انت رايحة علي فين يامصر.المقالة الرابعة

بيد اننا نقف الان امام مشهد غريب علي الشعب المصري ،او بصورة ادق لم تشهدة مصر هذا الوضع من الاستقطاب بين طرفين مقابل  الاغلبية الصامته التى تقف موقف المتفرج، وفي حالة حيرة وارتباك ، فالاسرة المصرية منقسمة حتي وصلت الحدة الي الطلاق وتبري الاب لابنه، وتصاعد الاخلافات مع تصاعد الوعي  والارتباك السياسي بين افراد المجتمع

ان نظرة عميفة للوضع الحالي نجد التيار الاسلام السياسي غير قادرعلي قبول انه فقد السلطة، وعلي الرغم من تنظيمه وقدرته علي الحشد، ولكن في ليلة واحدة فقد كل شئ، ووضعت قيادته في السجون، بل اصبحت الاحزاب الناطقة باسمه من الاحزاب الارهابية.

معضلة التيار السياسي الاسلامي

بات واضحا ان التيار الاسلامي غير قادر علي فهم تسلسل الاحداث في مصر، بل فاقد القدرة علي فهم طبيعة الشعب المصري، خاصة الاغلبية الصامته التي بدأت تتململ من الوضع الحالي.

فقد الاخوان المسلمين السلطة بسبب عدم قدرتهم علي الحكم ،والوسطية في فهم مراحل الحكم، فكانت الاشكالية الاساسية لهم هي الاستحواذ علي اكبر قدرمن المناصب، في مقابل انعدام الخبرة ، ثم الكذب بان الاوضاع الاقتصادية علي مايرام في حين ان الوضع كان سيئا، ناهيك عن الاكذوبة الكبري في الدعاية الانتخابية في الاهداف الاربعة وهي النظافة , المرور الخ الخ

لم يستطيع التيار الاسلامي تحقيق القليل من العدالة الاجتماعية، بسبب التحالف غير مكتوب مع البيروقراطية والجيش والسلطة القضائية.

عرفت القوي المناوئة بان الرئيس ضعيفا، فعلي الرغم من قيامه بزيادة رواتب الجيش والشرطة بصورة كبيرة بالمقارنة مع بقية القطاعات، فانه لم يستطيع كسبهم خاصة، بعد ان تحداه احد القضاه واعطائة انذارا بالرجوع عن قراراته ، وبالتالي اصبح  المشهد واضحا، باننا امام رئيس بمثابة ظاهرة صوتية فهو لايهش او ينش.

سوف يكتب التاريخ ان التيارالاسلامي الممثل في الاخوان المسلمين رشح رئيسا للرئاسة علي الرغم من حصوله علي

 

 

 

اغلبية في البرلمان، وانه تجاهل القوي الشبابية التي قامت بالثورة، التي رفضت ان تقف بجانبه وانحازت للجيش فيما يعرف بخارطة الطريق.

ازمة  سلطة التيار الاسلامي

كما اوضحنا ان السلطات الثلاثة تحالفت ضد الرئيس، ولم تنصاع لاوامره وبالتالي عمت الفوضي وانتشر الاجرام ،وبدا القطاع الصامت الشعب المصري يتململ وتذكر عهد الرئيس السابق مبارك خاصة حديثه عن الامن والاستقرار، علي الرغم انه كان يعلم انه سرق شعبة وافسد ومعه اسرته ، راي هذا الشعب الفقير ان الامن والامان هما اهم من شعارات التيار الاسلامي في التنمية ومشاريع وهمية لا يوجد تمويل لها.

الدول الخليجية في المعادلة المصرية

تجاهل التيار الاسلامي الدور التي يمكن ان تلعبة في الاقتصاد المصري وامكانية الاستقرار السياسي ، خاصة ان هذه الدول تمتلك من الامكانات المذهلة في دفع الاقتصاد المصري لو اتيح لهم من ضمانات واقعية وثم الاستقرار السياسي، وهنا تري بعض الاعتبارات التي تم تجاهلها

اولا:

 العاملين المصريين في الدول الخليجية يقدموا للاقتصاد المصري ما يقرب الي ثمانية عشر ملياردولار امريكي في شكل تحويلات سنويا، وحتي تعرف قيمة هذه التحويلات بيجب ان نقارنها بدخل قناة السويس الذى يقدر بخمسة مليارد دولارا سنويا بدون خصم المصاريف مثل الصيانة والحارسة الخ.

ثانيا

لايمكن ان تخرج مصر من الازمة الاقتصادية بدون الدعم المالي والاستثمارات الخليجية التي تعطي بسخاء لمصر وبشروط تعتبر سهلة بالمقارنة لدعم البنك الدولي ، لهذا تجاهل التيار الاسلامي لهذه الدول، بل قيام جماعة الاخوان بتأسيس خلايا في دوله الامارات بدلا من ارضاء هذه الدول التي لايمكن ان تمثل اي خطر علي مصر، بل تسطيع مصر ان تقدم الحماية العسكرية كبديل للقوات الاجنية ممثلة في فرنسا والولايات المتحدة.

ابعاد المرحلة القادمة

تبدا المرحلة القادمة بتولي الجيش السلطة في مصر وطرح رؤية لمستقبل مصر وهي كالاتي:

اولا اعلان حالة الطوارئ وتشديد العقوبات علي المدنيين الذين يعترضون علي الاحكام و  الحكام الجدد، فلا مجال للتظاهر او الاعتصام او الاضرابات خلال الاربعة السنوات القادمة

ثانيا الامن والامان هما شعارات المرحلة, محاصرة اللصوص والتشديد علي الطرق والسرقات

ثالثا ربما يفوم الجيش بالقيام بمشروعات خدمية مثل تشييد الطرق والكباري وبناء المساكن لمتوسطي الدخل

سوف نشاهد في مرحلة التجييش زيادة نفوذ الدول الخليجيية خاصة في تمويل المشاريع الاستراتجية في مصر مثل تطوير مشاريع قناة السويس والمشاريع السياحية.

اننا نري ان المشير السيسي هو بطل المرحلة شاء من شاء ورفض من رفض، وباالتالي لا مكان لمنظمات مثل تمرد او احزاب ممكن ان  تمثل معارضة حقيقية.

الجيش يصحح الاوضاع

لا احد يستطيع تصحيح الاوضاع في مصر مثل تفاوت الاجور اوسوء الخدمات سوي الجيش لان القوة هي الوسيلة الوحيدة التي يمكن للشعب المصري فهمها بسبب الامية وسوء استخدام الديمقراطية في قطع الطرق او عمليات السرقة الممنهجة بالاضافة الي حالة الانقسام الحالية.  

لقد اكتشف المثقفون  في مصر اننا شعب اغلبيتة من الاميين  والفقراء، وان هذه الاغلبية يمكن ان تتكيف مع ابسط مكونات الحياة، وبالتالي فالديمقراطية بمثابة ترف يتشدق بها بعض المثقفين، ولكن البطون الجائعة لا تعرف سوي رغيف الخبزومن يوفره لهم .

لمن قيادة العالم العربي؟

لم تعد مصر قائدة للعالم العربي ، فهي لا تقدم من الادب الا القليل ولم يعد لديها مفكرين علي مستوي طه حسين ومحمود العالم وعباس العقاد وكتاب مثل نجيب محفوظ ويوسف السباعي، ولكن كتاب من فئة البلطجية ومزوري الحقائق، وربما  يستطيع من الدول العربية، ويمكنه امكانية تطبيق الديمقراطية وحتي قيادة العالم العربي من دول  اطراف  الجسد العربي، فمنذ متي كان الكم يقود الكيف؟

المرحلة مرحلة الجيش  

ربما يعترض الكثير من المصريين بان الجيش تولي الحكم في مصر اكثر من ستين عاما, ولكن علي مايبدو ان قدر مصر ان يحكمها الجيش مرة اخري خاصة ان اثبت سياسيها غير قادرين علي الحكم

 الجيش مؤسسة قوية ومنضبطة ثم لها تاريخ طويل من الانجازات الحربية، وبالتالي فهي لها احترام داخل الوجدان المصري، فالشعب لازال يتذكر مصر الدولة القوية في المنطقة في عهد ناصر.

بقلم الاستاذ الدكتور حسن عثمان دهب

اود ان اوضح الي جميع القراء بانني علماني التفكير والهوية وانني لا انتمي الي اي حزب اوجماعة دينية اومدنية ولكن كل ما اكتبه هو بمثابة حبي وعرفان الجميل لمصر التي لاتزال  في وجداني  ام الدنيا

 

 

حاصل علي درجة الدكتورة من جامعة كوبهاجن وعمل في الجامعات الاتية

كوبنهاجن ،بنغازي وصنعاء ثم الاتحاد الاوروبي كخبير تعليمي لاعادة تأهيل الاكاديميين

Email [email protected]

Telephone  004591622792

لقرائة المزيد من مقالات الدكتور حسن عثمان دهب         Dr.hassan osman dahab

http://kenanaonline.com/hassan200

علي جوجل العربي و الدنماركي

 

 

المصدر: مقالات الدكتور حسن عثمان دهب

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

31,172