دعوة لمناقشة مستقبل مزارعنا و ثروتنا السمكية؟
محمد شهاب
حققت المزارع السمكية المصرية خلال ما يقرب من نصف قرن إنجازات هامة محليا و عالميا، من حيث الإنتاج، تحتل مصر مكانة متقدمة ضمن أكبر 10 منتجين عالميا(حسب الفاو)، و الأولى عربيا و افريقيا و بحر متوسطيا و شرق أوسطيا. كما تنتج مزارعنا حوالى 80% من الإنتاج السمكى المصرى. كان هذا الإنجاز من عرق و أموال و جهود المصريين شعبا و حكومة.
رغم هذا، فلا يجب أن ننسى ان العالم يتقدم بخطوات كبيرة فى هذا المجال، و من ثم نحتاج دراسة ما يحدث حولنا و فى العالم، فقد تقهقر ترتيبنا من الثانى الى الثالث (حتى الآن)، فى إنتاج البلطى، لتصبح إندونيسيا فى المركز الثانى، و يتوقع تقدم كبير ستحققه البرازيل فى هذا المجال.
أما من حيث اكبر المزارع من حيث المساحة على مستوى أفريقيا، فتقوم نيجيريا بتعاون مع الصين بإنشاء أكبر مزرعة سمكية بتمويا 3.25 مليار دولار، ، يضم أكثر من 100 ألف فدان بمنطقة Tegina، و سيتم زراعة البلطى به، كما و انه تقوم سلطنة عمان، بشراكه مع كوريا الجنوبية بإنشاء أكبر مزرعة سمكية في الشرق الأوسط، على الساحل البحري في ولاية السويق شمالي البلاد، على مساحة 33320 فدان، بحوالي 4.144 مليون دولار.
كما و أننا لم ننتج سلالة بلطى سريعة النمو عالية الإنتاج، و لم يتم تفريخ صناعى للبورى محليا و هى النوع الذى يللى البلطى من حيث كم إنتاج مزارعنا، و يعتمد المزارعين على زريعته من مصادرها الطبيعية، و التى تتقلص كمياتها عاما بعد عام و لم تعد تكفى فى حالة التوسع فى مزارعنا.
كما لا يوجد مزرعة سمكية مصرية واحدة تنطبق عليها شروط التصدير، حسب شروط الأتحاد الأوروبى، و التى اصبحت الكثير من الدول تأخذ بها عند الإستيراد.
من المعطيات السابقة، و غيرها من تغيرات محلية و عالمية، نحتاج مصريا الى وقفه مع أنفسنا، و مناقشة الامور ككل و بشجاعه و شفافية، و يشارك فى هذا النقاش كل الأطراف المتصلة بأمر الثروة السمكية المصرية عامة، و المزارع السمكية خاصة(مزارعى سمك- باحثين- تنفيذيين- فنيين-قانونيين-أقتصاديين و ماليين- برلمانيين....الخ)
ساحة النقاش