محاجر الشيخ فضل بين بلوكات الرخام والتراث الانسانى
دكتور/ حسن بخيت
رئيس المجلس الاستشارى العربى للتعدين
قمت بزيارة لمناطق ما يعرف باسم الرخام بمنطقة خشم الرقبة بطريق راس غارب الشيخ فضل بالقرب من محافظة المنيا بصعيد مصروذلك على هامش مشروع تطوير قطاع المحاجر بجمهورية مصر العربية تحت اشراف برنامج تحديث الصناعة التابع لاتحاد الصناعات المصرية.
وكنت بصحبة وفد ايطالى وم احمد فاطين مدير عام فرفة مواد البناءىللوقوف على احتياجات المنطقة من التكنولوجيات الحديثة للمساعدة فى زيادة الانتاج وحسن الاستغلال.
تعتبر هذه المنطقة من اكبر المناطق انتاجا لهذا النوع من اشباه الرخام او ما يعرف بالحجر الجيرى الصلب ولكن كان هناك قدر كبير من الاهدار لهذه االبلوكات لدرجة اننى اعدت تقريرا ذكر به ان نسبة الاهدار تصل فى بعض المواقع لنسبة تصل الى 75بالمئة .
فى 1/2/206 نشرت جريدة الأهرام القاهرية .مايلى.(.......المصادفة وحدها كشفت عن ثروة نادرة من الحفريات التي يعود عمرها إلي أكثر من45 مليون سنة في منطقة الشيخ فضل شرق مدينة سمالوط بمحافظة المنيا علي مساحة تبلغ400 كيلو متر مربع.
كشفت عن ثروة نادرة من الحفريات التي يعود عمرها إلي أكثر من45 مليون سنة في منطقة الشيخ فضل شرق مدينة سمالوط بمحافظة المنيا علي مساحة تبلغ400 كيلو متر مربع.
وهذه المنطقة كانت ولاتزال تعد من المحاجر, حيث يوجد فيها100 محجر لاستخلاص كتل( بلوكات) خام الحجر الجيري( كربونات الكالسيوم) باستخدام الديناميت الذي يفجر الأحجار الجيرية بما تحتويه من حفريات نادرة تتحول إلي أشلاء أو يتم تصديرها لأوروبا. دون أن يدري المصدرون أو المستوردون أنهم يتاجرون في ثروة انسانية وحضارية لا تقدر بثمن!
الخسائر الفادحة للحفريات في هذه المنطقة لم تكن المحاجر وحدها المسئولة عنها, بل إن هناك محاولات بدأت منذ أكثر من90 عاما, ففي عام1914 استولي الألماني استرومر علي حفريات الديناصورات المصرية من الواحات ثم أرسلها لتعرض في المتحف الألماني الذي تعرض للقصف في الحرب العالمية الثانية وتم تدميره وبداخله الديناصورات.
ومنذ أسابيع عرض متحف التاريخ الطبيعي الايطالي( بيزا) هيكلين كاملين لحوتين من نفائس منطقة الشيخ فضل, وفي بلغاريا يحتفظ أحد البلغاريين بحفرية لعروس البحر من نفس المنطقة.
البروفيسور فيليب كنجرسن مدير متحف التراث الطبيعي بجامعة ميتشجان الأمريكية فجر مفاجأة خطيرة عندما قال إن أول من اكتشف هذه الثروة مواطن ايطالي بعد أن وجد هيكلين لحوتين في ألواح رخام استوردها من مصر لتجميل حوائط منزله فبادر بالاتصال بمتحف التراث الطبيعي بايطاليا, وأضاف البروفيسور فيليب كنجرسن أن المتحف استعان به لمعرفة تاريخ الحوتين اللذين اتضح ان عمرهما45 مليون سنة, وقد تنازل عنهما المواطن الايطالي لعرضهما في متحف بيزا.
البروفيسور الأمريكي اتصل بالمتحف الجيولوجي المصري والهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية, كما حضر للقاهرة لمشاركة اللجنة العلمية التي تم تشكيلها لدراسة المنطقة بالكامل لوضع استراتيجية متكاملة لحماية حفرياتها والوصول لأفضل السبل لاستغلال خام الحجر الجيري كعائد اقتصادي دون المساس بسلامة الحفريات, وأضاف أن الأمر تكرر مع المواطن البلغاري الذي بحوزته حفرية لعروس البحر التي تعود لنفس العصر, ولكنه فضل أن يحتفظ بها لنفسه بهدف الاتجار فيها وتحقيق عائد مادي مجز, خاصة بعدما علم أنها حفرية نادرة, وعموما نحن بصدد عدة اجراءات لصون المنطقة بالتعاون مع الهيئة والمتحف, وسيتم خلالها التركيز علي رفع درجة الوعي بأهمية الحفريات بين المواطنين القاطنين في المنطقة, وتسليم أي اجزاء يتم الحصول عليها مهما صغرت أحجامها, فالموقع مبشر باكتشاف الكثير والكثير مما قد يحقق نتائج علمية وبحثية مهمة ويسهم في ثراء رصيد تلك الكنوز, وهذا يتطلب اتخاذ اجراءات حاسمة وسريعة.
ويؤكد الجيولوجي عيد عبدالحليم رئيس هيئة المساحة الجيولوجية ضرورة اعلان هذا الموقع كمحمية طبيعية لتفردها بمثل تلك العناصر المهمة بعد اعداد التقرير النهائي واستكمال الدراسات الخاصة بها من جانب المختصين وتحديد عناصر التميز الطبيعي.
وتقول الدكتورة فريال البديوي عضو مجلس إدارة الهيئة المصرية للثروة المعدنية واستاذ الحفريات بجامعة دمياط انه تم رصد قطع صغيرة مهمشة للحفريات مما يعكس مدي التخريب الذي لحق بالمنطقة بهدف الحصول علي الحجر الجيري المتبلور لتصنيعه كرخام, كذلك صناعة قوالب البناء, والمنطقة مبشرة لاحتمالات اكتشاف حفريات للاحياء المصاحبة للحيتان وعرائس البحر مثل عظام لطيور جار دراستها, وكذلك حفريات قروش الملائكة وهي حفريات لحيوانات وحيدة الخلية, كالتي توجد بوادي الريان والمقطم, وهذا يؤكد الاعتقاد بأنها من نفس عصور الأيوسين الأوسط, لذا تعكف اللجنة علي اعداد تقرير شامل, لاعادة النظر في كل ما يتعلق بالموقع, فكل ما يتم الحصول عليه من الحجر الجيري يعد للتصدير في كتلة ضخمة أبعادها(3 متر*3 متر*2 متر) واحجام مقاربة لها دون النظر إذا كانت تحوي في قلبها حفريات أم لا, والتقرير العلمي الذي سيتم اعداده سيتم رفعه علي وجه السرعة إلي المهندس سامح فهمي وزير البترول لاتخاذ خطوات حاسمة لصون الموقع وعلي وجه السرعة.
وعن أهم الخطوات الجادة لصون حفريات الموقع يقول الجيولوجي يسري عطية مدير المتحف الجيولوجي المصري إن هذه الحفريات الثمينة لا تقدر بثمن ويجب عدم اهدارها للحصول علي ثروة كربونات الكالسيوم المستهدفة من قبل المستثمرين من خلال100 محجر تعمل كلها بنفس الأسلوب البدائي بهدف تصدير الخام للخارج.
ويؤكد الدكتور صلاح سميح مدير إدارة تقنين الخام بالهيئة المصرية للثروة المعدنية: يعتبر خام الحجر الجيري( كربونات الكالسيوم) بمنطقة الشيخ فضل من انقي الخامات بمصر, حيث تبلغ درجة نقاوته98.5%, وتستغل الكميات كلها للحصول علي الخام لتصديره للخارج, ويمكن أن يوجد داخل الجزء المدمر حفريات حيتان أو أي أحياء أخري كانت تعيش معها كعرائس البحر, وطالبت بأن يقوم خبراء الهيئة وكوادرها المتخصصة بالإشراف علي عمليات تجهيز الخام لضمان عدم وجود حفريات به ولتحقيق عائد اقتصادي أكبر وعدم إهدار الجزء الأكبر منه باستخدام الديناميت...........).
ما اعلاه كان التحقيق الخاص بجريدة الاهرام حينه...والسؤال الان ماذا حدث بعد ذلك؟
هل تم مسح جيولوجى للوقف على هذا التراث الهام ومحاولة الاستفادة منه كقيمة مضافة تاخذ فى الاعتبار عن تحجير هذذ الصخور والتعامل معها كميزة نسبية كونها رخام مميز يمكن تسويقه بعائد اكثر بكثير مما نحصل عليه الان ....حتى القطع الصغيرة ممكن ان تصبح لوح رائعة متحفية.
ساحة النقاش