محمد شهاب- المزارع السمكية Mohamed Shihab -Aquacultures

يعرض الموقع الأحدث من ومقالات و صور و مواقع تخص الاستزراع السمكى

أبرز "بدع" المصريين في أكل الأسماك خلال العيد

إعداد/محمد شهاب

 كتب حسن عصام الدين:
لا يخلو حجرًا في قاعة معبد، أو في قاعدة هرم، أو قاع مقبرة، من رسومات تُظهر اهتمام المصريين بالأكل وطقوسه بصمات المصريون واضحة لتكون شاهدة على شعب من أعرق وأقدم الشعوب في العالم صاحب حضارة كبيرة وقد أبدع المصريون في صناعة السمك بأنواعه المختلفة، وتفننوا في رسم أطباقه، فمن اختراع السمك الممُلح "الفسيخ" مرورًا بالسمك المُدخن، وصولًا إلى أحدث إبداعات المصريين "السمك الناشف".
الفسيخ والرنجة:
 ينتظر المصريون انتهاء شهر رمضان المبارك ليمارسوا بدعهم التي تظهر بظهور كل مناسبة، ففي عيد الفطر المبارك تتجه البيوت المصرية لشراء الفسيخ والرنجة بجانب كعك العيد والحلويات الأخرى. ويتناول المصريون الفسيخ والرنجة لأسباب ترتبط بالهوية التاريخية المصرية التي ما زالوا يتوارثونها حتى وقتنا الحاضر، فالمصريون منذ قديم الأزل واعتادوا على تناول الأسماك المملحة خلال أعيادهم، وكان هذا منذ آلاف السنين حينما كانوا يقسمون العام الواحد بين ثلاثة مواسم كانوا يحتفلون بها ويعتبرونها عيدا لهم وهي موسم الفيضان وموسم الشتاء وموسم الحصاد.وقد وثّق المصريين القدماء عاداتهم في تناول الفسيخ والرنجة من خلال العديد من المظاهر مثل الرسومات والنقوش التي أبرزت ذلك، وعبر قيامهم بتحنيط السمك كذلك وظهر ذلك على جدران المعابد في الأقصر، حيث أبرز المصريين القدماء طرق قيامهم بتصنيع الفسيخ من خلال استخدام أسماك قشر البياض.
ورغم التحذيرات التي تنطلق من وزارة الصحة والأطباء المتخصصين من خطورة تناول الأسماك المملحة خلال كل عام وخاصة بعد شهر رمضان نظرا لعدم تأقلم الجسم على تناول الأسماك بعد، إلا أننا نجد إقبالًا كبيرًا على تناول الأسماك المملحة وخاصة الفسيخ والرنجة التي إما إنه يتم تمليحها من خلال ربات المنازل ويبدأ هذا قبل فترة من العيد أو يتم شرائها مباشرة من المحال المختلفة. ولا يتوقف الأمر عند شراء الفسيخ أو الرنجة فحسب فالمصري يحب المزاج ولهذا يلجأ إلى شراء الحمص والترمس والبصل والليمون كوسيلة من وسائل التحلية التي تضاف إلى تلك الوجبة.
سمك الباكالا:
ولا يقتصر المصريون على تناول الفسيخ والرنجة فحسب، بل يتناولون أي نوع من أنواع الأسماك المملحة ويختلف هذا باختلاف المحافظة التي تتعدد معها وتتنوع العادات والموروث الثقافي والتاريخي. فنجد على سبيل المثال محافظة مثل المحافظات التي تقع داخل نطاق البحر الأحمر مثل الغردقة وسفاجا والقصير وشرم الشيخ فهي محافظات ينتشر بها تناول السمك المجفف أو "الباكالا" وهو نوع من أنواع الأسماك الذي يتم صيده من قبل الصيادين وبيعه للمواطنين ويعد نوع مهم من الأسماك بجانب الفسيخ والرنجة عند الأهالي خاصة في المواسم مثل عيد الفطر.
وسمك الباكالا هو في الأساس يتضمن مجموعة من الأنواع وهي البياض والرهو وأبوقرن والحريد، وهي أنواع من الأسماك يمكن تمليحها، حيث يتم شقها إلى نصفين واضافة الأملاح إليها وتركها كي تملح وتصبح صالحة للتناول فيما بعدلقدرتة على تمليح وصناعة الفسيخ بطرق معينة ومعايير علمية معينة تعطي السمك طعما رائعًا ومختلفًا عن باقي الأسماك، فنجد على سبيل المثال العديد من المحافظات التي ينتشر بها صناعة الفسيخ في الأساس مثل نبروه التابعة لمحافظة الدقهلية ودسوق بكفر الشيخ وبيسون بالغربية. الأمر لا يتوقف على قدرة المحلات أو المصانع على انتاج الفسيخ والسمك المملح وإنما يتعدى الأمر إلى قيام المرأة المصرية بصناعة الفسيخ بالمنزل بعد تمليحه بنفسها، حيث تقوم المرأة المصرية بشراء السمك البوري وتمليحه بنفسها وهو أمر يعكس مهارة المرأة المصرية في الطبخ.

 

المصدر: البوابه- حسن عصام الدين
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 173 مشاهدة
نشرت فى 2 مايو 2022 بواسطة hatmheet

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

2,280,696