ينمو البشر مثل سائر الثدييات بتغيير قليل في جسمهم ما عدا الحجم أما الحشرات فتمر في أطوار مختلفة من (( المسخ )) أو التحول . وفي أكثر أنواع الحشرات توجد أربعة أطوار البيضة واليرقانة والخادرة ثم البالغة . فالفراشة تبتدئ بيضة ثم تفقس لتصبح يرقانة بشكل دودة ثم تتحول إلى خادرة وتعود فتبرز فراشة ، وذبابة المزل تضع بيوضا تفقس بشكل دويدات ثم تصبح خادرة وبعدها تكتمل فتصير ذبابا . فقط الحشرات البالغة لها أجنحة ولكنها لا تنمو وتكبر فاليرقة والدودة والدويدة هي التي تنمو. وفي بعض الأنواع يكون المسخ أو التحول غير مكتمل ففي ذباب التنين تنمو اليرقانة في الماء ولا يتبع ذلك تطور الخادرة بل تتحول رأسا من يرقانة إلى ذبابة كذلك الأمر مع الجنادب والصراصير وذباب نوار. وبما أن للحشرة قشرة خارجية قاسية فعلى اليرقانة ان تطرح إهابها من وقت إلى آخر فتتخلص من جلدها القديم لتصبح قادرة على النمو إلى أن تقسو قشرتها الجديدة . واليرقانة تعيش أطول فترة في حياة الحشرة وبعض أنواع يرقانات الخنافس تدوم ثلاث سنوات وطور البلوغ قصير جدا يدوم يوما واحدا لبعض ذباب نوار. في البلدان الحارة تستمر الحشرات في حياتها بطريقة عادية أما في المناطق الباردة فإن هناك فترة إستراحة نسميها الإسبات ، وذلك عندما تختبئ الحشرة من الصقيع في زاوية مظلمة ( أحيانا عندما تكون بالغى ، وأحيانا أخرى في طور مبكر) مثلا فراشة السلحفاة تسبت وهي بالغة ، بينما فراشة الكرنب ( أو الملفوف) تسبت وهي خادرة أنواع أخرى من الحشرات مثل الذبابة الخضراء تضع بيض الشتاء ثم تموت .
الدورة الحياتية لحشرة عادية مثل الذبابة السروء أو الذبابة الزرقاء تبين لنا كيف تتحول الحشرة من بيضة إلى بالغة لدى بعض أنواع الحشرات فالأنثى البالغة تفتش عن لحم تضع عليه بيوضها وبعد برهة وجيزة تفقس المئات من هذه البيوض وتبدأ هذه الدويدات بالأكل. وبعد ان تطرح إهابها عدة مرات تترك كل دويدة نامية مكانها وتبحث عن مكان مظلم تصبح فيه خادرة ويكون هذا عادة في التراب . والأشخاص الذين يربون الديدان لكي يبيعونها لهواة صيد السمك يعلقون قطع اللحم ويضعون أطباقا تحتها وعندما تدب الديدان وتقع تتجمع في الطبق وبالطريقة نفسها عندما يريد المزارعون التخلص من الديدان يضعون السماد فوق أوعية مليئة بالماء تقع فيها الديدان وتغرض .
تختلف الحشرات عن الديدان والبزاق وذلك بأن عليها ان تجتمع لكي تتزاوج وغالبية الذكور تجد أنثى لها إما بالشم أو بالنظر ، وبعض إناث العث تطلق رائحة يشمها الذكر على مسافة بعيدة فالعث (( الإمبراطور)) الضخم يستطيع ان شم رائحة أثنى على بعد 1.5 كم. وبعض الحشرات الأخرى من ذوات النظر القوي تطارد الأنثى لكي تتزاوج وربما كان اللون دور في تزاوج الفراشات وذباب التنين. ومع أن الحشرات لا تستطيع ان تسمع مثلنا ، إلا أنها حساسة جدا للذبذبات فأثناء الطيران تخرج خفقات الجناح أصواتا وقد بينت التجارب على أن خفق جناح أنثى البعوض يستميل الذكر . ومهما كان السبب فعندما يلتقي زوج من الحشرات البالغة فهي تتزاوج وعند النحل أو النمل او ذباب نوار فإن ذلك يحدث في الهواء (( طيران التزاوج)). والتزاوج هو عملية مباشرة عادة مع أنه قد يسبق ذلك نوع من المغازلة أحيانا فبعض ذكور الفراش تبدو كأنها تقوم برقصة الأنثى بينما قد تقف بعض الحشرات على أرجلها الخلفية كما يفعل فرس النبي ( السرعوف) . وتضع بعض الحشرات بيوضعها بعد التزاوج مباشرة بينما تتأخر سواها وملكة النحل او ملكة النمل الأبيض تستمر في وضع بيضها طوال حياتها . وتخرج البيوض من فتحة في المؤخرة إما فرادى او بتجمعات وتختار الأم مكانا يكون الغذاء فيه متوفرا للصغار مثلا ، الذبابة السروء تختار اللحم وفراسة الملفوف البيضاء تفتش على ملفوفة ، وفراشة السلحفاة تفتش على قراص ( نبات شائك) وذباب التنين يضع بيوضه في مكان قرب الماء لكي تستطيع اليرقانات أن تنمو. ونسل الحشرات يختلف بين نوع وآخر منها ما يضع عدة أفواج في السنة مثل الذبابة الخضراء وهي تضع خوالي 150 بيضة كل مرة خلال ست مرات في حياتها . وذبابة نوار تضع مرة واحدة وتعيش يوما واحدا ثم تموت .
ساحة النقاش