دكتور / حسن بخيت

بوابة العرب للثروات الطبيعية

الرؤية التنموية التعدينية المستدامة لمحور حلوان (نهر النيل) – الزعفرانة (خليج السويس)

لنهضة مدينة حلوان

 

إعداد 

د. قيصر حسين صابر صالح

كبير باحثين جيوفيزيائى بوحدة الإستشعار عن بعد ونظم ومعلومات جغرافية

هيئة المصرية العامة للثروة المعدنية, 3 صلاح سالم - العباسية, القاهرة, مصر

 

ملخص

 

صدر قرارين بشأن محافظة حلوان، القرار الأول رقم 114 لسنة 2008 بشأن إنشائها, والقرار الثاني بتاريخ 25/4/2011 بشأن إلغائها. ونرى أن كلا من القرارين قد جانبهما الصواب.

بناءا عليه كان لزاما على من يريد التخطيط السليم لمحافظة جديدة ليخفف العبء عن العاصمة من كل النواحى وفي نفس الوقت يفتح مجالات للتنمية والتعمير وإنشاء ميناء دولي جديد لمحور تنمية جديد حلوان - الزعفرانة على خليج السويس وذلك بمنطقة جديدة للتعمير الصناعي والتجاري والتعدينى ومدينة 25 يناير المقترحة.

لذلك نقدم هذا المشروع الحيوي والضروري لإنقاذ العاصمة من ناحية الزحام والكثافة المرورية الشديدة بالطرق الصحراوية بشرق القاهرة السويس والعين السخنة والإسماعيلية. وكذلك ربط طريق صحراوى جديد من جنوب شرق مدينة 15 مايو بحلوان الى طريق كريمات-الزعفرانة ليصل نهر النيل بالبحر الأحمر, ومن ناحية أخرى إيجاد محافظة جديدة للتنمية والتعمير بتخطيط متوازن بين الريف والحضر وإستغلال الظهير الصحراوى بما فيها من خيرات تعدينية فاتحة المجال لفرص استثمار جديدة لزيادة الدخل القومى لدفع عجلة التقدم للأمام. ومع الأخذ فى الاعتبار الزيادة السكانية المطردة المستقبلية لمنطقة حلوان الكبرى التي يمكن أن تصل سنة 2027 إلى حوالي 10 مليون نسمة.

وحيث أن الأماكن الصحراوية الشاسعة الخالية من التعمير بمنطقة الجلالة البحرية جنوب شرق حلوان, وإحتياج حلوان لظهير صحراوى فى الإتجاه الوحيد وهو الجنوب الشرقى (ملحوظة حيث حى المعادى فى الشمال وطريق الكريمات–الزعفرانة فى الجنوب ونهر النيل فى الغرب) وذلك بإنشاء طريق صحراوى ليبدأ من جنوب شرق مدينة 15 مايو شرق مدينة حلوان ليصل بطريق الكريمات-الزعفرانة على خليج السويس (حوالى 145 كم) عند بداية وادى عربة ليكون مسار للتنمية التعدينية الشاملة.

حيث أن هذه المنطقة محاطة بالحجر الجيرى والصخور الكربونية الذى هو من أهم الخامات الصناعية واكثرها استخداما. بالإضافة الى استخدامها الرئيسى والمعروف فى صناعات البناء والتشيد إما بحالتها الطبيعية مثل أحجار البناء والتكسية المعمارية أو الركام فى الخلطات الخرسانية ورصف الطرق وايضا هى المادة الخام الرئيسية لتصنيع الاسمنت.

وتبقى الاستخدامات الأهم للحجر الجيرى فى الصناعة هى إحدى المواد الخام لحوالى مائة صناعة مثل الصناعات الميتالورجية والزجاج والصناعات الغذائية والصناعات الكيميائية والأسمدة.

وتعتبر خامات الحجر الجيرى فى مصر من أهم موارد الثروة التعدينية ويمكن بحسن استغلالها أن يلعب ما يتم إنتاجه منها دورا رئيسيا فى دعم الإقتصاد القومى حيث يقدر قيمة الإنتاج من هذه الخام بما يزيد عن 60 مليون طن سنويا يستهلك الجزء الأكبر منها فى إنتاج الأسمنت وصناعة الحديد والصلب.

إن منطقة حلوان يحيط بها من الجهة الشرقية هضبة المقطم التى تنتمى للرواسب الجيرية للحقب الكريتاسى العلوى الثلاثى. ويمثل القطاع التقليدى لجبل المقطم (شرق قلعة صلاح الدين) رواسب عصر الأيوسين الأوسط المتمثلة بتكوين المقطم. والذى يتغير فى الإتجاه الجنوبى والجنوب الشرقى الى تكوينى جبل حوف والمرصد ذوى نفس العمر الجيولوجى. ويبلغ سمك رواسب الأيوسين الأوسط حوالى 110 مترا بشرق قلعة صلاح الدين وحوالى 120 مترا بمنطقة جبل حوف بينما يصل سمك تكوين المرصد حوالى 77 مترا.

يعود تاريخ استغلال الأحجار الجيرية الى العصور الفرعونية القديمة. وذلك لقرب محاجرها من العاصمة ممفيس والتى تم اختيارها نظرا لصفاتها القوية لبناء المعابد والمقابر الخاصة بالملوك ورجال الدولة وبناة الأهرامات بدءا من الأسرة الثالثة والتى بنيت أساسا من الأحجار الجيرية.

وخلال العصور الإسلامية استغلت الأحجار الجيرية بكثرة فى بناء الأماكن العامة وخاصة المساجد والكنائس والأديرة والمدارس والقلاع والتى معظمها مازال باقيا حتى الآن. بالإضافة الى المشروع الهندسى الضخم قناطر محمد على والتى استخدم الحجر الجيرى بكميات كبيرة فى بنائها.

وبناء عليه ازدهرت عمليات استخراج الأحجار الجيرية من محاجرها فى المقطم وطره والمعصرة بل وامتدت خطوط السكك الحديدية الى مواقع تلك المحاجر.

مع حلول العشرينات من القرن البائد اهتمت الأبحاث بتوفير احتياجات الصناعة من تلك الصخور وخاصة صناعة الأسمنت وتكرير السكر. وكان من أهم نتائج تلك الدراسات أن الأحجار الجيرية للمحاجر الموجودة بهضبة المقطم هى الأنواع المنخفضة النقاء بصفة أساسية مع وجود بعض المواقع الحاوية للخامات متوسطة النقاء (جبل دجلة) وفى منطقة حلوان كانت الخامات من النوعيات منخفضة النقاء والغير نقية (حجر جيرى سيليسى) وقد أثبتت الدراسات التفصيلية الحديثة أن هذه النوعية صالحة لتلبية احتياجات مصانع الأسمنت. ولتلبية مصانع السكر المستخرج من البنجر يحتاج الخام من الأنواع المتوسطة والعالية النقاء الصالح لتلك الصناعة.

موارد الأحجار الجيرية وفقا لدرجة النقاء بمنطقة حلوان

درجة النقاء

الموقع

السمك  (متر)

كربونات الكالسيوم %

عالى النقاء

15 مايو

10 – 20

99.02-99.86

متوسط النقاء

وادى حوف - أطفيح

2 - 20

94.42 – 96.68

منخفض النقاء

الصف

40

88.1

غير نقى

طره

15 - 30

77.95 – 84.23

 

اما موارد الأحجار الجيرية والدولوميتية المورد الرئيسى من موارد الثروة المعدنية الموجودة بصفة رئيسية فى هضبة الجلالة البحرية وكتلة جبل عتاقة. وتميز المنحدرات التى تحد هضبة الجلالة بإنحدارها الشديد والتى تصل فى بعض الأحيان الى تكوين ما يشبه الحوائط الرأسية والتى تحد خليج السويس تاركه شريطا ساحليا ضيقا لا يتجاوز عرضة العشرين مترا. وترتفع قمة هضبة الجلالة البحرية حوالى 1260 مترا فوق سطح البحر وتتناقص تدريجيا فى اتجاه الغرب لتصل الى حوالى 800 مترا. لقد زاد الأهتمام بصخور المنطقة لتلبية حاجة مصانع الأسمنت والأسمدة من خامات الحجر الجيرى بالإضافة الى تلبية صناعات البناء من الأحجار الجيرية بالإضافة الى الأحجار الدولوميتية والتى تشتهر المنطقة بإنتاجها. وقد تم تقسيم الصخور الكربوناتية وفقا لمحتواها من الكالسيوم والمغنسيوم حتى يمكن الربط بين درجات نقائها واستخداماتها الصناعية الحالية والمحتملة. وايضا تتراوح من فائق – عالى – متوسط – منخفض – غير نقى.

موارد الأحجار الجيرية وفقا لدرجة النقاء بمنطقة الجلالة البحرية

درجة النقاء

الموقع

السمك  (متر)

كربونات الكالسيوم %

عالى النقاء

جبل عتاقة

40 – 70

97.1 – 98.1

متوسط النقاء

خشم الجلالة – رأس أبو درج

40 - 100

93.7 – 96.6

منخفض النقاء

عتاقة - ابودرج

40 - 70

85.85 – 93.24

غير نقى

جبل الكحلية

20 - 50

61.3 – 84.41

موارد الدولوميت والدولوميت الكلسى

النوع

الموقع

السمك  (متر)

 Mg O %

Ca O %

الدولوميت

جبل عتاقة

100

20.73-21.13

29.53-30.72

الدولوميت الكلسى

خشم الجلالة – عتاقة

12 - 100

11.85-18.63

32.11-40.51

وايضا تتميز منطقة الجلالة البحرية باحتوائها على نوعيات متميزة من الأحجار الجيرية المتبلرة والتى تستخدم فى انتاج أحجار الزينة ذات الألوان الأبيض والأبيض المشوب بالرمادى أو الأبيض المشوب بالحمرة.

وبناءا عليه يمكن إقامة مصنع أسمنت ذو طاقة إنتاجية عالية وكذلك مدينة الرخام لإحجار الزينة على غرار منطقة شق الثعبان بالمعادى ومنطقة للصناعات ثقيلة ومتوسطة ومدينة 25 ينابر السكنية وميناء الزعفرانة الدولى على خليج السويس ومنطقة لأنشطة لصيد الأسماك والنشاط السياحى والرياضى على محور تنمية حلوان - الزعفرانة.

وقد راعينا في تخطيط محافظة حلوان الآ نجور على أى محافظة من محافظات الجوار بحيث أننا جعلنا منفذ وظهير لمحافظة حلوان من الإتجاه الجنوب الشرقى الوحيد ليصل الى خليج السويس بمنطقة بين محافظتين السويس والبحر الأحمر غير آهلتين بالسكان أو التنمية.

 

المصدر: الملتقى الدولى الخامس لاقتصاديات المناجم والمحاجر بالوطن العربى
hasan

hassan

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 537 مشاهدة
نشرت فى 26 إبريل 2013 بواسطة hasan

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,237,176