصغاراً، وتشير إلى أنه ربما ليس تمساحاً واحداً فقط، بل أكثر من تمساح، حسب قولهم، وأنهم لاحظوها عند رشاح الجبل تارة، ورشاح الآثار تارة أخرى.

رحلة البحث عن التمساح

هكذا بدأ يتأكد للأهالى حقيقة «الكائن الغامض» الذى يشاهدونه بالقرب من الرشاح، وسرعان ما أبلغوا السلطات المعنية بالأمر، لتبدأ محاولات العثور على «التمساح» والتحقق من عدم وجود تماسيح أخرى فى المنطقة. شكوك الناس ورواياتهم حول وجود التمساح فى «رشاح الآثار» بمنطقة أبوصير بالبدرشين، وتحديداً فى الماسورة التى تربط الرشاح بفرع آخر منه، بالقرب من المنطقة الأثرية هناك، جعلت جهود البحث عن التمساح الذى رآه رجب راشد، سائق التوك توك، وغيره من المواطنين، تُركز على تلك المنطقة فى محاولة للعثور عليه، دون جدوى.

بعدها انتقلت الجهات المعنية للبحث فى «رشاح الجبل»، وكان لأبناء قرية أبوصير، التى يمر بها رشاحا «الآثار» و«الجبل»، دور فى الوصول إلى التمساح، ومساعدة فريق البحث فى العثور عليه. ورغم العثور على التمساح ظل سائق «التوك توك» رجب راشد مُصراً على أن هناك تمساحاً كبيراً آخر على الأقل لم يتم العثور عليه حتى الآن، بناء على ما سمعه من بعض السكان. هنا بدأ مُعد التحقيق مرحلة أخرى من البحث والتحرى فى محاولة للوصول إلى المواطنين الذين ساعدوا فى الإمساك بتمساح أبوصير بالجيزة، وتمت الاستعانة بماكينات الرفع المملوكة لأحدهم لنزح المياه من الرشاح، حسبما أكد رجب راشد، سائق «التوك توك»، فى محاولة للإجابة عن سؤال: من أين جاء أو تسرب التمساح، وما إذا كانت هناك تماسيح أخرى فى المنطقة حسبما يعتقد البعض؟

انطلاقاً من «رشاح الآثار» الذى شاهد فيه سائق التوك توك، رجب راشد، التمساح، بدأت الجولة التى خاضها مُعد التحقيق مترجلاً لتتبع التفرعات المختلفة للرشاح، باتجاه رشاح الجبل، فى محاولة للإجابة عن تلك الأسئلة التى عجز سائق التوك توك رجب راشد وغيره عن الإجابة عليها.

هجوم مفاجئ

انتهت الجولة عند مسجد نصار بالقرية، حيث كان يقف الشيخ عبدالهادى شعبان، الذى أكد أنه شارك فى نزح مياه الرشاح مُستخدماً ماكينات الرى المملوكة له، وأنه ظل ٤ أيام متواصلة يعمل دون أن يتقاضى أجراً، وعندما جاء اليوم الرابع، وظنت الجهات المختصة أنهم لن يعثروا على التمساح، وبدأوا فى التأهب للرحيل، كانت المفاجأة.

«عبدالهادى»: نزحت المياه 4 أيام بحثاً عنه وبعدما يئسنا ظهر فجأة

يقول «الشيخ عبدالهادى»: «قلنا خلاص مفيش حاجة، لأننا كنا نزحنا المياه بعد ما قسمنا الرشاح، علشان نسهل على نفسنا نزح المياه، لحد ما فجأة وقبل ما الكل يمشى بدقائق سمعنا واحد من بلدنا، كان بيدور معاهم، بينادى بصوت عالى وبيقول: التمساح أهو.. التمساح أهو».

«طه»: «لما حاولت أقرب منه هجم عليا»

كان ذلك الشخص هو طه رمضان، الذى تمكن من اصطياد التمساح بواسطة شوكة أخذها من الجهات المعنية، والذى قال لـ«الوطن»: «فى اليوم الأخير من البحث، كنا فقدنا الأمل خلاص، لأننا كنا نزحنا كل المياه من الرشاح ومش باقى غير الطين، وماكانش قدامنا حل غير إننا ندفس عصيان فى الطين يمكن يطلع، وفعلاً نجحت الفكرة وشُفته فجأة قدام منى».

ويضيف «رمضان»: «ناديت بعلو صوتى.. التمساح التمساح.. الكل جه ناحيتى، ولما حاولت أقرب منه هجم عليا وبعدها حاول يهرب، لكن غرزت شوكة مخصصة لصيد التماسيح فيه فوقف وطلعته، ولفيت عليه لزق علشان نتحكم فيه».

أسباب هجوم التماسيح

هجوم تمساح البدرشين على المواطن طه رمضان الذى كان له الفضل فى العثور عليه، وغيرها من الهجمات الشبيهة المتفرقة التى رصدها مواطنون آخرون على مدار السنوات الماضية، ربما ينذر بأن الوضع لن يكون آمناً فى المستقبل القريب إذا ما استمر تسرب تماسيح أخرى إلى الترع والمجارى المائية. ولعل ما يُعزز ذلك، ما أكدته وقائع سابقة على مدار السنوات الماضية، عن ظهور عدة تماسيح أخرى صغيرة، وهى وإن كانت صغيرة، إلا أنها قد تشكل خطراً على المواطنين إذا ما كبرت، وتعرّض المواطنون لها، حتى ولو عن غير عمد.

يُهاجم البشر حال شعوره بالخطر على «البيض» أو الجوع أو لوجود الإنسان بالقرب من أماكن معيشته

هذه الفرضية يُعززها ما يقوله د. عادل أحمد، رئيس معهد علوم البحار السابق، عن أسباب هجوم التماسيح، مشيراً إلى أن «التمساح يهاجم فى حال شعوره بالخطر على البيض، أو الجوع، أو لوجود الفرد بالقرب من أماكن معيشته».ويضيف رئيس معهد علوم البحار السابق، موضحاً: «التمساح على سبيل المثال بيحط البيض بتاعه على المناطق الرملية، وبيكون حوالى 50 بيضة، وبعدها بيغطى البيض بورق الشجر، ويفضل يتابعه من بعيد، ولو حد قرب منه علطول بيفترسه دفاعاً عن البيض».ويزيد من خطورة تبعات تسرب التماسيح للترع والمجارى المائية المصرية، ما يؤكده عن إمكانية تأقلمها مع بيئاتها الجديدة، خاصة إذا كانت البيئة التى تمر بها هذه الترع رملية، حيث إن «التمساح يحتاج بيئة رملية على ضفاف النيل والترع ونشاط بشرى قليل ومصدر غذاء.. وإذا توافرت له هذه الظروف المناسبة يستطيع العيش، وسيوجد بالتأكيد ويتأقلم.. بدليل أنه يتم تربيته فى مزارع خاصة يتم إعدادها ببيئة تناسب معيشته.. ويتأقلم ويعيش فيها ويتكاثر».

من أين تسرب التمساح؟

التصريحات التى صدرت عن مصادر فى محافظة الجيزة فى واقعة تمساح البدرشين الأخيرة، وتداولتها وسائل إعلام وقتها، أشارت إلى أن «شخص رمى التمساح فى المصرف»، دون أن تُحدد من ألقاه تحديداً؟ وكيف حصل عليه؟

روايات وشائعات كثيرة تناقلها السكان عن التمساح ومصدره، ولكن كان أكثرها تداولاً هى أنه تسرب من «مزارع الكلاب» الموجودة على طول ترعة شبرامنت، وهو ما نفاه بشدة بعض أصحاب مزارع الكلاب فى المنطقة، الذين أكدوا أنهم يقومون بتربية الكلاب فقط ولا طاقة لهم على تربية التماسيح، وأنهم اتخذوا من تلك المنطقة مقراً لمزارعهم لكونها بعيدة عن الكتل السكنية، وحتى لا يضار أحد. من بين أصحاب تلك المزارع، الثلاثينى باسم محمود، الذى أكد أن «أكل الكلاب سعره مرتفع جداً»، مشيراً إلى أن الأولى أن ينفق أمواله لشراء لحوم للكلاب «مصدر رزقه» بدلاً من إهدارها فى تغذية التماسيح، واتفق معه وليد عيد، صاحب مزرعة مجاورة، قائلاً: «مستحيل نربى تماسيح لأن مصاريف الكلاب كتيرة، تغذية وعلاج وإيجار، وعلشان نربى تماسيح محتاجين ميزانية إضافية وده مستحيل».

تربية عشوائية

محاولة البحث عن المتورطين المحتملين فى حوادث تسرب التماسيح دفعت مُعد التحقيق للتواصل مع عدد من هواة ومحبى تربيتها باعتبار أنهم من أكثر الفئات التى تقتنى هذه المفترسات وتتعامل معها.

«زياد»: كلما كبر حجمه زاد سعره وقلّت فرصة بيعه لارتفاع تكلفة تغذيته 

ومن بين هؤلاء كان زياد سعيد، الذى اعتبر أن «حالة تمساح البدرشين تحديداً حالة فردية رغم خطورتها»، محاولاً إبعاد تهمة تسربه إلى هناك من هواة تربية التماسيح. يقول «زياد»: «اللى رماه أكيد شخص مريض حابب يثير الجدل ويخلق مشاكل، وده لأن التمساح لما بيكبر سعره بيزيد أضعاف، وبيتباع للحدائق الخاصة والسيرك، فمفيش هاوى هيرمى تمساح فى النيل أو مجرى مائى ويخسر فلوسه اللى اشتراه بيها، لأن لو باعه هيكسب فلوس حلوة، والأسعار غالية، خصوصاً التماسيح اللى طولها فوق المتر».

أحد الهواة: مالناش ذنب فى حوادث تسربها ومش معقول هنشتريها ونأكّلها وفى الآخر نرميها وتعامل الهاوى مع مفترسات زى دى لازم يكون بحذر وتركيز وهدوء.. وإلا هتحصل كوارث

ويواصل الدفاع عمن يسميهم بالهواة، قائلاً: «الهاوى يحب ما يملكه ويتعلق به بشدة ويستحيل أن يرميه فى الماء، لأنه بذلك سيخسر أموالاً دفعها عند الشراء وخلال التربية»، ويتابع: «يوم ما يفكر يخلص منه، أول حاجة هتيجى فى باله فلوسه اللى دفعها واللى لازم يرجعها، ده بخلاف المصاريف اللى صرفها على الأكل والتربية».

هنا يوضح «زياد» أن «حجم التمساح عند الشراء يؤثر على سعره بشكل كبير، وكلما كان الحجم كبيراً زاد السعر، إلا أنه فى نفس الوقت فإن كبر حجم التمساح يُقلل فرص البيع، لأن الجميع يُفضل شراء فقس الموسم لحجمه الصغير وعدم حاجته إلى عناية من نوع خاص، كما أنه موفر بشكل كبير فى الأكل، لأنه مع زيادة حجم التمساح تزداد الوجبة المخصصة له». وعلى الرغم مما يشير إليه «زياد» عن أن «كبر حجم التمساح يُصعب عملية بيعه أمام هواة تربية التماسيح، نظراً لزيادة الوجبة المخصصة له»، وهو ما قد يفتح الباب أمام احتمالات أن يلجأ بعض الهواة لمحاولة التخلُّص منه فى النهاية بأى طريقة ولو بإلقائه فى الترع والمجارى المائية، إلا أن «زياد» يعود ويقول إن الهواة «ملهمش أى ذنب فى حوادث تسرب التماسيح دى».

لكن د. عادل أحمد، رئيس معهد علوم البحار السابق، يؤكد أن «وجود تماسيح فى الترع المصرية ملوش غير تفسير واحد، وهو رميها من جانب أحد هواة تربيتها، لأنه بعدما يصل التمساح لعمر 3 سنوات بيكون صعب عليهم التعامل معاه، علشان كده بيحاولوا يتخلصوا منه بطرق كتيرة منها البيع، ومنها الرمى فى أى مجرى مائى، وده طبعاً سلوك مرفوض تماماً». وللتأكيد على صحة كلامه، يوضح أن التماسيح تعيش على سطح الماء فى بيئات معينة تناسبها، كما هو الحال فى بحيرة ناصر، وفى حالة بحثها عن بيئة أخرى تناسبها، فلن تتمكن من عبور السد العالى؛ لأن العبور يتطلب أن تغوص لعمق 80 متراً أسفل السد للمرور، وهذا لن يحدث؛ لعدم قدرتها على النزول إلى تلك الأعماق، وبالتالى فإن المهربين ثم الهواة هم المسئولون عن جلب التماسيح التى تظهر فى المجارى المائية فى الدلتا، حسب تأكيده.

حجج الهواة

«الهواة يعتبرون أن من حقهم تربية ما يشاءون من كائنات، حتى وإن كانت خطيرة، طالما هناك قدرة تدريبية وتأهيلية للسيطرة عليها»، هكذا يتحدث زياد سعيد، أحد هواة تربية التماسيح، مشيراً إلى أنه يمكن تربيتها ولكن بضوابط صارمة، من بينها «عدم بيع التماسيح لمن لا يملك العلم الكافى للتعامل معها». ويعطى «زياد» نصائح لمن يريد تربية تمساح قائلاً: من الضرورى أن يتم توفير بيئة مناسبة له قبل إحضاره إلى المنزل، فيجب أن يتم تجهيز حوض كبير بما يكفى ليتناسب مع حجمه، كما ينبغى أن يحتوى الحوض على جزيرة جافة تشكل نحو 30% من مساحته، يستريح عليها التمساح، بالإضافة إلى مصدر حرارة مناسب، خاصة فى فصل الشتاء. وفيما يتعلق بالتغذية يقول: «لازم كمان المربى ياخد باله من التغذية، فهى تعتمد على توفير الطعام الذى يتناسب مع بيئته الطبيعية، والتماسيح الصغيرة تتغذى على الحشرات والديدان والزواحف الصغيرة زى السحالى والفئران الصغيرة، بينما تتناول التماسيح الأكبر قطعاً كبيرة من اللحوم مثل أجنحة الدجاج، والأسماك الصغيرة مثل البلطى والسردين». وإلى جانب ما سبق، حسبما يؤكد «زياد»، فإنه: «لازم يكون فيه حذر خلال التعامل مع التماسيح، وطول ما انت مش محسس الكائن اللى بتتعامل معاه بالتهديد عمره ما هيأذيك، فلازم التعامل يكون بحذر وتركيز وهدوء وإلا هتحصل كوارث»، حسب تأكيده.

استعراض قوة

لكن لماذا يهوى بعض الشباب تربية التماسيح أصلاً؟ سؤال دفعنا للتواصل مع د. جمال فرويز، استشارى الطب النفسى، فى محاولة للتحليل النفسى لشخصية من يربون التماسيح ومعرفة الدوافع الخفية وراء هوايتهم تلك.

استشارى الطب النفسى اعتبر أن «من يُقدمون على تربية المفترسات عموماً، وفى مقدمتها التماسيح، يعانون مما يُعرف باضطراب الشخصية النرجسية، وهى حالة نفسية تتسم بشعور مبالغ فيه بأهمية الذات وحاجة مفرطة للاهتمام». وأضاف: «يعانى الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية النرجسية كذلك من ضعف فى فهم مشاعر الآخرين، ما يؤدى إلى نشوء علاقات متوترة وغير مُرضية، وتحت القناع الظاهر من الثقة، يشعرون غالباً بعدم الاستقرار فى تقديرهم لذاتهم، وينزعجون من الانتقادات». وتابع: «يحاول من يعانى من اضطراب الشخصية النرجسية أن يُظهر نفسه قوياً من خلال اللجوء إلى تربية التماسيح فى محاولة لاستعراض القوة وأنه قادر على التعامل مع أقوى فك فى العالم».

وحسبما يستطرد: «بيحاول يقول أنا موجود، علشان يحس بذاته وإنه له أهمية ويلفت الانتباه إليه، والاضطراب ده بيظهر بشكل أكبر لدى الذكور، وغالباً ما يبدأ فى سن المراهقة».

التجار «يفردون عضلاتهم»

تقوم هواية تربية التماسيح على تجارة واسعة حاول مُعد التحقيق تتبعها بداية من منصات التواصل الاجتماعى، التى تعتبر الوسيلة الأسرع لبيع التماسيح.

وتجب مواجهة تجارة التماسيح بمشروع قومى لتربيتها والاستفادة منها مادياً بما لا يخالف القوانين الدولية

وتوصيلها لمريديها حتى المنازل، حيث تنتشر على موقع التواصل «فيس بوك» عدة صفحات وعشرات «البوستات» لتجار يعرضون بضاعتهم من التماسيح على الشباب.

أحد التجار: «بقالنا سنين بناكل عيش من الشغلانة.. والتمساح الصغير بيفضل 3 سنين علشان يوصل 90 سم» «طه» فى موقع العثور على تمساح البدرشينأهالى المحلة يعثرون على تمساح

من بين هؤلاء التجار كان محمد خالد (وهو اسم مستعار)، وهو يعد من أهم تجار التماسيح فى مصر والملقب بـ«الإمبراطور» لكونه الأكثر شهرة بين تجار التماسيح، لقدرته على توفير أعداد كبيرة من التماسيح فى أى وقت يُطلب منه ذلك. الحديث مع هذا التاجر لم يكن بالأمر الصعب، فهو يعرض التماسيح على منصات السوشيال ميديا ومن يريد الشراء عليه فقط التواصل هاتفياً ودفع «جدية حجز» «مبلغ بسيط من ثمن التماسيح لضمان الجدية»، وقد تواصل معه مُعد التحقيق عبر الهاتف الجوال دون الكشف عن حقيقة هويته، وأخبره بأنه يريد شراء تماسيح صغيرة، فقس هذا الموسم، وبأى كمية يتمكن من توفيرها، وأكد له أنه لن يكون هناك ما يعيق تنفيذ الصفقة من الناحية المالية، وهنا بدأ التاجر فى «فرد عضلاته» مؤكداً أنه يستطيع جلب أكثر من 1000 تمساح.

هكذا يتم تهريب التماسيح

خلال لقاء لاحق مع هذا التاجر، أخذنا الكلام حتى الوصول إلى نقطة تتعلق بكيفية جلب التماسيح، أو بمعنى أدق «تهريبها»، من خلف السد العالى إلى القاهرة ومحافظات أخرى.

النقل يتم فى «فناطيس السيارات».. وبيعها فى سوق الجمعة يبدأ من 700 جنيه حتى 3 آلاف جنيه

حيث قال: «الفقس بييجى من بيئته الطبيعية من بحيرة ناصر خلف السد العالى عن طريق صيادين متخصصين، وبيوصل هنا القاهرة بطرق كتيرة منها التهريب فى فناطيس المياه الملحقة بعربيات النقل الثقيل».

«سوق الجمعة» حلقة الوصل الأهم بين الهواة والتجار.. والبيع علنى رغم التجريم القانونى

وبالإضافة لفناطيس المياه، كما يضيف التاجر، هناك أيضاً «القطار اللى بيعتبر أسهل وسيلة للتهريب.. بنركب من محطة فرعية علشان مايكونش فيه تفتيش، وننزل برضو فى محطة فرعية قريبة من المكان اللى إحنا عايزينه، ونوزعها على تجار القطاعى، ومنهم لسوق الجمعة، وتجار السوشيال ميديا».بعد تهريب التماسيح من بحيرة ناصر يتم تسويقها وبيعها للهواة سواء كان البيع هذا على السوشيال ميديا أو فى سوق الجمعة باعتبارها الأشهر فى مصر، حسبما يشير تاجر التماسيح: «الفقس بيتنقل فى علب متوفر فيها تهوية كويسة ونسبة مياه لعمل رطوبة، حفاظاً على حياة التمساح».

نقطة اللقاء بين الهواة والتجار

سوق الجمعة بما تحويه من تنوع فى حركة البيع والشراء، تعتبر حلقة الوصل الأهم بين تجار التماسيح والهواة.. وقد ذهب مُعد التحقيق إلى هناك فى محاولة لشراء «تماسيح فقس الموسم» (أى فقست فى الفترة بين شهرى يونيو حتى أغسطس من العام نفسه).

الوصول إلى بائعى التماسيح هناك ليس بالأمر الصعب، فرغم أنها تجارة مُجرّمة قانوناً فإن التجار يجهرون بالبيع ولا يستترون، يجلسون بها فى صناديق مياه، مفتوحة من أعلى لضمان التهوية بالنسبة لفقس العام، أما التماسيح الكبيرة التى تتجاوز 70 سم فتوضع فى صندوق من دون ماء.

ذهب مُعد التحقيق إلى أحد التجار المنتشرين فى السوق، وطلب شراء 5 تماسيح «فقس الموسم» ليخبره التاجر على الفور بأن طلبه موجود، والسعر يبدأ من 700 جنيه للتمساح الذى يبلغ طوله 35 سم، أما التمساح الذى يبلغ طوله 70 سم فيقترب من الـ 3 آلاف جنيه. خلال الحديث طلب التاجر عدم التصوير، معللاً ذلك بأن هناك العديد من الشباب يقومون بالتصوير فقط دون شراء، وهو الأمر الذى يسبب له العديد من الأزمات.

لم يكن تاجر سوق الجمعة يعرف هوية مُعد التحقيق، ولهذا تحدث معه وهو مطمئن، ونصحه بأن يختار التماسيح بعناية شديدة، وأن يكون التمساح مكتمل النمو وبصحة جيدة، قائلاً: «أوقات الصيادين بيجيبوا البيض من أسوان ويفتحوه بموس، وطبعاً ما بيكونش نموه اكتمل، والسرة ما بتكونش اتقفلت، وده لو اشتريته هيموت عندك علطول». وتابع التاجر الذى بدا وكأنه يحاول الإيحاء بأنه مصدر مضمون وثقة للشراء منه مقارنة بغيره من التجار: «التمساح اللى بوزه قصير نموه بيكون ضعيف، وممكن يفضل 3 سنين علشان يوصل 90 سم، واللى رأسه مفلطحة فى ظرف 4 شهور يوصل 80 سم». وبحسب التاجر فإن «المهربين يقومون بتخزين بيض التماسيح وتفريخه»، للحصول على أكبر عدد من التماسيح الصغيرة قبل نهاية موسم الفقس والذى ينتهى مع بداية شهر سبتمبر: «بيفتحوا البيضة بنفسهم بالموس بعد ما يسرقوها من العش، أما الفقس الصغير اللى بيطلع من البيضة بطريقة طبيعية، فبيصطادوه بالشبك، وده بيكون بعد 5 أيام من الخروج من البيضة».

مواصفات التمساح السيئ يحددها التاجر قائلاً: «البطن مدورة وحمراء، ومكان جلد السرة مقفلش، ولو لمسته تلاقيه بيقفل عينه كل شوية»، أما عن مواصفات التمساح الجيد فيقول تاجر سوق الجمعة: «السرة تكون مقفولة، وطول الفم من المناخير للعيون 4 سم، وطوله كامل 35 سم، والجسم طويل ورفيع، والرأس مفلطحة مش عالية».

ماذا يقول القانون؟

السهولة التى تتم بها فى الواقع عمليات تهريب التماسيح والاتجار بها واقتنائها وتربيتها، دفعتنا للتعرف على موقف القانون من هذه العمليات، وهو ما أوضحه محمود فهمى المحامى، مؤكداً أن قانون البيئة رقم 9 لعام 2009 يحظر القيام بصيد أو قتل أو حبس الطيور والحيوانات البرية والكائنات الحية المائية، أو حيازتها أو نقلها أو تصديرها أو استيرادها أو الاتجار فيها حية أو ميتة كلها أو بأجزائها أو مشتقاتها، أو القيام بأعمال من شأنها تدمير البيئة الطبيعية لها وتصل العقوبة إلى غرامة مالية لا تقل عن 5 آلاف جنيه ولا تزيد على 50 ألف جنيه». علاوة على ما سبق، نصت «اللائحة التنفيذية لقانون البيئة»، على أنه «يُحظر بأية طريقة صيد أو قتل أو إمساك الطيور والحيوانات البرية، والوارد بيانها فى الملحق الرابع للائحة، ويُحظر حيازتها أو نقلها أو التجول بها أو بيعها أو عرضها للبيع حية أو ميتة، كما يُحظر إتلاف أوكار الطيور أو إعدام بيضها، ويسرى حكم هذه المادة على مناطق المحميات الطبيعية وكذلك مناطق وجود الحيوانات والطيور المهددة بالانقراض والتى يصدر بها قرار من وزير الزراعة أو المحافظين بالتنسيق مع جهاز شئون البيئة».

هنا حاولنا التواصل أكثر من مرة مع «إدارة الإعلام» فى وزارة البيئة، هاتفياً وعبر «واتساب»، فى محاولة لمعرفة الجهود التى تبذلها الوزارة للسيطرة على «هواية تربية التماسيح وتجارتها وتهريبها»، وتصور الوزارة لكيفية التصدى لها ومحاصرة المهربين والتجار، إلا أن هبة معتوق، مدير الإدارة، اكتفت بالقول: «ما سمعناش عن الموضوع ده».

هواية وتجارة تنتظر مواجهتها

لكن خطورة تجارة وهواية تربية التماسيح على حياة المواطنين، دفعت د. محمد جلال، مدير الإدارة العامة لحدائق الحيوان والطيور، للتأكيد أنه وإن كان القانون يحظر تربية المفترسات فى البيوت، فإنه هناك حاجة فى الوقت نفسه لمزيد من الضوابط والتدابير التى تحكم عملية اقتناء تلك المفترسات، وتحظر تجارتها من جانب الأفراد وتربية الهواة لها فى البيوت. «هنا تظهر أهمية التوعية بخطورة تربية المفترسات»، حسبما يضيف د. محمد جلال: «لازم يكون عندنا الوعى الكافى.. لأن أنت مش بتربى قطة ولا كلب، أنت بتربى مُفترس، لأن الموضوع مش بس خطر عليك كهاوى، لأ ده خطر على المجتمع»، ولا بد من تكثيف الحملات التثقيفية الفترة المقبلة، لأن التساهل فى تربية الكلاب والقطط كان سبباً فى خروج الأمر عن السيطرة، ونخشى تكرار الأمر مع التماسيح، لأنها ربما تتكيف مع البيئة الجديدة ويصعب بعدها السيطرة عليها». ويوضح «جلال» أنه عند تقديم بلاغات من المواطنين بتربية تماسيح داخل أحد المنازل، يتم تشكيل لجنة عالية المستوى، للسيطرة الآمنة على الوضع، قائلاً: «لا بد أن تكون هناك مأمورية ضبط وإحضار من البيئة، وهنا يمكن إتمام عملية الضبطية القضائية ومصادرة الحيوانات المضبوطة». ولفت إلى أنه بالنسبة للواقعة الأخيرة الخاصة بـ«تمساح البدرشين»، فإنه بمجرد وصول إشارة أفادت بوجود تمساح هناك، صدرت تعليمات بضرورة الوجود فى المنطقة لبيان حقيقة الأمر والتعامل الآمن معه حال العثور عليه. وقال: «كنا موجودين بصفتنا ممثلين عن الهيئة العامة للخدمات البيطرية، وتم التعامل مع الأمر بشكل سريع ودقيق، حتى تم العثور عليه، وإيداعه بحديقة حيوان بنى سويف لقربها من موقع العثور عليه».

تسليم التماسيح لحدائق الحيوان

ويؤكد مدير الإدارة العامة لحدائق الحيوان أن حدائق الحيوان تُقدم تسهيلات للمواطنين فيما يتعلق بتسليم التماسيح للحدائق دون السؤال حتى عن مصدر شراء التمساح، لأن ما يعنينا هو الحفاظ على سلامة المواطنين وكذلك الحفاظ على الحيوانات فى بيئتها» ويتابع: «كل شىء يتم بالمجان، ونقوم بعمل شهادة إدارية ونأخذ وسيلة اتصال للمواطن وصورة من بطاقة الرقم القومى، ونشكره على حسن تعاونه ووعيه بخطورة اقتناء تمساح».شروط استقبال التماسيح من الهواة وغيرهم، يوضحها د. محمد جلال، مدير الإدارة العامة لحدائق الحيوان والطيور والأسماك، قائلاً: «يتم تشكيل لجنة من المختصين لفحصه ظاهرياً، ويتم عزله 3 شهور قبل دمجه مع نفس الفصيلة فى الحديقة أو توزيعه على حدائق أخرى بها نفس النوع» ويؤكد: «التماسيح مش بتتهرب من بره، مصدر التماسيح الوحيد عندنا هى بحيرة ناصر خلف السد العالى، ويمكن ده سبب فى انتشار الظاهرة لسهولة الحصول على الفقس، وتربيته بشكل عشوائى».

تشديدات تشريعية واجبة

الاتجار بالتماسيح وتربيتها بشكل عشوائى من جانب تجار أو هواة دون الحصول على تراخيص.

نائب برلمانى: تربيتها جزء من ظاهرة خطيرة تُنذر بكارثة.. واللى بيربى حيوان مفترس زيه زى اللى قتل مواطن دهساً بسيارة.. وسأتقدم بمشروع قانون لتغليظ العقوبات المتعلقة بتربية المفترسات بالبيوت والاتجار بها

كانت موضوع اهتمام النائب علاء عصام، عضو مجلس النواب، وابن مدينة البدرشين التى تم العثور على التمساح مؤخراً فيها، والذى اعتبر أن قيام أفراد باقتناء وتربية التماسيح جزء من ظاهرة خطيرة انتشرت خلال الآونة الأخيرة وهى اقتناء الحيوانات المفترسة داخل البيوت. «عصام» اعتبر أيضاً أن هذه الظاهرة تُنذر بكارثة إن لم يتم تدارك الأمر والسيطرة عليه، قائلاً: «لازم يبقى فيه عقوبات شديدة فى موضوع اقتناء الحيوانات بشكل غير قانونى، لا تقف عند الغرامة أو الحبس المخفف، لأن اللى بيربى حيوان مفترس بيكون عارف إنه خطر على المواطنين، زيه زى اللى قتل مواطن دهساً بسيارة بسبب السرعة الزائدة».لكل ذلك يؤكد النائب علاء عصام «أنه سيتقدم بمشروع قانون فى دور الانعقاد الحالى لتعديل بعض مواد القانون المتعلق بتربية المفترسات والاتجار بها، بهدف تغليظ العقوبة مع النفاذ: «الغرامة مش الحل، لأن اللى بيربى المفترسات هم غالباً من الأغنياء، وبالتالى هيدفعوا الغرامة بكل بساطة، إنما الحبس أمر تانى ولازم يكون مغلظ فى حالة العاهة المستديمة».

محاصرة التجار بـ«مشروع قومى للتربية»

فى السياق نفسه، يشدد د. عادل أحمد، رئيس معهد علوم البحار السابق، على ضرورة محاصرة تجارة التماسيح، التى وإن كانت مجرَّمة قانوناً، فإنها تتم فى العلن، حيث تُباع التماسيح فى أماكن كثيرة من دون سند قانونى، وإلى جانب ذلك يجب عدم السماح للأفراد بتربية التماسيح فى المنازل نظراً لما يمثله ذلك من خطورة عليهم وعلى المحيطين بهم، ومراقبة أى أنشطة أو تعاملات أخرى غير قانونية تتعلق بالتماسيح.

«كثرة التماسيح وبيعها بأسعار رخيصة مقارنة بباقى المفترسات، جعل من تربيتها داخل المنازل هواية خطرة جذبت مئات الشباب، ومع تقدم التمساح فى العمر يعجز الهواة عن التعامل معه، ولذلك يلقون بها فى المياه دون وعى، وهنا تكمن الخطورة» حسبما يقول د. عادل أحمد، رئيس معهد علوم البحار السابق. ويؤكد د. عادل أحمد «ضرورة مواجهة هذه الظواهر الخطرة والخارجة عن القانون، من خلال مشروع قومى لتربية التماسيح بهدف الاستفادة منها مادياً وعمل أنشطة سياحية وصناعية، فيما لا يتعارض مع القوانين الدولية التى تلزم مصر بعدم التجارة فى التماسيح».وأشار إلى أن حصة مصر من اصطياد التماسيح صفرية مثلها مثل دولة مدغشقر، وهذا يعنى أنه لا بد من البحث عن طرق بديلة للاستفادة من التماسيح غير اصطيادها، قائلاً: «مسموح لينا كدولة التعامل مع بيض التماسيح المخصب وتفريخه، للحصول على أعداد كبيرة من التماسيح بطرق لا تخالف القوانين الدولية التى وقعت مصر عليها وأهمها اتفاقية سايتس». فهل نرى خلال الفترة المقبلة نصوصاً قانونية تغلظ عقوبة تهريب وتجارة واقتناء وتربية التماسيح، وإجراءات وتدابير لمحاصرتها والقضاء عليها مبكراً، حتى لا تتحول إلى ظاهرة لا يمكن السيطرة عليها؟

اتفاقية التجارة الدولية بأنواع الحيوانات والنباتات البرية المهددة بالانقراض، والمعروفة اختصاراً باتفاقية «سايتس CITES»، هى اتفاق بين مجموعة من الدول، بغرض التأكد من أن التجارة الدولية بعينات الحيوانات والنباتات البرية لا تهدد بقاء الأنواع التى تنتمى إليها.اتفاقية «CITES» مساحة لا تقل عن 2.5 فدان، وموافقة جهاز شئون البيئة، وموافقة الجهة الأمنية، والإدارة المحلية، والشئون الصحية، ووجود سجل تجارى وبطاقة ضريبية، ورسم هندسى للمكان، وطلب للإدارة المركزية لحدائق الحيوان لمعاينة الموقع.

المصدر: وزارة الزراعة

 ترخيص المزارع  مدير حدائق الحيوان: نخشى أن يتحول تسربها إلى ظاهرة لا يمكن السيطرة عليها.. ونُقدم تسهيلات لتشجيع المواطنين على تسليمها للحدائق دون السؤال عن مصدر شرائها  يجب تكثيف حملات التوعية بخطورة تربية المفترسات «لأنك مش بتربى قطة أو كلب».. والتماسيح مش بتتهرب

تمساح المهندسين حوادث ظهور التماسيح بالمحافظات انتشار صور على مواقع التواصل الاجتماعى لتمساح فى نهر النيل بأسوان

من بره ومصدرها الوحيد «بحيرة ناصر».. وسبب انتشار الظاهرة سهولة الحصول على الفقس وتربيته بشكل عشوائى استشارى أمراض نفسية يُحلل شخصية هواة تربيتها: يعانون من «اضطراب الشخصية النرجسية» ويحاولون استعراض القوة.. وقانون البيئة يحظر صيد أو قتل الحيوانات البرية والكائنات المائية أو حيازتها أو نقلها أو تصديرها أو الاتجار فيها

بحر حادوس أحد الهواة يحمل تمساحه تماسيح للبيع على السوشيال ميديارئيس «علوم البحار» السابق: وجود تماسيح فى الترع ومصارف المياه ليس له سوى تفسير واحد وهو «رميها» من جانب الهواة.. وعندما تصل لعمر 3 سنوات يصعُب عليهم التعامل معها فيحاولون التخلص منها بالبيع أو إلقائها فى المجارى المائية منشورات لبيع التماسيح على السوشيال ميديا  «السوشيال ميديا» الوسيلة الأسرع والأسهل لبيع التماسيح.. والتوصيل لراغبى الشراء حتى المنزل بعد دفع «جدية حجز».. وعشرات الصفحات على «الفيس بوك» لعرض البضاعة  نائب برلمانى: تربيتها جزء من ظاهرة خطيرة تُنذر بكارثة.. واللى بيربى حيوان مفترس زيه زى اللى قتل مواطن دهساً بسيارة.. وسأتقدم بمشروع قانون لتغليظ العقوبات المتعلقة بتربية المفترسات بالبيوت والاتجار بها

المصدر: الوطن
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 267 مشاهدة

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

2,348,198