دكتور / حسن بخيت

بوابة العرب للثروات الطبيعية

 

 

ختفاء بحيرة سد النهضة
 كشفت الصور الفضائية عن انتهاء موسم الأمطار فى اثيوبيا، واختفاء بحيرة سد النهضة كما توقعنا من قبل ليعود النيل الأزرق إلى وضعه الطبيعى أمام السد بدون بحيرة لتؤكد على أن التجمعات المائية السابقة لم تكن تخزيناً حقيقياً. ويجرى الآن حوالى 10 مليون متر مكعب يوميا من خلال أربعة فتحات منخفضة فى الجانب الأيسر من السد.
 ومازال العمل مستمرا فى جسم السد الرئيسى والمكمل، وتستطيع اثيوبيا غلق الجزء الأوسط حاليا والاستعداد للتخزين الحقيقى فى يونيو القادم لتشغيل المرحلة الأولى بتخزين من 10 الى 14 مليار م3، وفى حالة حدوث حرب نفسية فمن الممكن أن تبدأ قبل الموسم بتخزين الـ 10 مليون م3 المنتظمة يوميا لتشغيل بسيط فى حالة استمرار التوتر فى سير المفاوضات ان أرادت أن ترفع من الروح المعنوية للشعب الاثيوبى وتصدير الاحباط لمصر، علما بأنه اذا حدث ذلك فلن يكون له تأثير يذكر على كمية المياه التى تصل الى مصر والسودان. والأوقع أن يستمر فى البناء ويبدأ التخزين الصيف القادم.

أن دولة إثيوبيا مرت بالعديد من المشكلات إلا أن جاء القرار بالتطوير الداخلي للدولة وبحث الخطط وتم البدء بمشروع تانا بلس، والذي يربط بحيرة تانا بأحد الأنهار، مشيرًا الي أن بعد اندلاع ثورة يناير وتنحي الرئيس الأسبق حسني مبارك تم الإعلان عن سد الحدود الذي يعتبر واحدًا من المشروعات في حوض النيل الأزرق الأمريكية بمساحة 11 مليار متر مكعب.

أن السودان بدأت تغيير مواقفها تجاه سد النهضة تدريجيًا حيث إن دولة السودان هي المستفيدة الأولى من بناء سد النهضة، مضيفًا أن سد النهضة سيحمي السودان من الفيضان السنوي الذي تتعرض له.
 

يظهر فى الشكل المرفق مستوى بحيرة ناصر منذ 1992 حتى 2017 من خلال بيانات الأقمار الصناعية، ويسجل المنسوب 176,77 متر فوق سطح البحر بتاريخ 28 سبتمبر 2017. وليس صحيحاً أننا نعيش فترة عجاف كما هو يتردد ولم يحدث ذلك منذ 1988 حتى الآن.
انتهى تقريبا موسم الأمطار على الهضبة الاثيوبية، وارتفع مستوى بحيرة ناصر الى منسوب 1777 متر فوق سطح البحر فى بداية هذا الشهر، وهذا يعادل حوالى 115 - 120 مليار متر مكعب، منها 32 مليار م3 تخزين ميت، ويعتبر ايراد هذا العام يقترب كثيرا من ايراد العام الماضى.
والجدير بالذكر أن مستوى الفيضان على مدار الـ 24 سنة الأخيرة (1994 - 20177) يتراوح حول المتوسط أو أعلى قليلاً وهذا يعتبر جيد، حيث أنه لم يقل مستوى البحيرة عن منسوب 169 متر (80 مليار م3) حتى فى مواسم الجفاف، وهى أطول فترة يستمر فيها المنسوب أعلى من 169 م منذ افتتاح السد العالى رسميا 1971. وشهدت البحيرة انخفاضا كبيرا فى الفترة من 1982 - 1987 حتى وصل المنسوب الى 150 م وهو أعلى بثلاثة أمتار من المنسوب الذى يتوقف عنده السد العالى (147 م)، وبعدها من 1988 - 1993 فترة أقل من المتوسط (165 م).

أتمنى أن يمتد المعدل الحالى أو يزيد خلال السنوات القادمة لكى يعوض مايمكن أن يفقد بسبب سد النهضة الإثيوبى فى السنوات القادمة، وهذا هو السيناريو الأفضل.

hasan

hassan

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 88 مشاهدة
نشرت فى 17 نوفمبر 2017 بواسطة hasan

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,228,270